من المفارقات أن فرض العقوبات الأمريكية على العراق جاءت بعد أن أنذرت العراق من خطورة الإلتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران ، فأمريكا تدرك تماماً كيف يتحول الدولار إلى إيران وكيف يتم التلاعب بتصدير النفط الإيراني والعراقي ، وكيف تقوم الشركات المموهة المملوكة للفصائل المسلحة ، وإلإقطاعيات القائمة وحتى نواب ووزراء متورطين بهذه الشبكة ، وكيف يتم التلاعب بالمال العراقي لمصلحة إيران ، وعقوبات الخزانة الأمريكية على شركة المهندس وهي شركة حكومية ، وربما تأتي مستقبلاً لمعاقبة مصرف الرافدين العراقي .
وتقول أميركا أن هناك شبكات تجسسية لصالح إيران تعطي معلومات عن القواعد والسفارة الأمريكية في العراق لصالح إيران ، والشركات الوهمية تستعمل مؤسسات الدولة للتهرب من العقوبات ، وربما ستشمل العقوبات على شركة سومو النفطية ، والعقوبات التي تشمل 50 شخصية وكيان ، والعقوبات ربما تأتي قبل وبعد الأنتخابات ، وقد تكون تمهيداً لعمل عسكري قادم ضد اشخاص وكيانات وقادة فصائل مسلحة ، وهذه الجماعة مسؤولة عن مقتل أمريكيين في العراق ، وتحطيم الإقتصاد العراقي ، وتقول بأن الإرادة العراقية مسلوبة ، والواقع العراقي صادم ، وأميركا تدرك بأن الحكومة غير قادرة على لجم الفصائل والقضاء على الفساد ، ولهذا فالصورة القادمة قاتمة ، إذا لا يتدارك العراق خطورة الوضع القائم ، وإن المستقبل القريب فيه الكثير من التغيرات وخطوات عقابية كبيرة قادمة لا محال.
تحليلات جريدة السفيرالكندية