عانى ابناء شعبنا الكثير من الترحال والتهجير والقتل والغدر منذ اقدم العصور وهذه الاحداث جعلته منهكاً مبعثراً لا حول ولاقوة له وكانت احداث سميل واحدة من تلك الجرائم التي لحقت به وللأسف لم يكن هناك موقف موحد للتنديد بهذه الجريمة التي لا تقل شأناً عن جرائم الحقت بشعوب اخرى قامت الدنيا وقعدت من اجلها.

لا نريد ان نعيد سرد تلك الاحداث فهي معروفةٌ للجميع تلك الايدي الغادرة التي امتدت الى النساء والاطفال والشيوخ في سميل ولكن لابد ان نضع النقاط على الحروف ونتحدث بصراحة ونعترف بأن الانشقاق والانقسام في صفوف ابناء شعبنا وقياداته آنذاك كان له سببٌ في هذه الاحداث المأساوية.

 إن قراءة لبعض الآراء التاريخية  المطروحة بهذا الخصوص مثلا بين كتاب "حقيقة الاحداث الآثورية المعاصرة" لـ يوسف ملك خوشابا وكتاب "الاثوريون والحرب العالميتان" لـ ياقو ملك اسماعيل وغيرهم من الآراء بهذا الخصوص تؤكد لنا ان قادة ابناء شعبنا آنذاك لم يكونوا على وفاق تام في تقرير مصالح ابناء شعبنا كما لم يكونوا برأي واحد ليستطيعوا ان يطالبوا بمطاليب تخدم ابناء شعبنا آنذاك وسعى البعض منهم لمصالح شخصية دون النظر الى مصلحة امته.

لا نريد بهذا الكلام وضع اللوم كاملاً على الانقسام ولا نريد تبرئة الحكومة العراقية آنذاك بل نستنكر عملها بشدة لأنه كان عملا لا انساني.

واليوم وإذ نحن نخلد ذكرى هؤولاء الشهداء ونستنكر هذا العمل المشين بخطابات وبيانات واحتفالات تأبينية لابد لنا من وقفة ومراجعة لأنفسنا هل نحن متحدون اليوم؟ ام ان الانقسام ينخر عظامنا؟ هل نعمل اليوم لمستقبل ابناء شعبنا؟ أم عملنا هو لأجل مصالحنا واجندتنا واحزابنا؟ إن لم تكن مصالح ابناء شعبنا امام اعيننا اليوم فالننتبه الى ان احداث سميل يمكنها ان تعود بصورة ابشع من سابقتها وما مر به ابناء شعبنا في السنوات السابقة من تهجير وقتل وتهديد لا يقل اهمية من مجزرة سميل. 

وكي نكون اوفياء لدماء سميل ولجميع شهداء ابناء شعبنا من سميل حتى يومنا لابد من توحيد خطابنا وبياناتنا في استنكار هذه الجريمة البشعة ولنكن صوتاً واحداً لنيل حقوق ابناء شعبنا وخاصةً ان بلدنا يمر بتحولات سياسية يمكنها ان تخنق صوتنا وتمحو وجودنا من هذا الوطن الذي هو ملكنا قبل ان يكون لغيرنا فليكن شعارنا معاً نحو الوحدة وفاء لدماء سميل.  

نشوان جورج

Nashwan_george@yahoo.com