عشتارتيفي كوم/ الحياة
أكدت مصادر أمنية
عراقية أن مسحلي «داعش» الذين اقتحموا سامراء أول من أمس هدموا ساتراً ترابياً يفصل
المدينة عن مناطق صحراوية وصخرية تدعى «الجلام»، فيما فتحت وزارة الدفاع تحقيقاً في
غياب قوات الأمن عن صد الهجوم، في سيناريو شبه سقوط مراكز الشرطة في الأنبار نهاية
العام الماضي.
وقالت مصادر أمنية
في سامراء لـ «الحياة» أمس إن «هجوم داعش الأساسي تم برتل سيارات دفع رباعي ومعدات
استخدمت لهدم ساتر ترابي يفصل منطقة الجبيرية عن صحراء الجلام، شرق المدينة، وترتبطها
بجبال حمرين».
وأضافت إن المسلحين
«أزالوا الساتر الترابي الذي أنشأته القوات الأميركية عام 2005، باستخدام جرافات كبيرة،
وبعد دخولهم هاجموا القوات الموجودة هناك وسيطروا على معداتها، في هذه الأثناء نصبت
مجموعات من داعش مكمناً للقوات التي توقعت قدومها من بغداد، ووقعت مواجهات ونجح المكمن
في تأخير وصول قوات سوات إلى مكان الحادث، بعدها بدأت الأرتال التابعة لداعش بالانسحاب
من المكان الذي دخلت منه وعادت إلى الجلام».
وكشف المصدر أن
«القوات الأمنية كانت تمتلك معلومات عن مخطط للهجوم على المدينة والسيطرة على مبان
حكومية والهجوم على ثكنات تابعة للجيش إلا أن هناك مشكلة تعاني منها القوات في عموم
البلاد تتمثل ببطء التعامل مع المعلومات».
وكان ضابط رفيع
المستوى في القوات الخاصة التي تسمى «الفرقة الذهبية» قال في تصريح قبل أسبوع لـ «الحياة»
إن «هناك معلومات استخباراتية تفيد بسعي داعش إلى مهاجمة القوات الأمنية في محافظات
صلاح الدين وديالى ونينوى لتخفيف الضغط عنها في الفلوجة شرق الأنبار».
إلى ذلك، أبلغ
ضابط في «قيادة عمليات سامراء» إلى «الحياة» أمس أن «التحقيقات الأولية تشير إلى تعرض
التعزيزات العسكرية التي اتجهت إلى سامراء لمكامن».
وأضاف إن «الإرهابيين
يتخذون مناطق المشاهدة والطارمية والضلوعية ملاذات آمنة لغياب قوات الأمن فيها»، وأوضح
أن هذه المناطق الثلاث مرتبطة مع بعضها حتى سامراء بمزارع وبساتين كثيفة وأغلبها متروك
يخشى الأهالي وقوات الأمن الدخول إليها».
وزاد إن «الهجوم
على المدينة الغرض منه استعراض القوة وليس مسك الأرض (...) لأن المسلحين انسحبوا من
الأحياء التي سيطروا عليها وهي الشهداء والجبيرية والمثنى وصلاح الدين والقادسية والخضراء
والضباط ، قبل وصول التعزيزات العسكرية القادمة من بغداد إلى سامراء».
ورفض الضابط التعليق
على أنباء أفادت أن عناصر نقاط تفتيش انسحبوا منها، بعد ورود نبأ عن دخول «داعش» إلى
المدينة.
وتتحدث أنباء عن
أن قرار انسحاب القوات الأمنية من مناطق شرق سامراء إلى غربها المعروفة بالمنطقة القديمة
حيث يتواجد مرقدي الإمامين العسكريين، جاء لتعزيز حماية المرقدين ومنع المسلحين من
الوصول إليه.
وأعلنت قيادة طيران
الجيش أمس في بيان تضمن حصيلة عملياتها في سامراء عن قيامها بـ 82 طلعة تمكنت خلالها
من تدمير وحرق مجموعة من العربات المحملة أحاديات في مناطق شرق سامراء».
واضاف البيان أنه
«تم مشاغلة جرذان داعش بهذه العملية، وحقق الطيارون إصابات كبيرة ومؤثرة وتم استعادة
جميع المناطق التي دخلها إرهابيو داعش»، وأشار إلى أنه «تم إفشال محاولة الإرهابيين
لاحتلال مرقد الإمامين العسكريين لخلق فتنه طائفية».
ونفذت «قوات مكافحة
الإرهاب» أمس حملات دهم وتفتيش في الأحياء الشرقية لسامراء للبحث عن مسلحين يعتقد أنهم
اختبأوا في منازل بعد هجوم «داعش».
وفي نينوى أفاد
مصدر في شرطة المحافظة أمس، أن اشتباكات مسلحة اندلعت صباحاً بين قوات الجيش وجماعات
مسلحة تنتمي إلى تنظيم «داعش» للسيطرة على مناطق التحرير والزهراء والانتصار وسومر،
شرق وجنوب شرقي الموصل. وأعلنت «قيادة عمليات الجزيرة والبادية» أمس القبض على عدد
من عناصر التنظيم شمال غربي المدينة. وأوضحت في بيان أن «القوات الأمنية التابعة لها
ألقت القبض على هذا الإرهابي خلال عملية أمنية كما دمرت 12 زورقاً لتنظيم داعش الإجرامي
وفككت عبوتين ناسفتين في القائم وناحية ربيعة».
إلى ذلك، استنكر
محافظ الموصل اثيل النجيفي في بيان أمس زيارة القنصل الإيراني في أربيل ناحية برطلة
(20 كلم شرق الموصل) من دون استئذان الحكومة المحلية.
وقال النجيفي:
«زار يوم أمس الخميس، القنصل الإيراني في أربيل سيد عزيم حوسيني ناحية برطلة ليفتتح
حسينية فيها ويتناول الغداء عند النائب حنين القدو من دون التنسيق أو الاستئذان من
محافظة نينوى كما تقتضي الأعراف الديبلوماسية».
وطالب النجيفي
«مجلس المحافظة بمؤازرته في الاحتجاج الذي ينوي تقديمه إلى وزارة الخارجية»، مبيناً
أن «اقتصار الاهتمام بالقضايا الخدمية في ظل متغيرات من هذا المستوى لن تؤدي إلى استقرار
المحافظة».