البطريرك ساكو يشارك في لقاء تحت شعار “كوردستان مهد التعايش” بحضور الرئيس مسعود بارزاني      البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يزور كنيسة مار كوركيس الأثرية في عقرة      غبطة البطريرك يونان يزور غبطة أخيه بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، روما      الحركة الكشفية السريانية تحتفي بالذكرى المائة لانطلاقتها - أربيل/ عنكاوا      الثقافة السريانية تطلق أوبريت الأطفال "ورده ددعَثيث - ورود المستقبل"      عيد القديسة مارت شموني واولادها السبعة ومعلمهم اليعازر- قره قوش      ضمان أمن المسيحيّين… تحوُّلات الدور بين تركيا وسوريا      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تواصل دعمها الصحي بزيارة قرية صوركا في دهوك      قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يشيد بدعم نيجيرفان بارزاني للمسيحيين      توقيف خمسة أشخاص في فرنسا بشبهة ضلوعهم بجريمة قتل آشور سارنايا      مستشار حكومي يحدد احتمالين للوضع المالي العراقي في 2026      بوتين يعرض على ترامب إنهاء الحرب بأوكرانيا مقابل "هذا الطلب"      اليابان.. اتفاق تاريخي يمهد لتولي أول امرأة رئاسة الوزراء      حبوب منع الحمل: هل تزيد من خطر الإصابة بالسرطان؟      أول تحرك من برشلونة بعد صدمة إيقاف فليك      اكتشاف مدافن عمرها 1000 عام لـ"المسيحيين الأوائل" فى بولندا      البابا لاون الرابع عشر يستقبل المشاركين في يوبيل شعب الروم والسنت      بناء ثلاثة سايلوات في إقليم كوردستان      الانهاك الرقمي      سرّ بسيط للنوم العميق.. ما هو تحفيز العصب المبهم؟
| مشاهدات : 335 | مشاركات: 0 | 2025-10-19 06:33:00 |

‏حين تستدعى الطائفية لتصوت

محمد النصراوي

 
‏الطائفية لا تموت في العراق، لكنها تنام بين دورةٍ انتخابيةٍ وأخرى، وما إن تقترب الصناديق حتى يبدأ بعض الساسةِ بنفخ الغبار من على خطاباتٍ قديمة، كأنهم يُخرجون مناديل مضرجةٍ بتاريخٍ دمويٍ ليذكروا الناس بما يُفترض أنهم تجاوزوه؛ هذه ليست مصادفة، إنها عادةٌ انتخابية، تشبه استدعاء "عشائر الدعم" و"الناخبين المضمونين"، لكنها أكثر خبثاً لأنها تلعب في مناطق الوعي، وتعيد بناء الجدران التي هدمها الناس بشق الأنفس.
‏الخطاب الطائفي في العراق يشبه المولدات الأهلية، لا تعمل إلا عند انقطاع الكهرباء السياسية، يخرجونها من المخازن حين يشعرون أن الجمهور بدأ يسأل أسئلةً مزعجة؛ ماذا فعلتم بالثروات؟ أين المشاريع؟ أين الدولة؟ فيُشَغِلون "مولدة الطائفة" لتغطية العجز بضجيجها، وبدل أن يتحدث الناس عن الخدمات، يتحدثون عن الهويات والإنتمائات.
‏الطائفية هنا ليست قناعة، بل وسيلة تخويفٍ جماعية، تُستخدم كما يُستخدم المنبه، لإيقاظ جمهورٍ خائفٍ من المجهول، كل حزبٍ يملك نسخته الخاصة من رواية "نحن المهددون"، وكل مرشحٍ يحاول أن يقنع جمهوره أن الخطر قادمٌ من الجهة الأخرى، لا من فشله هو، وهكذا يتحول التاريخ إلى فزاعةٍ معلقةٍ فوق كل ناخبٍ يحاول التفكير بعقله لا بذاكرته.
‏أسوأ مافي الأمر، أن هذا الخطاب بدأ يجد له آذاناً مصغيةً بين بعض الناس، وكأن ذاكرتهم قد نسيت ما عانته البلاد من فتنٍ طائفيةٍ أحرقت البيوت وشردت العوائل وأغرقت المدن بالمفخخات والإرهاب، إن عودة هذا الخطاب، ولو على استحياء، خطرٌ داهم على العراق، لأنه ليس مجرد دعايةٍ انتخابية، بل شرارةٌ يمكن أن تعيدنا إلى جحيمٍ كنا نظن أننا خرجنا منه إلى الأبد.
‏الطائفية الانتخابية هي فن إدارة الخوف، لا فن إدارة الدولة، من يتقنها يفوز بمقاعد، لكنه يخسر وطناً، أما من يختار أن يخاطب الناس كمواطنين لا كأبناء طوائف، فهو يخوض معركةً أصعب، لكنها الوحيدة التي تستحق أن تُخاض.
‏ربما آن الأوان أن نُدرج "الخطاب الطائفي" ضمن المخلفات السامة، وأن نمنع تداوله في موسم الانتخابات كما نمنع المواد الممنوعة في الأسواق، لأن بناء دولةٍ متوازنة لا يبدأ من صناديق الاقتراع، بل من صندوق الوعي الذي نحمله في رؤوسنا.









أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4466 ثانية