
المطران يعقوب مراد في مقابلة مع «آسي مينا» | مصدر الصورة: آسي مينا
عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
بقلم: إلياس الترك
روما, الجمعة 24 أكتوبر، 2025
أعلن رئيس أساقفة حمص للسريان الكاثوليك يعقوب مراد أنّ الحوار الإسلامي-المسيحي في سوريا يواجه تحدّي الرفض المطلق ممّن يَعتبر أنّ الإسلام السنّي هو وحده الدين الصحيح، ودين الدولة الوحيد، وأنّ الآخرين مجرد ضيوف.
فسّر مراد عبر «آسي مينا» أنّ هذا الموقف تتبنّاه بعض المرجعيات الدينية الإسلامية الرسمية. وعدَّ هذا الواقع امتحانًا ودعوة إلى الثبات والاستمرار، مؤكّدًا الاعتماد على أصحاب الإرادة الطيبة من المسلمين والمسؤولين للسير معًا في طريق التفاهم. وتابع أنّ استمرار المبادرات، رغم الصعوبات، يُظهر قوة الرسالة المسيحية ويعزز الاحترام المتبادل بين المكونات المختلفة.
جائزة فاتيكانيّة
نال مراد الأسبوع الفائت جائزة القديس يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان. ووصفها بأنّها تشجيع شخصيّ له، وتأكيد لأهمية الاستمرار في نهج الحوار وتحمُّل المسؤولية في زمن صعب. وأوضح أنّ الجائزة تشجّع المسيحيين والسوريين على التمسك بخط الكنيسة في إعلان محبة المسيح للمسلمين واحترام الآخر من دون تمييز.
أسير لدى تنظيم داعش
استعاد مراد تجربة أسره عام 2015 لدى تنظيم داعش، فروى لقاءه «والي الرقة»، حين ظنّ أنّه جاء لقطع رأسه لكنّه فوجئ بأنّه حيّاه بكلمات: «السلام عليكم». وعندما سأل مراد الوالي عن سبب أسره، أجابه: «في الحرب دائمًا ضحايا» وطلب منه اعتبار فترة أسره «خلوة». عندها شعر مراد بسلام عظيم وتحوّل السجن إلى مكان صلاة وتأمُّل ومنسكة، وفق تعبيره. وصارت حياته هناك صلاة مفعمة برجاء أنّ الله لن يتركه.
رسالته إلى آسريه
عن رسالته اليوم إلى من أسره، قال مراد: «الله يهديكم». وأكّد أنّ الغفران والمسامحة جوهريّان في الإيمان المسيحي، وأنّ الكراهية لا مكان لها في قلب المؤمن. ودعا إلى عدم السماح للحقد والخوف بالسيطرة على القلوب، رغم الألم والرفض المنتشرَين في المجتمع.
وشدّد على أنّ التعامل مع الآخر بالمحبة واجب المسيحي، حتى في أصعب الظروف. وأردف أنّ الرسالة الأساسية التي يجب نقلها إلى الشبيبة هي الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية في جميع المواقف.
بناء سوريا من جديد
شدّد مراد على أنّ الكنيسة في سوريا ما زالت المؤسسة الوحيدة الموثوق بها من الجميع. وتابع أنّ دورها اليوم يتمثل في دعم التغيير الاجتماعي وبناء الإنسان من خلال المدارس والمستشفيات. وسأل الكنيسة الجامعة والمجتمع الدولي مساندة الكنيسة السورية عبر مشاريع تعليمية وصحية عملية، لأنّها الطريق الواقعية للإسهام في نهضة المجتمع.