تقرير أميركي: إقليم كوردستان يعزز دوره الأمني والإنساني في ظل تراجع الاستقرار الإقليمي

عشتار تيفي كوم - كوردستان24/

في ظل الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة نتيجة لانهيار النظام السوري وتغير توجهات السياسة الخارجية الأميركية، يبرز إقليم كوردستان كركيزة أساسية للأمن والاستقرار، بحسب تقرير ربع سنوي صدر مؤخراً عن المفتش العام لعملية "العزم الصلب" (OIR) ورفع إلى الكونغرس الأميركي.

التقرير، الذي يغطي الفترة من يناير إلى مارس 2025، أشاد بالتقدم الذي أحرزه الإقليم في تنفيذ الإصلاحات العسكرية والمؤسسية، وعلى رأسها إعادة هيكلة قوات البيشمركة وتوحيدها تحت إشراف وزارة شؤون البيشمركة، تنفيذاً لمذكرة التفاهم الموقعة بين حكومة إقليم كوردستان والولايات المتحدة.

وتتمثل أبرز مؤشرات الإصلاح في الانتقال إلى نظام الدفع الإلكتروني للرواتب لأكثر من 68 ألف عنصر من البيشمركة، وخطة تقاعد الأفراد من هم اقتربوا من سن التقاعد، ما يعكس تحولاً مؤسسياً طويل الأمد تدعمه الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون.

التنسيق الأمني:

وفي خطوة لتعزيز التنسيق الأمني، أُنشئت قيادة عمليات وزارة البيشمركة، لتعميق التعاون مع القوات الاتحادية العراقية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في إطار جهود مكافحة الإرهاب.

ويقول التقرير إنه "رغم نية واشنطن إنهاء عملياتها القتالية المباشرة ضد داعش في العراق بحلول سبتمبر 2025، سيظل إقليم كوردستان يمثل قاعدة انطلاق رئيسية للعمليات في سوريا حتى سبتمبر 2026 على الأقل، ما يبرز القيمة الاستراتيجية المتزايدة للإقليم".

كما أشار التقرير إلى تطور القدرات العملياتية لقوات وزارة البيشمركة في مجالات التخطيط واللوجستيات وتنسيق المدفعية والدفاع الأرضي، خاصة على طول "خط التنسيق الكوردي"، مما يعزز قدرة القوات على التصدي لأي تهديدات محتملة.

المجال المالي والإنساني:

وعلى الصعيد المالي، أكد التقرير استمرار الدعم الأميركي لقوات البيشمركة، إذ خصص "صندوق تدريب وتجهيز مكافحة داعش" مبلغ 242 مليون دولار للسنة المالية 2024/2025، منها 135 مليوناً كمخصصات مباشرة للقوات الكوردية، ما يعكس الثقة الأميركية في المؤسسات العسكرية للإقليم، رغم تعليق أو إلغاء برامج مساعدات أميركية في مناطق أخرى من العراق وسوريا.

في المجال الإنساني، أكّد التقرير أن الإقليم "حافظ على دوره الريادي في استضافة النازحين، إذ يستمر في رعاية أكثر من 109 آلاف نازح موزعين على 21 مخيماً، رغم ضعف الدعم من بغداد والمنظمات الدولية، وهو ما أكدته زيارات مسؤولين من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى مخيمات مثل "كابارتو 1" في دهوك.

في المجال السياسي والاقتصادي:

أما على الصعيد السياسي، فقد شهد الإقليم تقدماً في جهود التوصل إلى اتفاق سياسي بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني لتشكيل حكومة موحدة، حيث تم التوصل إلى تفاهمات على مبادئ أساسية تشمل برلماناً وهيكلاً أمنياً موحداً، وهي خطوة غير مسبوقة تمهد لاستقرار مؤسسي قبل الانتخابات الوطنية العراقية المقبلة.

أما على الصعيد الاقتصادي، فأوضح التقرير أن إقليم كوردستان "لا يزال محوراً في جهود إنعاش قطاع الطاقة العراقي، إذ يمثل خط أنابيب العراق–تركيا، الذي يمر عبر الإقليم، شرياناً رئيسياً لصادرات النفط. 

وقد شدد كل من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على أهمية استئناف تشغيل الخط، لما له من دور في تعزيز الاستقرار المالي للإقليم وتحقيق استقلالية الطاقة للعراق.

ويخلص التقرير الذي ترجمته كوردستان 24، إلى أن إقليم كوردستان، وسط التحديات التي تعصف بالمنطقة، يبرز كنموذج للاستقرار النسبي والحوكمة الفعالة والشراكة المستمرة مع المجتمع الدولي.