تشهد مدينة غزة تصعيدًا عسكريًّا مع تكثيف الغارات الإسرائيلية على أحياء متفرقة. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء عملية برية، داعيًا المدنيين إلى إخلاء المناطق المعلنة مواقع قتالية، وسط تحذيرات من دمار كبير قد تواجهه المدينة إذا لم تُطلق حركة حماس سراح الأسرى الإسرائيليين وتوافق على تسليم أسلحتها.
وسط هذا المشهد، تبرز كنيسة العائلة المقدسة للاتين في حي الزيتون (جنوبي غزة) بصفتها مركزًا روحيًّا ومأوى للمدنيين، إذ تحتضن نحو 600 شخص من العائلات المسيحية والمسلمة وتوفّر هدوءًا نسبيًّا مع استمرار سقوط القذائف في جوارها. وفي الحي نفسه، تقع كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية التي تحافظ على مكانتها التاريخية في القطاع.
وتشير مصادر البطريركية اللاتينية في القدس إلى أنّها تتابع التطورات في غزة من كثب، محذرةً من خطورة استمرار التصعيد. وكان بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا أكد سابقًا أنّ أيّ جولة جديدة من العنف «لن تجلب سوى مزيد من الدمار والمعاناة»، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الحرب وحماية المدنيين.
وتتقاطع هذه الدعوات مع مواقف الكرسي الرسولي، إذ سبق وجدّد البابا لاوون الرابع عشر وأمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين دعوتهما إلى احترام المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية لا سيما إلى المناطق التي تضم مسيحيّين. وشدد راعي كنيسة العائلة المقدسة الأب جبرائيل رومانيلي في أكثر من مناسبة على أنّ الكنيسة لن تترك الناس في هذا الوقت العصيب، وستظل أبوابها مفتوحة لكل من يحتاج إلى مأوى وأمل.