مقابلة مع المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوة الإنسانية

على هامش لقاء قداسة البابا لاون الرابع عشر بأعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، أدلى المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجائزة، بتصريحات هامة لموقع فاتيكان نيوز، كشف فيها عن الآليات الدقيقة التي تضمن مصداقية الجائزة وفعالية تأثيرها، مؤكداً على أن الوثيقة التاريخية للأخوة الإنسانية قد تجاوزت مرحلة الأفكار لتصبح إنجازات ملموسة على أرض الواقع.

شهدت روما مؤخراً لقاءً رفيع المستوى جمع قداسة البابا لاون الرابع عشر بأعضاء اللجنة العليا لجائزة زايد للأخوة الإنسانية، على هامش هذا الحدث المهم، أدلى المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجائزة، بتصريحات كشفت عن الأبعاد العميقة والملموسة لوثيقة الأخوة الإنسانية. في مقابلة حصرية، استعرض المستشار محمد عبد السلام الآليات الدقيقة التي تضمن النزاهة والمصداقية في اختيار الفائزين بالجائزة العالمية، مؤكداً أن الجائزة تركز على النماذج الأكثر تأثيراً وفعالية في إظهار التعاطف والتضامن. كما سلّط الضوء على الإنجازات المؤسسية والعملية الكبرى التي تجاوزت عالم النظريات إلى التنفيذ على الأرض، بدءاً من بناء بيت العائلة الإبراهيمية وصولاً إلى استراتيجية مجلس حكماء المسلمين لمواجهة التحديات الطائفية في المنطقة، مختتماً برسالته الملهمة للشباب العالمي.

بالإجابة على سؤال حول كيفية ضمان أن الجائزة تركز حقاً على النماذج الأكثر تأثيراً وفعالية في إظهار التعاطف والتضامن من خلال آلية دقيقة لاختيار الفائزين، وكيفية قياس تأثير الجائزة فعلياً بعد منحها، أكد المستشار محمد عبد السلام بالقول "لجنة التحكيم تتكون من مجموعة من الشخصيات العالمية والخبراء من مناطق مختلفة من حول العالم، من جنسيات مختلفة، من ثقافات مختلفة، من خلفيات مختلفة وبالتالي، هذه الخبرات المتنوعة تسهم في الوصول إلى حين تطلب من هؤلاء المختلفين من هذه الخبرات المختلفة أن تتفق على فائز هذا يعني أنهم لابد أن يتوافقوا رغم أنهم مختلفين في الأفكار فهذه الآلية الديناميكية تجعلنا دائماً نصل إلى أفضل فائز لأن الفائز يكون فائز من وجهات نظر مختلفة، لأننا في الجائزة نعتمد التوافق كطريقة لاختيار الفائزين وبالتالي، حين نكون مختلفين في الرؤى والأفكار والخبرات ثم نتوافق على شخص معين هذا يعني أنه نموذج رائع للقوى الإنسانية والتعايش وأعماله ومسيرته تتوافق مع أهدافه ومسيرة الجائزة تزايد للأقوى الإنسانية " وأضاف بالقول "وبالتالي، كيف نضمن الأثر؟ فالأثر كبير حتى اليوم، الجائزة عمرها سبع سنوات، ولكن الجائزة أصبحت في مصاف الجوائز العالمية الكبرى هذا العام تلقينا أكثر من 75 دولة رشحت للجائزة، أكثر من ٣٠٠ ترشيح للجائزة، ٣٥٠ ترشيح من ٧٥ دولة وهذا يعني أن الجائزة أحدثت حراكاً عالمياً وأثرا حقيقيا لأن أهم شيء يميز جائزة تزايد هي المصداقية والاستقلالية هذا أهم شيء يميز جائزة تزايد المصداقية والاستقلالية فنحن لدينا المصداقية، لدينا اعتراف وتقدير من أهم الرموز الدينية في العالم البابا كان البابا الراحل فرنسيس والآن البابا لاون يكمل المسيرة من الفاتيكان ومن الأزهر الشريف وأيضا لدينا تقدير واحترام من سمو الشيخ محمد بن زايد النهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة راعي الجائزة، ليس بصفته السياسية ولكن بصفته هو راعي مسيرة الأخوة الإنسانية ويدعم استقلالية هذه الجائزة".

بالإجابة على سؤال حول أبرز الإنجازات المؤسسية والنتائج العملية التي يمكن للجنة العليا أن تشير إليها والتي تجاوزت عالم الأفكار والنظريات إلى التنفيذ العملي على الأرض بعد مرور سنوات على التوقيع، اجاب الأمين العام "جائزة زايد للأخوة الإنسانية بالفعل تعتمد ما ذكره قداسة البابا من أن العالم يحتاج إلى أفعال وليس كلمات، الحقيقة أن أفعال الأخوة الإنسانية منذ توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية كبيرة لدينا معلم حضاري عالمي يزوره الآلاف من الناس يسمى بيت العائلة الإبراهيمية، هو عبارة عن مسجد وكنيس وكنيسة في مكان واحد كل مبنى مستقل في منطقة واحدة جميع الناس من كل الأديان تدخل هذه المنطقة تستمتع بالمناظر الطبيعية، بالكافيهات، بالمطاعم وحين يرغبون في الصلاة يذهب كل منهم إلى المسجد أو الكنيسة أو الكنيسة ليؤدي عبادته وفق تقاليد دينه ومقدسات دينه ،هذا المشروع هو مشروع عالمي الآن موجود كان أول نتائج هذه الوثيقة لنعلن أن الأديان جاءت من أجل التعايش وإسعاد الإنسان " وأضاف بالقول "المشروع الثاني هو جائزة زايد للقوة الإنسانية هي أحد ثمار وثيقة للقوة الإنسانية وهي تحدث حراكاً عالمياً اليوم كما ذكرت لك الترشيحات تأتي من حول العالم اليوم وتشجع لدينا طفل فاز بالجائزة في عمره ١٥ سنة العام الماضي وهو يلهم الأطفال من حول العالم لدينا قيادات دينية، قيادات سياسية، قيادات مجتمعية لدينا مجموعة من المختلفين يشاركون في هذه الأثار المهمة أيضا الوثيقة تدرس في أدارس التعليم في مجموعة مختلفة من دول العالم ،فالأزهر الشريف الذي لديه أكثر من 2 مليون طالب تدرس وثيقة القوة الإنسانية وقيمها، الكنيسة الكاثوليكية في مناطق مختلفة من العالم تدرس وثيقة القوة الإنسانية وأيضا ،دول الإمارات العربية تعتني هنا خاصاً بقيم وثيقة القوة الإنسانية في التعليم وفي الجامعات وفي لبنان وفي العراق وفي أماكن مختلفة حول العالم لا زالت تؤتي هذه الوثيقة ثمار وحتى اليوم ،وأحد الثمار الكبرى أن الأمم المتحدة قد اعتمدت يوم توقيع وثيقة القوة الإنسانية يوم دولي القوة الإنسانية في 4 فبراير من كل عام وفقا لأجندة الأمم المتحدة يوجد اليوم الدولي للقوة الإنسانية وتحتفل به الأمم المتحدة في كل دول العالم تتذكر هذه الوثيقة وتتذكر هذه اللحظات المهمة التي قدمها البابا فرانسيس والإمام الطيب للبشرية ".

بالإجابة على سؤال حول كيف يضمن مجلس حكماء المسلمين أن مبادئ وثيقة الأخوة تتحول إلى تأثير عملي وملموس على الأرض في المناطق التي تشهد تحديات طائفية مستمرة مثل لبنان وسوريا والعراق، وهل هناك استراتيجية لذلك، أكد بالقول " لدينا استراتيجية كبرى من مجلس حكماء المسلمين في هذا المجال من بين أثار الأخوة الإنسانية وعلاقة الإمام الأكبر بالبابا فرانسيس فقد ذهبوا معاً إلى ليكونوا شركاء في حوار الشرق والغرب الذي انعقد في مملكة البحرين، وفي هذا الحوار التاريخي الإمام الأكبر أعلن عن دعوة للحوار الإسلامي - إسلامي داخل الإسلام حوار سني شيعي كل المذاهب الإسلامية دعا أن تجتمع معا وقال يجب أن يعذر بعضنا بعضا فيما نختلف فيه لأنه لدينا وأن نتوافق على كل المشتركات الكبرى التي بيننا وبالفعل انعقد أول مؤتمر مهم للغاية دولي للحوار الإسلامي -الإسلامي بين المذاهب الإسلامية في البحرين كان أكبر مؤتمر للحوار الإسلامي انعقد في البحرين في فبراير الماضي كنتيجة لهذه الدعوة للإمام الأكبر وهذا رسالة كبرى للتغلب على الفتن الداخلية والفتن الطائفية ولإعلان الأخوة الإسلامية ونشأ عن هذا البيان نداء إسلامي عالمي مهم هو نداء أهل القبلة الذي يؤكد أن المسلمين كلهم إخوة وأن المذاهب الإسلامية وإن كانت تختلف في المنهج وإنما تتفق في المضمون وفي الرسالة وفي الركائز والأركان الإسلام ومبادئه الكبرى وبالتالي كانت هذه الخطوة الرائعة من الإمام الأكبر وهي نموذج رائع بأنه ينبغي أن نتحد كمسلمين ونتحد كأخوة في الإنسانية من أجل السلام ومجلس حكماء المسلمين لديه استراتيجية كبرى في هذا والمؤتمر القادم للحوار الإسلامي- الإسلامي سينعقد في الأزهر في القاهرة بحضور جميع المذاهب الإسلامية في أبريل المقبل ١ و ٢ أبريل المقبل سيكون مؤتمر الحوار الإسلامي -الإسلامي في القاهرة ومجلس حكماء المسلمين يسعى بخطة كبرى لوأد هذه الفتن الطائفية ووأد الكراهية داخل المجتمعات المسلمة".

بالإجابة على سؤال حول ما هي الرسالة التي يرغب بتوجيهها للشباب أجاب المستشار أول شيء إذاعة الفاتيكان منذ أن عرفتها وتعرفت بها وأتابعها منذ أن كنت طفلا هي إذاعة عظيمة إذاعة لا تمثل فقط الكنيسة الكاثوليكية ولكن تمثل صوت الإنسانية وصوت الحق وصوت الحقيقة وصوت القيم أيضا وبالتالي هي منصة مهمة جدا لأن نقول من خلالها لكل الشباب في العالم ينبغي أن لا تفقدوا الأمل أرجوكم تمسكوا بالأمل لأنه نحن بحاجة إليكم أنتم من ستقودون المستقبل وأنتم من ستلهمون الأطفال والأجيال المقبلة وأنتم من ستقيمون عالما أكثر سلاما من العالم الذي نحن فيه فأرجوكم اهتموا بالدراسة اهتموا بالتعليم اهتموا بالثقافة اهتموا بالقراءة وأيضا لا تتخلوا عن الدين فالدين هو مصدر كل سعادة في هذه الحياة الدين هو مصدر الأخلاق وهو مصدر القيم وهو مصدر النجاح وهو مصدر أيضا المرح الدين لم يمنع من المرح الدين أيضا هو مصدر من مصادر المرح وابتعدوا عن التطرف باسم الدين ابتعدوا عن التشدد باسم الدين ابتعدوا عن أي مؤسسة دينية تستخدم أو سياسية تستخدم الدين من أجل مصالح دنيوية ابتعدوا عنها فهذه الأجندات و الأيدولوجيات لم تجني البشرية منها خيرا أبدا اهتموا بصناعة مستقبل جيد لأنفسكم ولأطفالكم لا تفقدوا الأمل أبدا كونوا أقوى ثقوا بأنفسكم هذه هي الرسائل التي أقولها لابني وأطفالي دائما وأقولها لكل الشباب لأن بالفعل المستقبل لهم وهم من يستطيعون قيادته شكرا جزيلاً".

مشاركاتكم (0)