الإتحاد السرياني: إنفجار المرفأ جريمة العصر وغياب العدالة شراكة في الجريمة      الخارجية العراقية تدعو الدول للاعتراف بالجرائم المرتكبة ضد الإيزيديين وباقي المكونات بوصفها إبادة جماعية      لقاء راعوي لمعلمات ومعلمي التعليم المسيحي في عنكاوا – أربيل      الأحزاب التركية تعيّن ممثليها في “لجنة السلام والمجتمع الديمقراطي” دون تمثيل مباشر للمسيحيين      شباب سوريا يحملون نيات أقرانهم إلى يوبيل الشبيبة في روما      سيادة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف يحتفل بعيد مار احودامة ومناولة كوكبة من ابناء الابرشية      صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد والتراجع الديموغرافي      ناقوس كنيسة الطاهرة الكلدانيّة سيُقرَع في الموصل مجدّدًا      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سيادة محافظ دمشق الأستاذ ماهر محمد مروان أدلبي      الثقافة السريانية تفتتح مهرجان الفن التشكيلي في عنكاوا      هل تنازل رونالدو عن رقم قميصه الأسطوري لجواو فيليكس؟      تأثير مرعب للنوم المتقطع على صحة الدماغ      ليس خيالا علميا.. دبور يرشد العلماء لـ"سرّ" إبطاء الشيخوخة      المنتخب الاولمبي العراقي الى اين؟      الراعي: الزعامة ليست مصلحة بل شهادة      إقليم كوردستان مستعد لتحويل 120 مليار دينار إلى بغداد بشرط الالتزام بصرف الرواتب      الخارجية الأمريكية تحذّر بغداد بشدة بشأن قانون الحشد الشعبي      بولندا تتجه لامتلاك أكبر أسطول دبابات في أوروبا بحلول 2030      قوات الدفاع الأسترالية تسعى للنمو العددي.. فهل يكفي ذلك لمواجهة التحديات الإقليمية      ترامب يرسل مبعوثه الأسبوع القادم إلى روسيا ويؤكد نشر غواصتين نوويتين
| مشاهدات : 573 | مشاركات: 0 | 2025-08-03 10:52:33 |

تقرير صحفي: ذكرى الإبادة الجماعية لليزيديين في سنجار – 3 أغسطس 2014

رائد نيسان حنا

 

3 / أغسطس 2014  في مثل هذا اليوم قبل أحد عشر عامًا، شهدت بلدة سنجار ومحيطها في شمال العراق واحدة من أبشع الفصول في تاريخ العنف الحديث، عندما اجتاحت قوات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المنطقة، مستهدفة الأقلية اليزيدية في حملة ممنهجة من القتل والاختطاف والاستعباد. هذه الأحداث، التي وصفتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بالإبادة الجماعية، لا تزال تترك ندوبًا عميقة في نفوس الناجين وفي الذاكرة الجماعية للعراق والعالم.

 

بداية الهجوم الكاسح

في الساعات الأولى من فجر الرابع من أغسطس 2014، بدأت هجمات داعش على سنجار، معقل اليزيديين التاريخي. كانت القوات اليزيدية وقوات البيشمركة الكردية تحاول الدفاع عن المنطقة، لكن تفوق داعش العددي والتسليحي، بالإضافة إلى وحشيتهم غير المسبوقة، أدى إلى انهيار الخطوط الدفاعية بسرعة. فر الآلاف من المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، إلى جبل سنجار القريب، بحثًا عن ملجأ من المذبحة الوشيكة.

 

الحصار والموت على الجبل

تحولت قمة جبل سنجار إلى فخ مميت. حوصر عشرات الآلاف من اليزيديين لأيام تحت أشعة الشمس الحارقة دون ماء أو طعام، بينما كانت قوات داعش تحيط بهم من الأسفل. قُتل المئات بسبب الجفاف والجوع، خاصة الأطفال وكبار السن. أصبحت صور الجبل المكتظ باللاجئين، وعلامات اليأس واضحة على وجوههم، رمزًا للمأساة الإنسانية التي وقعت. تدخلت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية لاحقًا بإنزال المساعدات جوًا، وفتح ممرات آمنة بمساعدة القوات الكردية واليزيدية لإنقاذ المحاصرين.

 

الجرائم المروعة: القتل، الاختطاف، والاستعباد

لم تكن عمليات القتل العشوائي هي الوحيدة. لقد نفذ داعش فظائع منهجية ضد اليزيديين. تم فصل الرجال عن النساء والأطفال، حيث أُعدم الآلاف من الرجال بدم بارد في مقابر جماعية، عُثر على الكثير منها لاحقًا. أما النساء والأطفال، فقد تم اختطافهم واستعبادهم، حيث تعرضت آلاف النساء والفتيات للاغتصاب والاتجار بهن كسبايا  وبيعهن في أسواق الموصل والرقة والمناطق الأخرى التي كان يسيطر عليها التنظيم،، بينما أُجبر الأطفال على القتال في صفوف داعش أو غُسل دماغهم.

 

الإبادة الثقافية والدينية

إلى جانب العنف الجسدي، استهدف داعش الهوية اليزيدية نفسها. دُمرت المعابد والمزارات اليزيدية، ونُبشت المقابر، في محاولة لمحو أي أثر لوجود هذه الأقلية الدينية القديمة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين. هذا التدمير الممنهج للتراث الثقافي والديني كان جزءًا من حملة الإبادة الجماعية الشاملة.

 

تداعيات الكارثة: النزوح، الصدمة، والهجرة

لم تنتهِ مأساة اليزيديين بانتهاء الهجوم المباشر. بل بدأت فصول أخرى من المعاناة الإنسانية. نزح مئات الآلاف من اليزيديين قسرًا من ديارهم، ليجدوا أنفسهم في مخيمات النزوح المكتظة في إقليم كردستان العراق، أو يعيشون في هياكل غير مكتملة ومبانٍ مهجورة تفتقر لأبسط مقومات الحياة. فُقدت العائلات، وتشتت الأفراد، ودُمرت سبل العيش.

كانت التكلفة النفسية للناجين باهظة، حيث تفشت حالات الصدمة النفسية الشديدة، والاكتئاب المزمن، واضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) بين من شهدوا الفظائع أو فقدوا أحباءهم. زادت هذه المعاناة النفسية من حالات اليأس، مما أدى في بعض الأحيان إلى تسجيل حالات انتحار داخل المخيمات والمجتمعات اليزيدية النازحة، في ظل نقص الدعم النفسي المتخصص.

دفعت الظروف القاسية، وغياب الأمان، وانعدام الأمل في العودة الكريمة، الكثيرين إلى اتخاذ قرار الهجرة خارج البلاد. بحث اليزيديون عن ملاذ آمن وفرص لحياة كريمة في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، تاركين خلفهم أرض الأجداد التي شهدت إبادتهم. تحولت هذه الهجرة إلى هجرة واسعة النطاق، أثرت بشكل كبير على التركيبة الديموغرافية للمجتمع اليزيدي.

 

ما بعد الكارثة: البحث عن العدالة والعودة

بعد مرور أحد عشر عامًا على هذه الأحداث المروعة، لا يزال آلاف اليزيديين في عداد المفقودين، ولا تزال المجتمعات اليزيدية تكافح للتعافي. عاد البعض إلى سنجار، لكن البنية التحتية المدمرة ونقص الخدمات والتوترات السياسية المستمرة تعيق عملية العودة الكاملة. تتواصل الجهود الدولية والمحلية لتوثيق الجرائم وتقديم مرتكبيها إلى العدالة، وقد تم التعرف على العديد من المقابر الجماعية.

تبقى ذكرى الرابع من أغسطس 2014 محفورة في ذاكرة اليزيديين كتذكير دائم بالوحشية التي تعرضوا لها، وبأهمية العمل المشترك لمنع تكرار مثل هذه الفظائع في أي مكان في العالم.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4692 ثانية