منذ سنوات طويلة ونحن نكتب عن معاناتنا ومعاناة الكثير من المؤمنين، وبعضهم كهنة، في غرب أميركا من سلوكيات وإعتداءات بعض رجال الدين في كنيستنا الكلدانية الكاثوليكية في غرب أميركا، وقد حاولنا عبر وسائل مُختلفة أن نوصل صوتنا الى الأذان التي أرادت أن تُصغي إلينا رغم إنها لم تكن كثيرة لأن الأغلبية رأت إن إعتراضها على الرأس المسؤول عن الأبرشية هو بمثابة إزعاج لأنفسهم وهم ليسوا في حاجة الى ذلك. أنا من جانبي أرى إن الغيرة على الكنيسة وعلى الرب يسوع ليست خيارا بل إلتزاما وواجبا إيمانيا وأخلاقيا لذا لم أتوانَ عن كشف معاناتنا رغم عدم إرتياح الكثيرين من ذلك.
بعد كل هذه السنوات يظهر الآن واضحا صدق ما ذهبنا إليه في كتاباتنا، وما هي نوعية رجال الدين الذين كنا نتعامل معهم خلال الفترة الماضية وكيف إن معاناتنا لم تكن نابعة من فراغ أو من تصورات خاطئة أو مبالغ بها كما أراد البعض أن يُصورها.
بعد أن عزم غبطة البطريرك لويس ساكو أن يبدأ عهدا جديدا من الإصلاح وتقويم المعوج الذي ساد الكثير منه في كنائسنا، ظهر جليا أمام أبناء شعبنا ما سبق وأن كتبنا عنه من مشاكل في أبرشية مار بطرس. لقد إصطدمت محاولات البطريرك ساكو التصحيحية برغبات وإعوجاجات أولئك الذين ذكرنا مشاكلهم في كنيستنا من الذين فضلوا مصالحهم الشخصية وأبدوا إستعداد عاليا للتخلي عن نذورهم وعن الرب يسوع الذي وعدوه يوما بأن يكونوا له فقط. لقد إصطدمت المحاولات التصحيحية الأخيرة لسيدنا البطريرك برغبات المطران سرهد غير المتزنة وغير المُتناغمة مع إيماننا وسياقاته المعروفة وبرغبات كهنة ورهبان جاهلين وغير مطيعين وكذابين، مع الأسف، وعصاة! ولدينا وثائق رسمية بكل ما نقوله هنا، بعضها بتوقيعاتهم وبأصواتهم وبأسمائهم الصريحة. ويُمكن التكهن هنا بأن الذي يكذب ويوقع على شهادة كاذبة تحت أية ذريعة كانت يكون مشروعا لفساد أكبر ولن يردعه في إفشاء فساده هذا أي رادع أخلاقي أو إيماني وأكشف هنا سرا لا يعرفه معظم القراء، إنْ لم يكن كلهم، هو إن المطران سرهد وكل الذين وقفوا ضد غبطة البطريرك ساكو مثل المطران باوي والقس بيتر والراهب نويل ومعهم كاهن أخر وقعوا وصادقوا، تحت القسم، على رسالة مليئة بالأكاذيب وأرسلوها الى الجهات الكنسية المسؤولة دون أي خوف من الله ومتصورين بأن ذلك سيسترهم ويقيهم غضب الرب ولكنهم لا يُدركون بأن الرب لن يترك مستورا إلا ويكشفه ويوقعهم في شر أعمالهم!
بطريركنا المحبوب لويس ساكو، القراء الأعزاء، إننا في أبرشية مار بطرس نعاني من كوننا نتعامل مع مجموعة تكاد تقترب في صفاتها من صفات العصابات أو الأحزاب الدكتاتورية، إذ لا يحق لأحد من أفرادها أن يقول لرئيسها: لا. البعض من كهنة هذه الأبرشية، وهم قلة، لا يريدون الإنجرار وراء هذا الظلم الذي يفرضه هذا (الراعي) لأبرشية مار بطرس في غرب أميركا، وربما يكون قد وصلكم ما عمله هذا (الراعي) مع الكهنة الشرفاء الذين لم يوافقوا على الخضوع لرغباته العدوانية قبل أيام قليلة، لقد أوقف عن الخدمة الأباء الأتية أسماءهم:
الأب المتقاعد بولص خمي من كنيسة مار بطرس في سان دييكو الذي رفض أن يوقع على كلام يتعرض بالنقد والتجريح لسيدنا البطريرك، ولم يكتف هذا (الراعي) بإيقافه عن خدمته بل طرده حتى من مكان إقامته فأضطر للسكن مع أحد أفراد عائلته.
الأب ميخائيل خوشو من كنيسة مار ميخا في سان دييكو، لأنه قال بأنه لن يوقع على الإستئناف الإعتراضي على المرسوم البطريركي!
الراهب بولص خزيران، لأنه كان قد حصل على موافقة مبدئية للإنتقال للخدمة في كندا بعد أن عانى الأمرين من خدمته في أبرشية غرب أميركا!
الأب هرمز بطرس حداد الذي يخدم في كنيسة أريزونا والذي رفض أيضا الموافقة على التوقيع على الإستئناف الإعتراضي على المرسوم البطريركي.
كل الأباء الأفاضل الذين ذكرناهم أعلاه ليست لديهم مشكلة في بقائهم أو رجوعهم الى العراق ولكن لديهم مشكلة كبيرة في قبول شروط (الراعي) مسؤول الأبرشية الذي يتفنن في الطعن بغبطة سيدنا البطريرك ساكو من خلال توجيهاته وكتابات أعوانه (الكُتاب) الذين لا يجيدون الكتابة! ومن خلال موقعه المسموم كلدايا نت وتوجيهاته العدوانية للذين خضعوا له من العصاة الذين يرفضون الطاعة. هذه هي روح (المحبة والتسامح والأبوة) التي يحملها هذا (الراعي) لمعاونيه فما بالكم بأفراد الرعية؟
لماذا نقول بأن صفاتهم تكاد تقترب من صفات عصابة وليس رعاة؟ لأن الراعي الصالح يتصف بصفات معروفة لم نجد منها عند المطران سرهد والموالين له حتى واحدة منها، فإما الخضوع الكامل له/ لهم أو الحقد الكامل منه/ منهم، ويكفي أن نلقي نظرة سريعة على الأحداث الأخيرة وغيرها الكثير، من التي كتبنا عنها منذ فترة طويلة، لتنجلي أمامنا سلوكيات غريبة لا يُمكن أن يسلكها أي رجل دين مهما هبطت أخلاقه ومنها:
توبيخ الشمامسة على المذبح ومن دون ذنب
طرد المؤمنين من خدمتهم لأنه يحمل في داخله شكوكا مرضية ضدهم ولأنه لم يستطع أن يُخضعهم لرغباته المرضية
جلب سياسيين فاشلين ومشبوهين وإصعادهم على المذبح بطريقة تنم عن عدم إحترام للمذبح المقدس
خلق الفتنة والمشاكل والفرقة بين الكنهة والرهبان
خلق جو من عدم الإرتياح بين أفراد الجالية إعتمادا على قربهم أو بعدهم منه ومن عصابته
الفرض الإجباري لرغباته على الكل، وإنتفاضه المصحوب بالزعيق على كل إعتراض حتى لو كان بسيطا مثل: "رجاءً تحدّثْ بالعربية لأننا لا تفهم ما تقول!"
تشويش طقسنا الكلداني بشطحات لم نعد نفهم منها شيئا لذا أخذ يُدرب الشمامسة من جديد على ما يريد فرضه عليهم، ومَنْ لو يوافق منهم فمصيره معروف طبعا
صرف المبالغ، التي تُجبى من المؤمنين، في مشاريع فاشلة لم يجنِ المؤمنون منها شيئا مفيدا لأنهم ما زالوا في أوقات عديدة يقفون خارج الكنيسة لسماع القداس
تشجيع الكهنة الخاضعين له على التعرض للمؤمنين والشمامسة وفي الأخير إعتراضهم على سيدنا البطريرك بكلمات في غاية الجحود والتسيب والإنفلات الأخلاقي، وكأنهم هم البطاركة وسيدنا البطريرك عامل لديهم! مع كامل تقديرنا وإحترامنا لغبطة أبينا البطريرك لويس ساكو.
وغيرها الكثير من الذي كتبنا عنه سابقا، لكن ما زاد من خيبتنا هو المطران باوي سورو الذي سبق وأن كتبنا ودافعنا عنه في الإعلام ولكننا الآن نرى إننا أخطأنا كثير في ذلك وسنُكمل قصته في القسم القادم.