-------
انتقد غبطة البطريرك مار ساكو جزيل الاحترام بتاريخ 17 - 12 - 2015 بعض الدعوات
التي وجهت مؤخرا الى النساء المسيحيات بارتداء الحجاب في بغداد اقتداء بالسيدة
مريم العذراء وقال غبطته (إن المسيحيين في بغداد فوجئوا يوم الأحد 13 كانون الأول
بقيام بعض المجاميع في أحياء الكرادة والغدير وزيونة بثبيت ملصقات على جدران
بيوتهم تحمل صورة العذراء مريم وتدعو المسيحيات الى ارتداء الحجاب دون ان يفكروا
ان ذلك كان قبل ألفي عام، وان الحجاب الحقيقي هو حجاب العقل والأخلاق) انتهى
الاقتباس للاطلاع الرابط الاول ادناه وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - ان توزيع مثل هذه الملصقات المغرضة من قبل بعض المجاميع الاسلامية المتطرفة
سواء كانت شيعية ام سنية في بغداد لاستهداف المرأة المسيحية وسلب حريتها وامام
انظار الاجهزة الحكومية العراقية المختصة عمل مستهجن ومرفوض ويعتبر
استخفاف بالقانون والدولة العراقية وبمبادىء المواطنة وقيم العيش المشترك
وتدخل سافر في الحريات الشخصية والخصوصيات الدينية والاجتماعية والانسانية وخرق
فاضح للدستور العراقي ولوائح حقوق الانسان تحت تحت عباءة الدين والاخلاق
والفضيلة خلافا لنص المادة 41 من الدستور العراقي التي شددت ان (العراقيون أحرار
في الالتزام بأحوالهم الشخصية حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو
اختياراتهم، وينظم ذلك بقانون) !!
خاصة (ان الحجاب غير موجود في المسيحية ولا اساس له في الكتاب المقدس) لذلك فأن
هذه الاعمال المرفوضة تدخل في سياق اجراءات التضيق والاضطهاد ضد ابناء شعبنا
المسيحي وابناء المكونات غير المسلمة وكان اخرها قانون البطاقة الوطنية (اسلمة
القاصر) ومحاولات ادراج الخمور ضمن مشروع قانون المخدرات في العراق تمهيدا لمنعها
وعدم اعتبار عيد ميلاد السيد المسيح له المجد لهذه السنة عطلة رسمية لجميع
العراقيين !! في اطار الهجمة الحاقدة والشرسة والمنظمة والمشبوهه التي تستهدف
افراغ العراق من شعبنا وبقية المكونات غير المسلمة كأنهم ضيوف وغرباء في وطنهم
!!
2 - ان محاولة هذه المجاميع المتطرفة في بغداد تثبيت صورة السيدة مريم العذراء في
ملصقاتهم للاقتداء بملابسها غير موفقة نعم السيدة مريم العذراء قدوتنا وتاج رأسنا
وملهمتنا في الحياة لكن ليس في ارتداء ملابسها (ملابس عصرها قبل الفي سنة) بل في
قداستها وطهارتها وعفتها واعمالها وتضحياتها وهنا نؤكد لهذه المجاميع (ان الحجاب
غير موجود في المسيحية ولا اساس له في الكتاب المقدس) والسيدة مريم العذراء عندما
تضع قطعة قماش فوق رأسها لتغطيته (ايشارب) هذا علامه للصلاة والخشوع
والتكريس والرهبنة وليس له أي علاقة بالحجاب الاسلامي بل بتقاليد موروثة
وخصوصيات دينية واجتماعية لعصرها ولا يمت بأي صلة بالعفاف والطهارة فهذا فقط نتاج
البيئة والخصوصية الثقافية والاجتماعية لمجتمع عصرها التي عاشت فيه السيدة مريم
العذراء
فالحجاب الاسلامي مثلا يخفي الشعر والرقبة للمرأة غير المسيحية ولا يظهر إلا
تقاطيع وجهها فقط بينما ما إرتدته السيدة مريم العذراء هي قطعة قماش لتغطية الرأس
مع وضوح شعرها الأمامي تماما كما تظهر في صورها وايقوناتها المنتشر في كافة انحاء
العالم مع عدم تغطية رقبتها بالإضافة إلى أننا نجد صور كثيرة وأيقونات للسيدة
العذراء وهي بشعرها بدون قطعة قماش الرأس اطلاقا هذا لأن ما إرتدته العذراء هو
أزياء عصرها مثل باقي نساء اليهود في ذلك الوقت فلم يكن أبداً حجاباً ثم هل
الطهارة والعفة تختصرها قطعة قماش فوق الرأس !!!؟ المهم (حجاب العقل والاخلاق) كما
قال غبطة مار ساكو جزيل الاحترام في الرابط ادناه واضيف لها طهارة القلب والنفس
والعمل الصالح لا نوعية الملابس وشكلها ثم ما الفائدة من الحجاب واللبس المحتشم ؟
ويخفي تحته حقد وكراهية وضغينة وعدوانية وانتقام مثل تنظيم داعش الارهابي افراده
يطولون لحاهم ويلبسون الجلاليب القصيرة لكن ايديهم ملوثة وتقطر دما وتقتل ابرياء
ومسالمين وقلوبهم قاسية لا تعرف الرحمة ومشبعة بالكراهية والحقد ضد المختلف عنهم
دينيا وقوميا ومذهبيا
3 - ازاء ما تقدم احمل رئيس الجمهورية العراقية (حامي الدستور) والحكومة العراقية
واجهزتها الامنية والقضائية المختصة المسؤولية القانونية والاخلاقية والانسانية في
حماية حريات المرأة المسيحية من الاضطهاد والقمع غير المبرر وملاحقة الفاعلين
ومحاسبتهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل وكذلك اطالب منظمات حقوق
الانسان الدولية ومنظمات التيار المدني والديمقراطي والعلماني واليساري في العراق
بتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق المرأة والانسان وهنا لا بد من التأكيد ان
المسيحيه تكرم وتنصف وتكفل حقوق وحرية المرأة بشكل عادل ومتساوي مع الرجل لايمانها
المبدئي المطلق ان الانصاف والعدالة والمساواة يعتبر حجر الزاوية لبناء مجتمع
متماسك ومزدهر ورصين وترفض المسيحية كافة أشكال الاضطهاد والقمع والعنف والتعسف
والتمييز الموجه ضد المرأة لان في المسيحيه حريه للرجل والمرأة بشكل متساوي
وهنا لا بد من الاشارة ان المرأة العراقية ومعها المرأة الكلدانية السريانية
الاشورية المسيحية خاضت في وطنها العراق نضالا شاقا ومريرا من اجل وطنها وحقوقها
وحريتها وكرامتها منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولغاية اليوم وتجلى هذا
الدور النضالي ضد الاستعمار والاحلاف العسكرية والسياسية والاقتصادية من اجل نيل
الاستقلال والسيادة في حركة التحرر الوطني والاجتماعي والثقافي حيث حققت مسيرتها
الكثير من الانجازات القانونية الثقافية والفنية والمدنية بهدف تحقيق العدالة
والمساواة والانصاف بين الرجل والمرأة لبناء مجتمع ديمقراطي يتوق لترسيخ العدالة
الاجتماعية وضمان وحماية حقوق وكرامة الإنسان استنادا للمعايير والعهود والمواثيق
والاتفاقيات الدولية
وتوج نضال المرأة العراقية بأصدار قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959 الذي
يعتبر من اهم انجازاتها القانونية وهو علامة مضيئة ومشرفة في تاريخ الحركة النسوية
العراقية الوطنية وخطوة باتجاه تحقيق كامل الأهداف واليوم ونحن في نهاية عام 2015
وتتطلع المرأة العراقية إلى إصدار قانون مدني شامل وحديث للأحوال الشخصية في
العراق ينظيم شؤون الأسرة وحقوق المرأة لضمان كافة الحقوق الانسانية فيه لا النكوص
والتراجع والتخلي عن هذه الحقوق والحريات تحت ضغوطات المجاميع والجهات المتطرفة
السنية والشيعية في العراق لتنفيذ اجندة بعض الدول الاقليمية
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=799290.0
ملاحظة :
---
الصورة او الايقونة الاولى للسيدة مريم العذراء تعتبر اقدم ايقونه من القرن الخامس الميلادي مثبتة في سقف احدى كنائس الفاتيكان في روما لغاية اليوم