

الصمت أو السكوت له مبرراته وتجلياته في مواقف حياتية شتى ، في حالة الحزن أو التأمل والتفكير ، أو رغبة داخلية ، أو للتركيز للإستماع الصحيح ، ويكون أحياناً من أقوى الردود ، أو لحكمة ، أو للضرورة في موقف يستوجب الصمت والسكون ، ولكن يجب أن يكون صمتاً مؤقتاً لكي لا يتحول إلى الصمت القاتل المدمّرالمستمر
أما مهارة الكلام في الوقت والموقف المناسب ، فهو من ضرورات الحياة ، كأن يكون الكلام يعالج خلافاً بين طرفين أو عدة أطراف ، أو يسلط الضوء على حقائق خافية ، أو إستبيان حقائق عن ضرر يمكن أن يصيب الآخر ، من أصدقاء وأقرباء وعامة الناس .
فالصمت الذي به حكمة يدل على التأني والفهم العميق والإدراك البعيد النظر للنتائج النهائية ، والكلام الذي يستوجب لبيان وتوضيح الأمور المبهمة والخافية قد تكون قمة الحكمة لإيجاد الحلول الناجعة في أي خلاف أو جدال ، وهذا يتأتى من الخبرة والمقدرة على الموازنة بين الصمت والسكون وبين الكلام والحوار الإنساني الصحي الذي يبين ويوضح ويسلط الضوء على الحقائق المخفية عن سدة الحوار والنقاش العقلاني ، مع تجنب الكلام المستفز .
وقديماً قيل : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من الذهب ، ونحن نقول ، أن الصمت في بعض المواقف أغلى من الذهب والماس ، فالصمت ليس ضعفاً أبداً بل قوة مضافة لقوة الشخصية والإتزان ،ولكن عدم الكلام في بعض المواقف كارثة ، إذا لا يساهم في إبعاد الضرر وبيان الحقائق في حالة التأكد من المعلومات وتقديم الأدلة الدامغة التي لا تقبل التأويل والإجتهاد ، وبذلك نكون قد عرفنا أنفسنا وقدمنا الإحترام والتقدير لإراء الآخرين ، فلا نجادل للإنتصار في الحوار مهما كان الثمن ، بل لتقديم صورة واضحة ناصعة بشكل حضاري ، يكسبنا الإحترام ولا يسيء للآخرين مطلقاً .