عشتار تيفي كوم - آسي مينا/
بعد تفجير كنيسة مار إلياس-دمشق في يونيو/حزيران الماضي، شددت وزارة الداخلية إجراءاتها الأمنية حول الكنائس، عبر نشر عناصر حراسة على أبوابها الخارجية. خطوة رآها بعضهم ضرورية لحماية دور العبادة من أيّ تهديد محتمل، فيما أثارت لدى آخرين شعورًا بالانزعاج وتقييد الحرّية.
يرى جوزيف كنيفاتي الشماس في أبرشية حلب للروم الملكيين الكاثوليك، عبر «آسي مينا»، أنّ للموضوع وجهَين: «كثيرون اعتبروا أنّ وجود الحراسة يمنحهم شعورًا بالراحة والطمأنينة في أثناء الصلاة، إذ يشكّل ذلك نوعًا من الوقاية. لكن من زاوية أخرى، الكنيسة بيتنا الثاني وأحيانًا الأول، وعندما ندخلها ونُسأل عن وجهتنا يصبح الأمر أقلّ عفوية. اعتدنا منذ صغرنا ارتياد الكنيسة بحرية وبساطة، ووجود عناصر أمن على الباب طمسَ تلك الروح».
من جانبها، تعلّق الاختصاصية الاجتماعية لمى سمعان: «قد يشكّل وجود عناصر الأمن مصدر أمان لكثيرين، لكن بالنسبة إليّ هو مصدر قلق». وتتساءل: «إذا كنا في حالة طبيعية وآمنة حقًّا، لمَ سنحتاج إلى حراسة مسلّحة على الأبواب؟ وجودهم يعكس إحساسًا بعدم الأمان، أكثر ممّا يزرع الطمأنينة».
أما طبيبة الأطفال زلفا سبع فتوضح: «في خلال صلوات الباركليسي الشهر الماضي فوجئنا بوجود مسلحين على باب الكنيسة، لكنّ وجودهم لم يجعلني أشعر بأنّ الكنيسة أصبحت أكثر أمانًا». وتضيف: «أفضّل أن تتولى العائلات المسيحية بنفسها مهمة مراقبة الكنائس، بدلًا من تحويل الأمر إلى مشهد ذي طابع أمني رسمي. كما أنّ التهديد لا يقتصر على الكنائس، بل يشمل بيوتنا ومتاجرنا إذ إنّ السرقات المتكررة أصبحت من أبرز المشكلات التي نواجهها. لذا، وجود عناصر غرباء على أبواب الكنائس يزيد إحساسنا بالخوف وبأنّنا تحت المراقبة، خصوصًا أنّنا لا نملك اليقين الكامل بأنّ كلّ مسلح نراه ينتمي فعلًا إلى جهاز الأمن العام».
وتختم سبع: «ما نحتاج إليه اليوم ليس مظاهر أمنية تزيد شعورنا بالعزلة وتؤثر في حريتنا، بل خطوات تعزز العيش المشترك كما كانت الحال قبل نحو مئة عام، حين كنا نعيش مع باقي مكونات المدينة بانسجام أكبر».