من منا لم يلعب هذه اللعبة في صغره؟ تُعد لعبة الحية والدرج، أو السلم والثعبان، واحدة من أقدم وأشهر الألعاب اللوحية الكلاسيكية التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة عبر الأجيال. إنها ليست مجرد لعبة تسلية تعتمد على رمي النرد؛ بل هي تجربة بسيطة وعميقة في آن واحد، تعكس بطريقة ساحرة تقلبات الحياة والاعتماد على الحظ في مسيرتنا.
كيف نلعب اللعبة؟
تتميز اللعبة بكونها سهلة التعلم بشكل لا يُصدق، مما يجعلها مثالية للعب العائلي والأطفال (عادةً من عمر 4 سنوات فما فوق).
الأصل التاريخي والبعد الأخلاقي
قد يظن البعض أنها لعبة ترفيهية حديثة، لكن الحية والدرج تعود أصولها إلى الهند القديمة، حيث كانت تُعرف باسم "موكشا باتام" أو "غيان تشاوبار" (لعبة المعرفة)، ويعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي.
في نسختها الأصلية، لم تكن اللعبة مجرد تسلية، بل كانت أداة تعليمية عميقة لتعليم الأطفال دروسًا أخلاقية حول القدر (الكارما) وعواقب الأفعال:
انتقلت اللعبة من الهند إلى بريطانيا في أواخر القرن التاسع عشر، ومن ثم انتشرت عالمياً، حيث تم تكييفها وتغيير أسماء بعض عناصرها (مثل تسميتها في الولايات المتحدة باسم Chutes and Ladders).
الحياة عبارة عن رمية نرد
الجوهر الحقيقي للعبة الحية والدرج هو اعتمادها الكامل على الحظ، فهي لا تتطلب مهارة أو إستراتيجية معقدة. وهذا ما يجعلها مثالًا رمزيًا قويًا لـ رحلة الحياة نفسها.
كم مرة شعرنا في حياتنا أننا على وشك الوصول إلى هدف كبير، لنتفاجأ بـ "أفعى" غير متوقعة تعيدنا إلى نقطة البداية؟ وكم مرة جاءتنا فرصة ذهبية على شكل "سلم" ساعدنا على تجاوز العقبات والوصول إلى القمة بسرعة؟
تُعلمنا هذه اللعبة دروسًا هامة:
في نهاية المطاف، تبقى لعبة الحية والدرج أكثر من مجرد لوح وأحجار؛ إنها نافذة بسيطة وممتعة على فلسفة الحياة التي نعيشها، وهي تُذكّرنا دائمًا بأن كل رمية نرد تحمل مصيرًا جديدًا.