إكتنفت العلاقات الأمريكية الإيرانية بالصراع الخفي والمباشر ، والضربات المباشرة أو بواسطة الموالين ، فبالنسبة لإيران تصف أميركا بأنها الشيطان الأكبر وخطر على النظام الإيراني ، واميركا ترى بصمات إيران بجلاء في العديد من العمليات الإرهابية ، وزعزعة الإستقرار في الشرق الآوسط عموماً وفي بعض مناطق العالم .
وعودة ترامب رئيساً لولاية ثانية في أميركا لم يكن لصالح إيران أبداً ، فهو الذي مزّق الإتفاق النووي في ولايته الأولى ، وأمر بقتل قاسم سليماني
كما أن إذرعها أزيلت في سوريا وهمّشت في لبنان وتعرض إلحوثيين إلى القصف الكثيف وهم يحتمون في كهوف جبال اليمن ، ولم يتبقى لأوراق إيران للمناورة مع أميركا سوى الموالين لها في العراق .
وترى الوكالة الدولية أن إيران قامت بتسريع تخصيب اليورانيوم إلى 60% ولا يفصلها سوى أسابيع لصنع القنبلة النووية ، وهناك مواقع سرية لا تسطيع الوكالة الدولية للوصول إليها وتفتيشها لعدم سماح إيران بذلك ، وترى إسرائيل أن معركتها مع إيران معركة وجودية ، كما أن أميركا وضعت شرطين أمام إيران لا ثالث لهما وهما : إما الوصول إلى إتفاق جديد يضمن بموجبه عدم حصول إيران على السلاح النووي ، أو الخيار العسكري الذي يدّمر تلك المنشآت .
ويرى الطرفان أنه لا مصلحة لهما في اللجوء إلى الحرب ، فهو خيار مكلف لأميركا ، وتشويهاً لصورة ترامب الساعي للحصول على جائزة نوبل للسلام ، أما بالنسبة لإيران التي فقدت ابرز اوراقها للمناورة بعد هجوم حماس على إسرائيل ، مما حدا بالأخيرة لشن هجوم إنتقامي وقتل العديد من قادة حماس وحزب الله ودمرت البنى التحتية في غزة ، ولا زالت الحرب مستمرة .
ويرى المراقبون على إيران طمأنة العالم وهو مرتبط بتصرفها في قادم الأيام ، وإن سوريا أسقطت حجة محور الممانعة ، وأما لبنان لم يعد بحاجة لحزب الله لصناعة رئيس الجمهورية أو تعيين رئيس الوزراء ، وإن على إيران أن ترى الواقع الجديد بحكمة وبعد نظر ، وبناء جسور الثقة مع دول الجوار خير لها من الإصطدام مع العملاق الآمريكي وربيبته إسرائيل ، فلا وجه للمقارنة بين جانبي الصراع .
منصور سناطي