نعم توقف القتال في غزة ولكن ! الغموض الذي يشوبه لا زال قائماً ، والأفكار التي كانت سائدة قد تهاوت ، والتي كانت كالبديهيات ومن كان يعارضها يعتبر من الخونة والعملاء ، فمحور المقاومة والمممانعة قد تهاوى ، ولم يجلب غير الويلات على الشعب الفلسطيني والمنطقة ، لأن الطريقة التي فرضت بها الميليشيات الوصاية على شعب كامل ، وعلاقتها بالداخل والخارج قد فشلت لإيجاد الحلول الناجعة للمشكلة المزمنة منذ اكثر من سبعة عقود ونيف ، وهذا يعني سقوط الثورة الإسلامية ، لكونه نموذجاً مانعاً للتقدم وعائقاً كمصّد للحداثة ، وبذلك ترنحت بعض الأنظمة وسقطت بفعل عدم ملائمتها للتطور الحاصل في كافة مفاصل الحياة ، والإعتماد على قوى خارجية سقطت كخدّام صغار غير مؤسوف عليها كنظام بشار الأسد .
ولا نغالي إذا قلنا ، ما أشبه اليوم بالبارحة ، عندما تلقت الشعوب العربية النكسة بفعل النظام الناصري والبعثي في نكسة 1967 ، وما تلقته على يد المقاومة والممانعة المزعومة اليوم خير درس ودليل .
وإن النتائج الكارثية التي نتجت عن طوفان الأقصى ومخلفاته ، يطرح الشك العقلاني في جدوى السنين العجاف التي سبقته ، وماذا يعني وقف إطلاق النار ؟ وما هي المحصلة ، وأين بوصلة النجاة ؟
إن العجز الذاتي المتراكم ، وعدم القدرة على التغيير، ستدور الدوائر كما كانت تدور في حلقة مفرغة ، مع اليقين أن العجز أمام السطوة المفرطة لا يولد السلام ، والعيش في احلام اليقظة دون رؤية الواقع على الأرض ، خطر على السلم والسلام ، وسوف لا ينهي هذا الصراع الدامي العبثي إلا بالإقرار بحق تقرير المصير .
والأنكى من ذلك بعض الأبواق لازالت تسمعنا إسطوانتها المشروخة ( بالإنتصار ) ، فأي إنتصار ٍ هذا ؟ محصلته 67 ألف إنسان فقد حياته ؟ عدا الجرحى والمعوقين ، وغزة تدمرت تماماً .
إن إستدامة وقف إطلاق النار ، والركون إلى السلام ، والنظر إلى المسألة بعقلية مختلفة والتضحيات المتبادلة ، من كافة أطراف الصراع كفيل بوضع حد لهذا الجرح الغائر والدم المسال ،فنقول كفى وألف كفى على إدمان الموت والتعازي، فهل من سميع ؟