كاتدرائيّة الشهيدة مسكنته في الموصل… تاريخٌ عريق وغدٌ واعد      غبطة البطريرك يونان يزور مجمَّع مار إيفانيوس في تريفاندروم – كيرالا، الهند      إندونيسيا: منع مسيحيين من إقامة قداس يوم الأحد وسط توتر ديني      رسالة بطريركيّة عامّة من قداسة البطريرك مار آوا الثالث، بمناسبة الذكرى الخمسين لرقاد مثلّث الرحمات البطريرك مار ايشاي شمعون الثالث والعشرين      غبطة أبينا البطريرك يونان وغبطة الكاثوليكوس مار باسيليوس يزوران مركز جبل الكرمل للرياضات الروحية في تريفاندروم – كيرالا، الهند      وصول أسقف كراسنوسلوبودسك وتمنيكوف للكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة الرئيس المشارك في لجنة الحوار الثنائيّة بين كنيسة المشرق الآشوريّة والكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة الى اربيل      السفير البابوي الجديد في العراق: عدد المسيحيين يتناقص ولكنهم يحافظون على دور محوري      تمهيدا لعودة المسيحيين .. الشروع بإعمار الكنائس والأديرة في الموصل      معالي وزير الداخلية يزور مطرانية الكلدان في كركوك      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يترأس صلاة المساء في كنيسة مار أفرام في شيربروك      عالم أعصاب يكشف عن أفضل تمرين لنمو خلايا دماغية جديدة      ممشى الرؤساء الجديد.. جهاز توقيع آلي يحل مكان صورة بايدن      كأس رابطة الأندية الإنجليزية..تأهل "الكبار" إلى الدور الرابع      البابا: مسبحة الورديّة من أجل السلام في ساحة القديس بطرس في ١١ تشرين الأوّل      خور فيراب… سجن عميق في أرمينيا تحوّل إلى مقصد حجّ عالميّ      البابا يُذكِّر بدعم الكرسي الرسولي منذ سنوات لحل الدولتين ويشدد على ضرورة احترام كل الشعوب      الثروات الطبيعية: ننتظر رد وزارة النفط الاتحادية للتوقيع على الاتفاق الثلاثي والبدء بتصدير نفط كوردستان       تسجيل إصابة بالحمى النزفية في أربيل      الزراعة العراقية: انخفاض معدلات الأمطار قد يؤدي لزوال الخطة الزراعية      مصر تعلن بدء إجراءات تدريب قوات الأمن الفلسطينية استعداداً لليوم التالي لحرب غزة
| مشاهدات : 420 | مشاركات: 0 | 2025-09-23 06:43:19 |

‏هل ننتظر القائد المنقذ أم نبني الدولة بأيدينا؟

محمد النصراوي

 


‏مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية تتكاثر الوعود والشعارات، وتزدحم الشاشات والإعلانات بصور المرشحين وهم يقدمون أنفسهم كما لو كانوا مخلصين قادرين على قلب الموازين بين ليلة وضحاها، وكأن المشهد يعيد إنتاج أسطورة قديمة عرفناها في حكاياتنا وتراثنا: أن يأتي فارسٌ من الصحراء على حصان أبيض، يلوح بسيفه فينقذ الجميع من أزماتهم، لكن التاريخ القريب والبعيد علمنا أن هذا الخيال الجميل سرعان ما ينقلب إلى عبءٍ خانق، وأن انتظار المنقذ الفردي لا يورث إلا مزيداً من خيبات الأمل، وهنا يقف الناخب العراقي أمام سؤال وجودي لا مفر منه: هل نكرر الخطأ ونستسلم لإغراء صورة الزعيم المنقذ، أم نمضي في الطريق الأصعب والأكثر واقعية، طريق البناء بأيدينا الجماعية؟
‏إن أسطورة القائد المنقذ تبدو جذابةً لأول وهلة، لكنها في العمق وصفة للفشل، فالمشاكل التي تحاصر العراق اليوم ليست عُقدةً بسيطة يحلها قرار واحد أو توقيع واحد، بل هي شبكة متداخلة من الأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، لا فرد مهما بلغت قدراته يستطيع أن يضع حلولاً لكل ذلك بمفرده، ما تحتاجه البلاد هو مؤسسات قوية، سياسات مستمرة، آليات عمل جماعي، لا معجزة شخصية، والأسوأ أن ثقافة انتظار المنقذ تحول المواطن إلى متفرجٍ عاجز، يرفع يده بالدعاء بدل أن يمدها بالفعل، يتنازل عن حقه في الرقابة والمحاسبة ويعلق مصيره بيد فردٍ قد يخطئ أو يستبد، ومن رحم هذه الثقافة وُلدت أنظمةٌ استبدادية كثيرة في العالم، استندت إلى هالة الزعيم الذي لا يُسأل ولا يُحاسب، وانتهت إلى تدمير الدولة بدل بنائها.
‏لكن البديل موجود، وإن كان أصعب، البديل هو أن نتحول من منطق الفرد إلى منطق الفريق، من البحث عن الشخص الكاريزمي إلى البحث عن البرنامج المتكامل، الناخب الواعي يسأل: هل يملك هذا التحالف رؤيةً واضحة؟ هل لديه فريقٌ قادر على التنفيذ؟ هل يعتمد على المؤسسات لا على مزاج فرد؟ هذا هو التحول المطلوب: أن نبحث عن من يبني مؤسسات قوية تضمن الاستمرارية وتحارب الفساد وتنجز المشاريع، لا عن من يبني هالةً شخصية سرعان ما تتبخر مع أول عاصفة، وما بعد التصويت لا يقل أهمية عن لحظة التصويت، فالمواطن الباني لا يضع قلمه في الصندوق ثم ينسحب إلى بيته، بل يتابع ويسائل ويشارك في المجتمع المدني ويطالب ممثليه بالإنجاز، هو شريكٌ في البناء، لا مجرد متفرج ينتظر معجزة.
‏أيها الناخب الكريم، إن ورقة الاقتراع التي تحملها ليست مجرد استمارة عابرة، إنها حجرٌ في جدار الوطن، وبصمتك عليها هي أداة بناءٍ حقيقية، فلا تهدرها في وهم القائد المنقذ، بل اجعلها استثماراً في مؤسسة قادرة على الصمود والتجدد، العراق لن يبنيه فرد، لكنه سيُبنى حتماً بجهود ملايين الأيادي الواعية والمسؤولة، قوته ليست في أسطورة بطلٍ وحيد، بل في تنوع أبنائه وطاقاتهم المتدفقة وإرادتهم حين تتوحد على هدف واحد.
‏العراق ليس بحاجة إلى فارس على حصان أبيض، بل إلى جيش من البنائين يحملون أدواتهم، أدواتهم هي أصواتهم ووعيهم وإرادتهم، فلنكن ذلك الجيش، ولنجعل من الانتخابات لحظة وعيٍ لا لحظة انتظار، ومن صوتنا أداةً لبناء الدولة لا جواز مرورٍ نحو وهمٍ جديد.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 1.1340 ثانية