الزقورة، مدينة أور الأثريّة | Provided by: Rosie New/Pinterest
عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
بقلم: جورجينا بهنام حبابه
أور, الاثنين 21 يوليو، 2025
هل تُفاجأ حينما تقرأ الكتاب المقدّس وتعرف أنّ نَهرَي دجلة والفرات وسائر أنهار الجنّة الأربعة (تكوين 2: 10-14) جَرَت في بلاد ما بين النهرَين، المعروفة اليوم بـ«العراق»، ومنهما اكتسبت هذه الأرض المباركة اسمها، وأنّ فيها وُلد عدد من أنبياء العهد القديم، أو عاشوا حياتهم، كلّها أو زمنًا منها؟
سلّطت رحلة البابا فرنسيس التاريخيّة إلى العراق الأضواء على «أور» بوصفه موقعًا أثريًّا وسياحيًّا فريدًا يقع قرب الناصريّة، مركز محافظة ذي قار، جنوبيّ البلاد، إلى جانب كونه موطن أبينا إبراهيم، بحسب التقليد الكتابيّ، ومنه انطلقت مسيرته الإيمانيّة في العهد القديم.
شجّعت زيارة فرنسيس (في 6 مارس/آذار 2021) التي وصفها بأنّها «حجٌّ إلى بيت أبينا إبراهيم»، الجهات الحكوميّة على تأسيس مشاريع سياحيّة وخدماتيّة في أور وتطويرها، مستفيدةً من تسليط الإعلام العالميّ الضوء على هذا الموقع الأثري.
تبنّت الكنيسة الكلدانيّة فكرة تشييد كنيسةٍ تحمل اسم النبيّ إبراهيم في الموقع عينه، وتمنّى البطريرك الكلدانيّ الكاردينال لويس روفائيل ساكو في خلال احتفاله بتكريس مذبحها «أن يكون هذا المكان جامعًا للعراقيّين، مسيحيّين ومسلمين وآخرين، ومحجًّا عالميًّا لتعزيز الأخوّة وقيَم المحبّة والاحترام والعيش المشترك».
جدير بالذكر أنّ أور كانت عاصمة السومريّين (2100 ق. م). وتشتهر بزقّورتها الأثريّة، وهي بناء مدرّج يربو عمره على أربعة آلاف سنة. ويستقبل الموقع الأثريّ والكنيسة أعدادًا متزايدة من السيّاح الوافدين إليهما من داخل العراق وخارجه.
ناحوم الألقوشيّ
ينسب الكتاب المقدَّس ناحوم إلى ألقوش (نا 1:1)، ورغم اختلاف المفسّرين على موقعها، لكنّ قبر النبيّ ناحوم ما زال شاخصًا في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى شماليّ العراق، وله زوّاره.
لم تطأ أقدام الدواعش ألقوش عام 2014 رغم وصولهم إلى تلّلسقف المحاذية، لكنَّ المكان عانى الإهمال وتهدّمت أجزاء منه قبل أن تتبنّى الحكومة الأميركيّة ترميمه وإعادة إعماره. كما سبق وناله الخراب مرّاتٍ عدّة، كما نال ألقوش وكنائسها وأديرتها على مرّ العصور، مثلما حصل إبّان غزو تيمورلنك في القرن الرابع عشر.
يؤكّد باحثون من جامعة بغداد وجود كتابة عبريّة تشير إلى أنّ ساسون صالح داود يعقوب، وهو جد آل ساسون من يهود العراق، تولّى تجديد بنائه الحاليّ عام 1796 بإشراف الحاخام عبد الله يوسف وموشي كباي وداود برزاني، وهم من أهالي الموصل.
البناء في أصله كنيس للصلاة في وسطه قبر النبيّ ناحوم، تعلوه قبّة، وقبر أخته سارة في الفناء. وهناك غرفٌ عدّة كانت تستقبل زوّاره من يهود البلاد للاحتفال والتطواف في أعيادهم ومناسباتهم، قبل أن يخلو منهم العراق بشكلٍ شبه تام.
البابا فرنسيس في مدينة أور الأثريّة، العراق. مصدر الصورة: وكالة الأنباء الكاثوليكية
كنيسة إبراهيم الخليل في أور العراقيّة. مصدر الصورة: آسي مينا
قبر النبي ناحوم الألقوشي. مصدر الصورة: كرم الألقوشي/آسي مينا