قداسة البابا لاون الرابع عشر يستقبل قداسةُ البطريرك مار آوا الثالث رسميّاً في القصر الرسولي بالفاتيكان      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سعادة القائم بأعمال السفارة اللبنانية في سورية في زيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهامه      استشهاد معلمة ثانية في حموث (حمص) وشاب سرياني في لبنان      البطريرك ساكو يشارك في مؤتمر عن السلام بروما      حزب الاتحاد السرياني: "جريمة شاتيلا لا تمرّ... كفى تسويات على حساب الدم اللبناني"      التعايش المشترك في أربيل.. ثروة للأجيال القادمة      البابا للسفير البابوي الجديد في العراق: احفظ براعم الرجاء والسلام!      ‏‎قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يحتفل بالذبيحة الإلهية بمناسبة الأحد الرابع للصليب المقدس والسابع منّ ايليا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس الأحد السادس بعد عيد الصليب والأخير من السنة الكنسية الطقسية      البطريرك ساكو يشارك في مراسيم الرسامة الأسقفية للسفير البابوي الجديد للعراق      الاتحاد الإسباني يكشف موقفه من واقعة كارفاخال ويامال      العلاج بالخوف: هل مشاهدة أفلام الرعب تخفف الإحساس بالقلق والتوتر؟      العين تتحدث قبل القلب.. اكتشاف مذهل في الطب الوقائي      البابا يوقّع رسالة رسوليّة في الذكرى الستين لبيان التربية المسيحية      أربيل تطلق مشروعاً استراتيجياً لتدوير مياه الصرف الصحي بطاقة 840 ألف متر مكعب يومياً      العراق يحقق عائدات نفطية تفوق 48 مليار دولار في 9 أشهر ويتفاوض مع اوبك      الشرطة الألمانية: عقوبات مشددة لمهربي البشر      ترامب يحدد موقفه من الولاية الثالثة عبر "خطة نائب الرئيس"      حين تختفي أشعة الشمس.. سر الحفاظ على فيتامين "د"      ألونسو يعلّق على انفعال فينيسيوس على قراره في "الكلاسيكو"
| مشاهدات : 334 | مشاركات: 0 | 2025-10-28 07:06:54 |

مفهوم الحكومة وإستراتيجية مسؤولياتها ازاء الدولة ومصالحها

عصام الياسري

 

 

الحكومة أي حكومة بمفهومها التاريخي كونها الراعية لمصالح الدولة أي دولة ـ العراق مثالا، من مهامها الأساسية كما يفترض ـ الحفاظ ـ على ممتلكات الدولة وصيانة ثرواتها الطبيعية وحماية عقاراتها واراضيبها، كل ذلك يشكل نوعا مهما لبعث التوازن الاقتصادي الوطني وتدويره لتنمية موارد الدولة المالية والبنيوية.

 

فمن المنظور التاريخي والسياسي، تعتبر الحكومة أيا كان شكلها ـ ونحن لا نحدث هنا عن "الحكومة العميلة" في العصور الوسطى و"الحكومة الشمولية" في القرن العشرين. انما المفاهيم الحديثة لشكل الحكومة (ملكية، جمهورية، ديمقراطية، مركزية)، السلطة التنفيذية والإدارية التي تتولى إدارة شؤون الدولة وحماية مصالحها العامة. ومن بين أهم وظائفها الأساسية فعلا: حماية ممتلكات الدولة: أي صيانة البنى التحتية والممتلكات العامة (كالطرق، والمواني، والمباني الحكومية، والمرافق العامة). إدارة الثروات الطبيعية: مثل النفط، والمياه، والمعادن، والغابات، بما يضمن استدامتها للأجيال القادمة. حماية الأراضي والعقارات العامة: عبر وضع أنظمة وقوانين تمنع التعدي أو الاستغلال غير المشروع لها.

 

هذه الالتزامات المستوجبة لا تعمل على تحقيق التوازن الاقتصادي الوطني من خلال السياسات المالية، والتنموية، والضريبية فحسب، بل تحفظ الاستقرار وتوزع الموارد بعدالة نسبية. كما تؤدي إلى صون السيادة والأمن القومي لحماية الدولة من أي تهديد داخلي أو خارجي يهدد وجودها أو مصالحها. بعبارة أخرى، الحكومة تاريخيا ليست فقط سلطة تدير شؤون الناس، بل جهة راعية للأرض والثروة والسيادة، وهي المسؤولة عن التوفيق بين المصلحة العامة والنمو الاقتصادي في إطار العدالة الاجتماعية.

 

فكيف يمكن المحافظة على هذا الدور التاريخي للدولة الحديثة؟ وماذا ينبغي القيام به إذا ما تهاونت بمثل هذه الأمور.. سؤال عميق جدا ويلامس جوهر العلاقة بين الدولة والمجتمع. فحين تهاون الحكومة في أداء واجباتها الأساسية كحماية ممتلكات الدولة أو صون الثروات العامة أو الحفاظ على التوازن الاقتصادي فذلك يعد خلل بنيوي في وظيفة الدولة نفسها، لأن هذه المهام هي أساس شرعيتها وسبب وجودها. وفي هذه الحالة، هناك عدة مستويات من التصحيح أو المواجهة يمكن أن تحدث، بحسب طبيعة النظام السياسي ومستوى الوعي الشعبي.

 

في الأنظمة الديمقراطية أو التي تمتلك فصل حقيقي بين السلطات، يمكن للبرلمان أو القضاء أو هيئات الرقابة محاسبة الحكومة على التقصير أو الفساد. هذه الآليات تضمن أن الحكومة ليست فوق القانون، وأن الدولة تصحح نفسها من الداخل. وفي حال غياب الرقابة الفعالة، يصبح دور المجتمع المدني، والإعلام، والرأي العام حاسما في كشف التقصير والضغط للإصلاح. التاريخ يظهر أن الشعوب التي تطالب بحقوقها بوعي وسلمية هي التي ترغم الحكومات على تصحيح المسار. وفي حالات اضطرارية لأسباب تشكل خطرا على الدولة ومصالح مجتمعاتها تكون المراجعة الدستورية أو السياسية أمرا من شأنه إعادة هيكلة الحكومة أو إجراء إصلاحات دستورية أو سياسية لإعادة توزيع الصلاحيات وضمان حماية الثروات العامة. يحدث ذلك عادة، في مراحل التحول الكبرى أو بعد أزمات سياسية واقتصادية حادة تصبح فيه المساءلة التاريخية والأخلاقية ضرورة. فإن لم تحدث محاسبة فورية، فإن التاريخ لا يسامح؛ فالحكومات التي تهدر ثروات أو تفرط بأراضيها تسجل كأمثلة على الفشل أو الخيانة الوطنية. من جهة أخرى، الشعوب الواعية تحفظ ذاكرتها وتتعلم من هذه التجارب.

 

باختصار، تهاون الحكومة في حماية الدولة وثرواتها ليس مجرد خطأ إداري، بل هو إخلال بالعقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم. وإذا غابت آليات التصحيح الرسمية، فإن الوعي الشعبي والمؤسسي يصبح خط الدفاع الأخير عن المصلحة الوطنية وإجبار الحكومة لأن تخضع للقانون...










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.7449 ثانية