عشتارتيفي كوم- أبونا/
قُتل ما لا يقل عن 64 شخصًا في هجوم وحشي استهدف رعية كاثوليكية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد أن شنّ عناصر من الجماعة الإسلامية المتمردة المعروفة باسم "القوات الديمقراطية المتحالفة" هجومًا ليلة 8 أيلول على رعيّة القديس يوسف في مانغوريدجيبا بقرية نتويو، في مقاطعة شمال كيفو.
ووفق مصادر محليّة، جرى طعن الكثير من الضحايا حتى الموت، فيما قُتل آخرون بالرصاص أو بالضرب المبرح. وكانوا قد تجمعوا في مراسم عزاء حين باغتهم المهاجمون بالسواطير والأسلحة النارية والمطارق. وبعد ذلك، أضرم بعضهم النار في منازل الأهالي. وأكدت السلطات المحلية أن الهجوم كان مُدبرًا بشكل واضح.
ونددت جمعية "عون الكنيسة المتألمة" بالمجزرة، معربة عن عميق تضامنها مع العائلات المفجوعة. وأكّدت أن مثل هذه الأعمال الوحشية ليست حوادث معزولة، بل جزء من نمط مدّمر متواصل في شرق الكونغو، حيث ينشط متطرفون إسلاميون متحالفون مع فرع تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية وسط إفريقيا، في ظل إفلات مقلق من العقاب.
من جهته، وجّه المطران ملكيصادق سيكولي بالوكو، أسقف بوتيمبو-بيني، رسالة تعزية روحية إلى المتألمين، وصلّى طالبًا من الله، بشفاعة الطوباوية مريم العذراء، أن يعزّي المفجوعين ويقود المؤمنين لتجاوز أيام المعاناة نحو سلام دائم. في المقابل، باشرت السلطات المحلية بدفن الضحايا وفرض إجراءات أمنية جديدة، رغم بقاء خطر الميليشيات في المنطقة على مستوى مرتفع.
حركة متمردة
بدأت "القوات الديمقراطية المتحالفة" كحركة متمرّدة أوغندية قبل أن تنتقل إلى شرق الكونغو، وفي عام 2019 أعلنت رسميًا مبايعتها لفرع تنظيم الدولة الإسلامية في وسط أفريقيا. ومنذ ذلك الحين، اتسمت هجماتها بوحشية مفرطة شملت قطع للرؤوس والإعدامات الجماعية بحق المدنيين، مستهدفة بشكل خاص المجتمعات المسيحية.
وفي إقليم إيتوري المجاور قبل بضعة أشهر فقط، قُتل ما لا يقل عن 34 مُصليًا في مجزرة داخل كنيسة خلال القداس، وفي تموز هاجم مسلحون أمسية صلاة في كنيسة كاثوليكية ببلدة كوماندا ما أسفر عن مقتل العشرات. كما عثر في شباط من هذا العام على أكثر من 70 جثة داخل كنيسة بروتستانتية في لوبيرو، كثير منها مقيّدة الأيدي ومفصولة الرأس.
ورغم وجود القوات المسلحة الكونغولية والقوات الأوغندية وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مونوسكو)، ما يزال العنف مستمرًا بلا انقطاع في شمال وجنوب كيفو. وقد دأب مجلس أساقفة الكونغو على التنديد بـ"المجازر البشعة" المرتكبة بحق المؤمنين الأبرياء، فيما جدّدت "عون الكنيسة المتألّمة" دعوتها إلى تدخل دولي عاجل لحماية المدنيين، والدفاع عن الحرية الدينية، وإعادة النظام.