غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس المناولة الأولى في كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار – المتن، جبل لبنان      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال برسامة شَماسَين في كنيسة مريم العذراء في موسكو      الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة تستغيث: أعيدوا أراضينا المُغتصَبة      غبطة البطريرك ساكو يستقبل فخامة العماد جوزيف عون رئيس الجمهورية اللبنانية في الصرح البطريركي      قداسة البطريرك مار آوا الثالث، يصل إلى العاصمة الروسيّة موسكو      رهبانية بنات مريم الكلدانيات تُتوّج العذراء ملكةً للكون في عنكاوا      للعام الرابع توالياً ... الثقافة السريانية تحتفي بيوم الطفل العالمي      اللجنة العليا لانتخابات اتحاد أدباء العراق تعلن النتائج الأولية لانتخابات المجلس المركزي2025      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل وفدًا من البرلمان السويدي      غبطة البطريرك يونان يلتقي صاحب القداسة برتلماوس الأول بطريرك القسطنطينية المسكوني للروم الأرثوذكس      مصر تؤكد التزامها بصيانة مكانة دير سانت كاترين بعد حكم أثار قلق اليونان      النسخة الأولى من كأس العالم للأندية.. أموال كثيرة وحماس قليل      حكومة كوردستان تعلن عن تسهيلات جديدة لدعم المواطنين ضمن مشروع روناكي      الإطار التنسيقي: تشريع قانون النفط والغاز يُمثّل جوهر الحل بين بغداد وأربيل      القوات الأميركية في سوريا.. انسحاب 500 جندي بعد إغلاق قاعدتين وتسليم ثالثة إلى "قسد"      من وصمة الجنون إلى ثقافة الوقاية... تحولات في فهم الصحة النفسية      "أسترازينيكا" تطور علاجاً واعداً لسرطان الثدي بقيمة 5 مليارات دولار      "وشم ذكي".. ابتكار يراقب الدماغ ويرصد الإجهاد الذهني      أسوأ نهاية لمسيرة نيمار مع سانتوس.. قلّد مارادونا فنال جزاءه      وزير مالية إقليم كوردستان يتحدث عن مصير رواتب الموظفين لثمانية أشهر
| مشاهدات : 2484 | مشاركات: 0 | 2011-05-27 12:36:00 |

تاريخ الثقافة السريانية بين التراث والمعاصرة

جبو بهنام


                                                               جبو بهنام

 

الأديب والكاتب نوري بطرس عطو أصدر عدة كتب منها مسارات في القصة والرواية الكردية، والثقافة السريانية بين التراث والمعاصرة الصادرة عن دار أدي شير للنشر والأعلام2004 هذا الكتاب يحتوي على عدة مقالات تختص بالتراث والثقافة السريانية وخصوصاً في الأدب والقصة إضافة إلى شخصيات سريانية تأريخية، كان لها الأثر الكبير في اغناء وتطوير ثقافة الأدب السرياني امثال الأب الدكتور الراحل يوسف حبي والمسرحي حنا الرسام وهو احد رواد المسرح السرياني في العراق والقاص يوسف متي وهو من رواد القصة العراقية، ومن الكتّاب السريان المبدعين الأب يوسف العنكاوي المولع بالتأليف وترجمة الكتب من العربية الى الكلدانية ومن الكلدانية إلى التركية، ومن رواد الثقافة السريانية في القصة والمسرحية في العراق ( ادمون صبري) وقد ساهم في اغناء الأدب القصصي والمسرحي في العراق، ومن شعراء الأدب السرياني الشاعر الأرامي الكبير ( كوركيس وردا الأربلي) وقد عاش في القرن الثالث عشر الميلادي وهو شاعر متضلع باللغة ألّف قصائد على الوزن الرباعي ، امتاز شعره بخفة الروح والرقة وحلاوة اللسان والأسلوب. ومن المؤرخين السريان الذين ذكرهم الكاتب مار ميخائيل السرياني الكبير الذي كتب عدة كتابات معظمها نثرية فترك لنا مخطوطات سريانية فريدة اصبحت تراثاً للأحفاد وورثة لحضارة بلاد ما بين النهرين.وكذلك القس بطرس نصري الموصللي الذي تلقى علومه على يد العالم الشهير الخوري يوسف داود الذي صار مطران دمشق فأرسله الى الكلية الأرباتية لينهل منها العلم والعلوم وبكل جدارة نال الجوائز السنوية وحصل على شهادة الملفنة في اللاهوت والفلسفة . وكان يواصل دراساته في منزله في التأليف والترجمة في مختلف المواضيع والعلوم الكنسية فترك آثاراً عديدة منها كتاب الأصول الفلسفية والخلاصة اللاهوتية وفي أسرار الكنيسة وكُتب أخرى تعتبر ذخيرة للأذهان .

ومن الباحثين الدكتور ( بهنام ابو الصوف) وهو باحث ومنقب تجول في معظم مناطق ما بين النهرين ليعرف كنوزها وكيف نشات تلك الحضارات وكيف ازدهرت فكانت لهذه الدراسات وقع خاص في نفسه، وقد درس في اثار الحضارة الاشورية القديمة واعجب كثيراً بمعابد الالهة الأشورية السبعة في خرسباد وفي مستوطنات اور الكلدانية في كيش والوركاء. وفي صدد المقالات التاريخية السريانية التي تحدث عنها الكاتب نوري بطرس( لمحة في الفكر السرياني الحديث) ضمت هذه المقالة اعداداً كبيرة من المؤرخين مثل يوسف بن جمعة وكوركيس الألقوشي وعيسى بن اسحاق الموصلي حيث ان هؤلاء نخبة من شعراء وادباء كتبوا باللغتين العربية والآرامية وادخلوا على الشعر الآرامي فنوناً كثيرة.

وفي مقالة لتاريخ عنكاوة التي كتب عنها الباحث ( عبد الأحد نباتي) يقول مؤلف الكتاب ان عنكاوة هي احدى المناطق الزاخرة بالعمران محتفظة بماضيها العريق وحاضرها الزاهر وهي أهم المدن العامرة منذ أقدم العصور.

وفي مقالة اخرى ( المؤرخون السريان في القرن التاسع عشر والعشرين) تحدث الكاتب فيها عن المؤرخين السريان الذي كتبوا تاريخ الطوائف المسيحية السريانية وهو دليل تاريخي عن السريان اضافة الى المخطوطات التاريخية التي تم العثور عليها في المكتبات الأوروبية تحدثت عن الأوضاع الأقتصادية والأمنية للكلدان والنساطرة في القرن التاسع عشر. وفي موضوع آخر تحدث الكاتب عن الفلسفة التي تمتع بها السريان من خلال جمع المخطوطات السريانية التي وجدت في اوربا ، هذا الموروث الحضاري الهائل الذي اصبح في متناول الباحثين المستشرقين كما تم جمع الآثار الفلسفية لدى مفكري السريان وهذا يدل على أن الفلسفة السريانية فلسفة حضارية نمت وتطورت عبر القرون الأولى وهذا يقودنا الى فهم حضارتنا من خلال ما وردنا من نصوص ومخطوطات دلت على الكثير من الفهم والإدراك والفهم الحضاري.ومن رواد المسرح السرياني في العراق حنا الرسام الذي ذكر: ان المسرح السرياني نشأ في العراق منذ نهاية القرن التاسع عشرعلى يد نعوم فتح الله سحار ثم أخذ ينمو ويترعرع على يد الآباء الدومنيكان في الموصل حيث كانت تقدم فيها بين آونة وأخرى مسرحيات دينية مستحدثة في موضوعاتها من عذابات السيد المسيح وقد ألف الموما اليه مايقارب مائة مسرحية وكذلك ترجم العديد من المسرحيات وكان من ضمن  مسرحياته ( حدوته الباميا ) هذا وقد ترجم العديد من القصص والروايات .

ان الأدب السرياني كانت له فترات انتعاش وخصوصاً في القرن السابع الميلادي ، بعد انهيار الحكم الساساني والحكم الفارسي مما مهد الطريق امام الأدباء السريان وخصوصاً نتاجاتهم القصصية والتأريخية فظهرت الدراسات حول الجدالات الفلسفية واللاهوتية بين المفكرين والفلاسفة.

وذكر الكاتب ان عدداً من الأدباء ظهر في تلك الفترة ومن اشهرهم ( ايشو عياب الثاني) الذي نال قسطاً من العلوم في مدرسة نصيبين ، وظهر كاتب اخر هو ( سهدونا) صاحب كتاب ( السيرة الكاملة) الذي أظهر فيه براعة في سبك الجمل والعبارات والمفردات، كما تحدث الكاتب عن السريانية في التاريخ حيث ان السريانية هي الوريث الشرعي للآرامية القديمة والتي لعبت دوراً مهماً منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد، وتحدث عن وكيفية انتشارالآرامية وكيف توغلت إلى الشرق حيث اصبحت لغة الحكم والأدارة آنذاك، وفي مقالة عن تاريخ الأدب السرياني التي تحدث فيها الكاتب نقلاً عن ( العلامة الفريش دوفال) الذي اصدر كتاب عن العلوم السريانية حيث قال: ان الكتاب سفر ثمين وخبر معين من حيث التقاء الشرق منذ القديم وحيث ان الدراسات السريانية بدأت في اوربا، في أواسط القرن السادس عشر وفي بداية القرن الثامن عشر ظهرت نصوص سريانية منشورة في الغرب وهذه الدراسات السريانية ظهرت في أعمال أدبية لأدباء سريان احتضنتهم الكنيسة في ذلك العصر حيث اهتم الكثير من الباحثين بالآداب السريانية ( أمثال جيوم) والمطران أديب بشير والمطران اوجين منا وآخرون، كما ضم الكتاب مقالات في الآداب الآشورية والكلدانية والعولمة، كذلك ضم عدة مقالات عن الأبداع والمبدعون السريان والملاحم التي وردت في منطقة بين النهرين ومسألة التواصل الحضاري في بلاد ما بين النهرين مع الحضارات العالمية الأخرى حيث أعطت تلك الحضارة الكثير للأمم والشعوب من علوم وآداب وفنون وحكمة ومعرفة وابدعت بكل جوانبها من رموز وأساطير وملاحم وقيم وعادات وموروثات حضارية كما أدخل الكاتب عدة مصادر في دراسة التاريخ السرياني وكيف رافق الحكم على الأنسان في بلاد وادي الرافدين اضافة الى مواضيع قيمة ومحببة إلى النفس أمثال الأستشراق السرياني الذي اغنوا السريانية في مجال البحوث بين الأدب والتراث والتراجم وقصص الشهداء ومؤلفات سريانية تراثية ومن هؤلاء ( السمعاني) الذي له فضل في الدراسات وفي مجال الأستشراق.

وفي موضوع أخر ( عصر السريان الذهبي) تحدث فيه الكاتب عن موضوع يبحث عن مآثر وثقافة وآداب السريان وكيف علم السريان للعالم الحضارة والايمان، بحيث كانت اللغة السريانية وآدابها مصدرالهام في حضارات العالم القديم، وكانت المدن والأديرة والمدارس بمثابة كليات وجامعات نقلت علومها وآدابها إلى شعوب العالم الأخرى التي كانت تعيش في ظلام دامس، وان ما قدمه السريان جاء نتيجة تضحيات جسام في سبيل الحفاض على الوجود القومي.وتحدث الكاتب باسهاب عن السريان حيث قال : ان السريان عاشوا في القرون الخوالي على هذه الارض التي نعيش عليها ونعتز بها فارتبط تأريخ السريان ارتباطاً وثيقاً بتاريخ مدن وحضارات بلاد مابين النهرين وعاشوا فيها في تلك القرون وكان عصرهم الذهبي في العصور الوسطى وجادت اقلامهم بالمعارف والعلوم والآداب والدراسات اللاهوتية والفلسفية الى جانب العلوم الصرفة والعلوم التطبيقية . 

ان الكاتب المبدع نوري بطرس في كتابه هذا يعد بحق موسوعة بما جادت به قريحته الأدبية من دراسة وتمحيص لهذه المقالات ، انه لمكسب عظيم لهذه الأمة السريانية ان ينطلق على ميادينها الرحيبة اناس ذو مواهب وعزائم يخطون طرقهم ويبتكرون امثال المبدع انه يرتقي القمة التي يرتقيها المجلون وانه اديب مبدع ومعروف في فنون القول والكتابة استمد نوره من انوار الحق فسطر هذه المقالات التاريخية السريانية في كتاب تجد فيه صدق الأحساس وجرأة الأخلاص وقوة الوحدة.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 1.0881 ثانية