غبطة البطريرك يونان يلتقي قداسة البابا لاون الرابع عشر على هامش مشاركته في احتفال إعلان قداسة سبعة قديسين جدد -الفاتيكان      اقامة صلاة التشمشت في دير مار دانيال الناسك – سهل نينوى، الأحد 19 تشرين الاول 2025      غبطة البطريرك ساكو يشارك في لقاء تحت شعار “كوردستان مهد التعايش” بحضور الرئيس مسعود بارزاني      قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يزور كنيسة مار كوركيس الأثرية في عقرة      غبطة البطريرك يونان يزور غبطة أخيه بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، روما      الحركة الكشفية السريانية تحتفي بالذكرى المائة لانطلاقتها - أربيل/ عنكاوا      الثقافة السريانية تطلق أوبريت الأطفال "ورده ددعَثيث - ورود المستقبل"      عيد القديسة مارت شموني واولادها السبعة ومعلمهم اليعازر- قره قوش      ضمان أمن المسيحيّين… تحوُّلات الدور بين تركيا وسوريا      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تواصل دعمها الصحي بزيارة قرية صوركا في دهوك      بعد الأربعين.. أربعة فحوصات دم تنقذ حياتك      إنجاز تاريخي.. المغرب بطلا لكأس العالم للشباب      قرية حاح السريانية بطورعبدين إحدى أفضل الوجهات السياحية في العالم      رئيس الحكومة يدشّن طريق كومسبان-سماقولي الاستراتيجي ويؤكد المضي قدماً في تعزيز البنية التحتية لكوردستان      مستشار حكومي يحدد احتمالين للوضع المالي العراقي في 2026      بوتين يعرض على ترامب إنهاء الحرب بأوكرانيا مقابل "هذا الطلب"      اليابان.. اتفاق تاريخي يمهد لتولي أول امرأة رئاسة الوزراء      حبوب منع الحمل: هل تزيد من خطر الإصابة بالسرطان؟      أول تحرك من برشلونة بعد صدمة إيقاف فليك      اكتشاف مدافن عمرها 1000 عام لـ"المسيحيين الأوائل" فى بولندا
| مشاهدات : 357 | مشاركات: 0 | 2025-10-20 06:52:21 |

"مزحة" الموت: عندما ينتهي التمازح بالأسلحة بالفاجعة

رائد نيسان حنا

 

 

تنتشر في مجتمعاتنا، خاصة بين الشباب والأصدقاء، ظاهرة خطيرة ومميتة تُعرف بـ "المزاح بالأسلحة". تبدأ القصة غالباً بجرأة متهورة، أو رغبة في إظهار القوة والـ"رجولة"، أو حتى محاولة ساذجة لخلق لحظة ترفيه غير مدروسة. لكن هذه المزحة، التي تحمل في طياتها أدوات الموت، لا تنتهي في قاعات الضحك، بل غالباً ما تُختتم في غرف العناية المركزة أو قاعات العزاء، محولة الصداقة إلى جريمة قتل غير مقصودة.

إنّ هذه الظاهرة ليست مجرد حوادث فردية؛ بل هي نتاج ثقافة تتهاون مع مخاطر السلاح وتفصل بين "القصد" و"النتيجة" عند التعامل مع الأداة التي صُنعت للفتك.

وهم "السلاح الفارغ" والثقة المفرطة

الدافع الأكبر وراء هذه المآسي هو وهم الأمان الزائف. يعتقد المازحون أنهم يسيطرون تماماً على السلاح، معتمدين على حجج واهية مثل:

  • "إنه فارغ": هذه هي الجملة الأكثر تسبباً في الحوادث. يتم تداول السلاح دون التأكد من تفريغه بشكل صحيح، أو بالاعتماد على ذاكرة عابرة بأن الرصاصة الأخيرة قد أُطلقت.
  • "أنا محترف وأعرف كيف أتعامل معه": الثقة المفرطة بالقدرة على التعامل مع السلاح أثناء المزاح تتلاشى مع أي انزلاق بسيط للإصبع أو هزة مفاجئة، ليتحول التحكم إلى فقدان للسيطرة في جزء من الثانية.
  • "مزحة الأصدقاء": يظن الشاب أن قوة الصداقة والعلاقة الأخوية كفيلة بمنع أي ضرر، ناسياً أن السلاح لا يعرف الصداقة ولا القصد.

من الضحكة إلى الدمعة: الفصل بين القصد والنتيجة

في القانون والأخلاق، هناك فرق شاسع بين القصد الجنائي والنتيجة المأساوية. عندما يتمازح شخصان بسلاح، فإن قصدهما غالبًا يكون بريئًا ومحدودًا بـ"التخويف" أو "المرح". لكن هذا القصد لا يغير من النتيجة شيئاً:

  • السلاح هو أداة قتل: بمجرد أن يحمل شخصٌ سلاحاً ويوجّهه نحو إنسان آخر، حتى لو كان صديقاً، فإنه يدخل مرحلة من الخطر غير قابلة للتراجع. أي عطل، أي خطأ، أي رصاصة منسية، كفيلة بتحويل حياة عائلتين إلى كابوس أبدي.
  • المسؤولية الجنائية لا تسقط: غالباً ما تُصنَّف هذه الحوادث على أنها "قتل خطأ" أو "قتل غير عمد"، وهي جريمة يعاقب عليها القانون. فالقانون لا يعترف بحجة "كنا نتمازح" أمام جثة صديق فارق الحياة بسبب تهورٍ طائش.

الحل يبدأ بالثقافة والتربية

لمواجهة هذه الظاهرة، يجب أن نتحول من لوم الحظ أو القدر، إلى تأكيد المسؤولية والوعي.

  • لا مزح مع السلاح: يجب ترسيخ مبدأ قاطع ونهائي: لا يجوز أبداً توجيه السلاح نحو أي إنسان، حتى لو كان للتصوير أو المزاح، وبغض النظر عن مدى التأكد من تفريغه. القاعدة الذهبية في التعامل مع السلاح هي: "افترض دائماً أنه مُحمَّل".
  • التربية على الوعي بالخطر: يجب أن تبدأ التوعية في المنزل والمدرسة حول مسؤولية حمل السلاح، وإدراك الفرق بين القوة الممنوحة لحماية النفس وبين التباهي الطائش.
  • تطبيق القانون: لا يجب التسامح مع حالات القتل غير العمد الناتجة عن التهاون بالسلاح بحجة "الخطأ غير المقصود". فالردع القانوني ضروري لتغيير الثقافة العامة المتهاونة مع خطورة هذه الأداة.

إنّ حياة الإنسان أغلى من أي مزحة. علينا أن ندرك أن المزاح بالسلاح هو فعل انتحاري مُحتمل، يحول الحب والصداقة إلى حسرة وندم، ويثبت أن الحد الفاصل بين الحياة والموت هو مجرد ضغطة إصبع طائشة.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.7412 ثانية