المجلس الشعبي ينعي فقيده الراحل مخلص بطرس جبو      وفد من الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية في ضيافة المتحف السرياني      المرصد السوري: حالة من الاحتقان والغليان الشعبي في وادى النصارى على خلفية مقتل 3 شبان من الطائفة المسيحية      «رهاب المسيحيّين» يعود إلى الواجهة في أوروبا... مصطلحٌ جديد لأحداثٍ قديمة      المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل وفداً من الكنيسة الارثوذكسية الروسية      البطريرك ساكو يستقبل السفير التركي لدى العراق      نغمات أوركسترا كنارة وصوت ميشيلا بهنام يشعلان ختام معرض الكتاب بدورته الرابعة في عنكاوا      الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل تحتفل بتخريج دفعتها الخامسة      رئيس إقليم كوردستان يستقبل وفداً من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الإيطالي لدى العراق      محافظة أربيل تصدر عدداً من القرارات بشأن بدء الحملة الانتخابية      تحت قيادة مجلس السلام.. الكشف عن خطة جيتا لإدارة غزة      مصدران: تدفقات النفط من كوردستان العراق إلى تركيا ترتفع إلى 180 ألف ب/ي      زيلينسكي يحذر أوروبا: روسيا قادرة على انتهاك المجال الجوي "في أي مكان"      وردة المسيح: من هي القديسة تريز الصغيرة ولماذا كتب لها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ لوحة شكر في كنيستها في مصر؟      برأسية خيالية.. هالاند يقلد رونالدو ويكرر المشهد الأسطوري      هل ممارسة الرياضة على معدة فارغة تحرق الدهون أكثر؟      خمسة ركائز أساسية لخطاب الفاتيكان أمام جمعية الأمم المتحدة      مالية إقليم كوردستان تنشر جدول توزيع رواتب تموز      الولايات المتحدة تبدأ تقليص مهمتها العسكرية في العراق وتحولها إلى شراكة أمنية دائمة
| مشاهدات : 1499 | مشاركات: 0 | 2014-05-14 17:14:02 |

مريم فوق الطبيعة

ربما يكون هذا الموضوع غريباً على مسامعنا ولكن الحقيقة أن مريم العذراء هي بالفعل فوق الطبيعة، ولا اقصد بفوق الطبيعة بأن مريم العذراء ليست إنسانا مثلنا أو مختلفة جسدياً عن البشر، أو ليس لها جسد وروح، أو ليس لها شعور بالطبيعة التي خلقها الله فينا. لكن الله وضع في هذه البتول صفات وسمات تختلف بها عن كل المخلوقات البشرية سواء كانوا من قديسي الله أو من أنبيائه أو من رسله، كيف تكون مريم بهذه الصفات التي نطلق عليها "فوق الطبيعة" أو بدرجة أعلى من المخلوقات البشرية؟. قد يبدو هذا الموضوع غريباً إلى حد ما، فاعتبار مريم العذراء فوق الطبيعة يجعلها مختلفة عنا (نحن البشر) تماماً.

بعد البحث في هذا الموضوع وما يرتبط به من تفاصيل شعرتُ أن مريم العذراء هي فوق الطبيعة فعلاً.

1-   خصّ الله البتول مريم بنعمة خاصة منذ اللحظة الأولى التي تكونت في أحشاء أمها القديسة (حنه) إذ لم يلطخها بالخطيئة الأصلية. ولم  يأت على مر الزمن إنسان دون خطيئة آدم الأولى التي ورثناها عن أبينا آدم. فالذين صانهم الله الأب هم الرب يسوع المتأنس وأمه البتول مريم. إذن مريم العذراء ليست مثلنا نحن المولودين في الخطيئة.

2-   يسجل الكتاب المقدس حدثاً غريباً حصل للأم البتول مريم. وهو: عندما قال اشعياء النبي "اسمعوا يا بيت داود، أما كفاكم أن تضجروا الناس حتى تضجروا إلهي أيضاً؟ ولكن السيد الرب نفسه يعطيكم هذه الآية. ها هي العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" اشعيا 13:7-15. مريم العذراء هي الوحيدة وبنعمة خاصة من الله القدوس التي جمعت بين هذين النقيضين (عذراء و أم) فهي عذراء لأنها بتول، وسيدة لأنها أم. فالرب الإله أراد أن تكون أم ابنه فريدة من نوعها، فصان بتوليتها قبل الولادة وأثناء الولادة وبعد الولادة.

3-   رُبّ سائل يسأل كيف يمكن أن تكون عذراء وأم في نفس الوقت، وفي إنسان واحد؟ كل مولود يأتي من تجامع ذكر وأنثى، فلا تقدر الأنثى أن تحبل وتلد بدون ذكر، ولا يقدر الذكر أن ينجب أولادا بدون أنثى، لان الواحد يكمل الأخر. لكن ألام العذراء مريم ولدت الرب يسوع دون أن تجمع مع أي ذكر، كيف كان ذلك؟

يقول الكتاب المقدس "أرسل الله الملاك جبرائيل إلى بلدة في الجليل اسمها الناصرة. إلى عذراء اسمها مريم، كانتمخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. فدخل الملاك وقال لها. السلام عليك يا من انعم الله عليها، الرب معك.فاضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها ما معنى هذه التحية؟ فقال لها الملاك. لا تخافي يا مريم نلتِ حظوةً عند الله.فستحبلين وتلدين ابناً تسمينه يسوع. فيكون عظيماً وابن العلي يدعى. ويعطيه الرب الإله عرش أبيه داود. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد. ولا يكون لملكه نهاية: فقالت مريم للملاك : كيف يكون هذا وأنا عذراء لا اعرف رجلاً؟ فأجابها الملاك: الروح القدس يحل عليكِ، وقدرة العلي تظللكِ، لذلك القدوس الذي يولد منكِ يدعى ابن الله: لوقا26:1-36. في هذه الكلمات إثباتات قاطعة تدل على أن ولادة الرب يسوع كانت ولادة فريدة من نوعها، حيث كسر قانون الطبيعة الذي يقول إن الإنسان يولد من تجامع ذكر وأنثى.

تقول الآية

1-عذراء: فتاة لا تعرف رجلاً.

2-مخطوبة: عذراء مخطوبة في سن الزواج لكن لم تتزوج ولم تمارس الحياة الزوجية بعد.

3-فاضطربت: إثبات على أن مريم العذراء لم تكن تعرف  بموضوع الولادة، ولم يخطر على بالها شيء من ذلك.

4-تحبلين وتلدين: كلمة تدل على أن مريم العذراء لم تكن تعرف بأي شيء من التدبير الإلهي الذي فوجئت به بان الرب العلي اختارها لتكون أماً وهي عذراء.

5-اسمه يسوع: يبشر الملاك أن المولود منها يكون ابن العلي وانه اختار اسمه "يسوع" لان الله أمر بذلك.

نستنتج هنا من تصرف مريم العذراء أنها عذراء طاهر بتول لم تمارس أي زواج. حيث ملكها الخوف والاضطراب، والجواب القاطع الذي هو اكبر برهان على طهارتها. "كيف يكون هذا وأنا لا اعرف رجلاً" فها مريم بنفسها تشهد على عفتها.

الإثبات الثاني

القديس يوسف:

"وكانت أمه مخطوبة ليوسف. فتبين قبل أن تسكن معه إنها حبلى من الروح القدس وكان يوسف رجلاً صالحاً فما أراد أن يكشف أمرها. فعزم على أن يتركها سراً. وبينما هو يفكر في هذا الأمر ظهر له ملاك الرب في الحلم وقال لهُ يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأة لك فهي حبلى من الروح القدس. وستلد ابناً تسميه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" متى 18:1-22 + "وبعدما انصرف المجوس. ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم وقال له (قم) خذ الطفل وأمهواهرب إلى مصر وأقم فيها حتى أقول لك متى تعود. لان هيرودس سيبحث عن الطفل ليقتله، فقام يوسف واخذ الطفل وأمهليلاً ورحل إلى مصر" متى 13:2-15. فالمراحل التي مَر بها القديس يوسف تشابه إلى حد ما الأحداث التي مرت بها مريم العذراء.

1-مخطوبة ليوسف: أي أن مريم كانت مخطوبة فقط ليوسف ولم تسكن معه لأنه لم يتزوجها بعد.

2-يوسف رجل بار: كان القديس يوسف رجلاً باراً ويخاف الله، فلم يرد أن يشهرها بل فكر أن يتركها سراً حتى أن ظهر له ملاك الرب وكشف له الأمر المكنون  قبل كل الدهور.

3-حبلى من الروح القدس: يثبت الملاك لمار يوسف، ولنا في نفس الوقت، أن المولود من ألام الحنون، ذكر وانه مولود من الروح القدس.

4-الطفل وأمه: يثبت الكتاب المقدس أن المولود بالفعل لم يكن بإرادة القديس يوسف وليس له أي دخل فيه. حيث لم يقل الملاك له قم وخذ زوجتك وابنك، بل قال قم وخذ الطفل وأمه، أي أن القديس يوسف ليس هو ألا الحارس الأمين الصديق للام والطفل، الذي اختاره الرب لهذه المهمة لأنه رجل بار. كانت عقوبة الزنا في ذلك الوقت الرجم بالحجار حتى الموت. لذلك فكر القديس يوسف أن يترك خطيبته سراً. لكن ملاك الرب أرشده وأعطاه العزم والقوة على تحمّل الأخطار القادمة. إثباتات كثيرة تدل على أن مريم العذراء قد امتازت بشيء لم يقدر أحد أن يمتاز به وهو أن تكون عذراء وأم في وقت واحد. فهي الوحيدة التي كسرت قانون الطبيعة لعملية الإنجاب.

4-   كل شيء يمكن أن يحدث ولكن هل من المعقول أن (يخلق المخلوق خالقه) هذا شيء غير ممكن لأنه يفوق الطبيعة. إذن كيف ولدت مريم العذراء الإله المتجسد؟ كلنا نعلم أن الرب الإله خلق الكون اجمع خلق الإنسان الأول أدم وامرأته حواء اللذين من نسلهما تسلسلناً، وخلق الحيوانات والأشجار والكون اجمع، الفضاء الخارجي والكواكب والمجرات الهائلة والسماء الخارجية والملائكة. إذن الرب الإله خلق الكل، بكلمة منه، واختار الرب الإله البتول الطاهرة مريم أن تكون فريدة من نوعها وتكون أعلى شأناً من خلائقه. فأنجبت الكلمة الذي عمل بها كل المخلوقات. وإذا نظرنا إلى مستوى ابعد، نرى أن الرب الإله خلق الكل بكلمة منه. والرب يسوع المسيح قال: "أنا هو الكلمة المتجسد، أنا والأب واحد. من رآني رأى الأب، لا يقدر أحد أن يأتي إلى الأب إلا بي" الرب يسوع المسيح ولد من الأم البتول مريم. كما يقول الكتاب المقدس: "قال الرب لي: هذا الباب يكون مغلقاً، لا يفتح ولا يدخل منه انسان، لان الرب إله اسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً" حزقيال 2:44.

إذن ألام البتول هي أم الخالق المتجسد. حيث اخذ الرب الإله جسداً منها وسكن فيها تسعة اشهر. أختار الرب الإله مريم العذراء لتكون هي ألام التي تنجبه وتضعه في العالم. فبهذا امتازت مريم العذراء على الجميع. فالكل مخلوق، أما ألام البتول فأنها أنجبت الخالق المتجسد.

5-   إن علم الأرواح يثبت لنا "أن الأرواح ممكن أن ترى الأجساد، لكن الأجساد ليس بمقدورها أن ترى الأرواح" أي أن الناس ليس لهم القدرة على أن يروا الأرواح، لكن الأرواح بمقدورها أن ترى الناس. أما مريم العذراء فلها القدرة على أن تظهر لنا وهي روح طاهرة، حيث بين فترة وأخرى نسمع عن الظهورات التي تظهر بها على الناس في مختلف بقاع العالم. وأنها لم تتوقف عن الظهور إلى هذا اليوم. ففاقت ألام البتول، مثل ابنها الرب يسوع، على جميع الناس والقديسين والرسل والأنبياء، وكسرت قانون الطبيعة، بل العالم الثاني "عالم الأرواح" وهذه الصفة التي امتازت بها العذراء مريم هي أعلى مراحل القداسة. حيث سجلت بعض ظهوراتها في الكنيسة ودوائر الدولة وفي اغلب الصحف الدينية وغيرها. فامتازت بالظهور العلني الذي لم يُمّيز به أي قديس أو أي رسول حتى الأنبياء أنفسهم، فلم نسمع يوماً من الأيام عن ظهور أحد من الرسل أو القديسين بالشكل الذي تظهر هذه البتول الطاهرة.

6-   انتقلت مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء. كل إنسان عندما يموت يجب أن ينفصل الروح عن الجسد وليس بمقدور الجسد أن يرتفع عن الأرض لان جاذبية الأرض تمنعه وليس باستطاعته أن يخترق حاجز السماء، ويطير في أجواء السماء العليا، وذلك لان الجسد لا يقدر أن يقوم بهذه المهمة. وحتى الذين يدعون انهم صعدوا إلى السماء، فانهم صعدوا بالروح فقط وليس بالجسد، أو انهم صعدوا بالرؤيا أو بالحلم. وهذه الأحداث هي أحداث تابعة للروحيات لا للجسديات. عن الرب يسوع المسيح فكلنا نؤمن انه مات وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء بالنفس والجسد، وجلس عن يمين الله الأب. ولما كان الرب يسوع قد ارتفع إلى السماء بالنفس والجسد. فانه منح لأمه المباركة، النعمة والبركة لتشاركه في المجد معه في السماء. حيث سكن فيها تسعة اشهر واخذ منها جسداً مباركاً، فكيف يترك الرب الإله جسد أمه المبارك الذي سكن فيه أن يرى فساداً ويهمل مسكنه الذي أوى فيه تسعة اشهر. فمنح لأمه النعمة لترتفع نفساً وجسداً إلى السماء. والكنيسة تؤمن أن ألام البتول مريم قد انتقلت إلى السماء نفساً وجسداً. استناداً على  الوحي الإلهي. وأعلنت الكنيسة عقيدة انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء في سنة 1950 وعلى يد البابا بيوس الثاني عشر. حيث أثبتت الكنيسة، "أن الجسد المبارك الذي سكن فيه الرب يسوع الكلمة المتجسدة، لا يمكن أن يرى فساداً بعد مماته". وبذلك يتبين لنا أن مريم العذراء قد ارتفعت إلى السماء دون العالم اجمع، وكسرت الحاجز الذي تنقاد به الطبيعة البشرية.

خلاصة الموضوع: ارجوا أن تكون هذه الحقائق قد أثبتت بأن مريم العذراء قد امتازت عن البشر بنعمة خاصة من الله، فصّيرها وجهّزها لنا لتكون الحواء الجديدة التي منها يأتي المخلص، ففاقت جميع المقاييس البشرية وقوانين الطبيعة، وكانت أماً روحية خالية من الخطيئة، مثل ابنها الرب يسوع حيث كان يتكلم بالروحيات لأنه بدون خطيئة. وقد سبق وأوضحنا أن قصدنا بـ (فوق الطبيعة) ليس أن مريم العذراء لم يكن لها جسد مثلنا أو لم يكن لها شعورنا، لكن ألام البتول كانت أماً تشعر مثلنا، تفرح وتحزن، تبكي وتضحك، تتألم وتتعب، تحمل جميع طباع البشر مثل ابنها المتجسد الذي كان له جسداً مثلنا ويشعر مثلنا بجميع المشاعر لكنه كان جسداً روحانياً أي (روحّيته أعلى من جسديته) أي كان مملوءً من النعمة بحيث لم يكن للخطيئة مكاناً في جسده، مثل أمه.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4926 ثانية