الموصل –سامر الياس سعيد
امتدادا مع سلسلة من التراجم التي يضطلع بها المطران صليبا شمعون من اجل تسليط الضوء على التراث السرياني وكشف اللثام على ما زخر به من أصالة وإبداع وتميز صدر حديثا عن دار المشرق الثقافية كتاب جديد حمل عنوان (تاريخ مار ديونسيوس التلمحري)بجزئه الرابع وبـ 482 صفحة من القطع المتوسط حيث نقله عن السريانية المطران صليبا شمعون رافدا المكتبة بإصدار مهم ومتميز يكشف من خلاله على ابرز الأحداث التي شهدتها الحقبة التي جايلها مار ديونسيوس التلمحري حيث يشير المعرب الى سيرة ذاتية للكاتب في مقدمته فيقول عنه :انه من مواليد بلدة تلمحرة من أعمال الرها ،عشق الحياة الرهبانية فانتسب الى دير قنسرين الذائع الصيت وارتشف هناك افاويق العلم الأولى واتشح بالاسكيم الرهباني وفي عام 815 انتقل الى دير مار يعقوب في كيسوم وانتخب بطريركا وهو مازال راهبا مبتدأ وانتقل الى ديار ربه عام 845 وهو شخصية فذة شجاعة تتمتع بقوة إقناع منقطعة النظير ولا يهاب لومة لائم تجاه التصريح بالحقيقة مهما كانت ولايدون حدثا إلا بعد إشباعه تحقيقا وتمحيصا الى جانب هذا اتسم التلمحري بالتواضع الأمر الذي أهله لتسنم مقاليد إدارة الكنيسة بكل جدارة الى جانب ثقافته العالية وإدارته الحكيمة وهو حريص على التقاليد الكنسية الرسولية ..أما عن الكتاب الذي عني بالجزء الرابع حيث قد فقدت الأجزاء الثلاثة السابقة ولم يبق غير هذا المجلد الذي احتوى الى جانب أخبار الكنيسة أخبار المجتمع المدني حيث تناول الأحداث التي مربها من عامي 845 والى حد تاريخ وفاة التلمحري في عام 845 ونشر الجزء الرابع لأول مرة بالسريانية في باريس عام 1895 حيث كانت تلك الطبعة خصبة للأخطاء المطبعية والقواعدية كما يشير بذلك المعرب ..أما أهمية الكتاب فتاتي من خلال اعتباره مصدرا هاما في التاريخ الكنسي وحجة هذا الشأن اعتمدها مشاهير المؤرخين السريان وسواهم والى يومنا هذا كالعلامة البطريرك مار ميخائيل الكبير وابن العبري وسواهما ..