مجـرد كـلـمـات

لقـد تعلمنـا فـي مدارس قـديمـة،

جـدرانهـا متّكـئـة ومنـذ آلاف السـنين

علـى سـواعـد رجـالهـا

رجـال جَبَلوا التـاريـخ

بعـرق جبينـهـم

وكتبـوه بـدمـائهـم..

كلمـات،

كنـا ننشـدهـا فـي كل صبـاح

تنبـع مـن مـآسـينـا،

آلامنـا،

آمـالنـا،

تـاريخنـا..

لكنهـم،

أجـبرونا أن نقـرأ فـي كُتُبهـم المزيفـة

نِفاقهـم،

(انتصاراتهـم!)

لا بل مجـازرهـم..

قـرأنـا عـن الإنسـان

المسـاواة

الـديمقـراطيـة

حق الشـعوب فـي تقـرير

المصـير..

لكننـا، فهمنـا جيـداً،

بـأنهـا "مجـرد كلمـات"

كُتُبهـم كـانت "مجـرد كلمـات"

لا تشـبه علـى الإطـلاق

مـا تعلمنـاه فـي مدارســنـا القـديمـة..

فعـرفنـا،

أننـا نعيـش فـي عـالـمٍ

يبـني أمجـاده علـى حسـاب الفقـراء

يتلـذذ فـي امتصاص الدمـاء

يتفـاخـر فـي تـزويـر التـاريـخ..

نعيـش فـي عـالـمٍ 

رجـالـه أشـباه الـرجـال

وحكـامُـه أولاد العـاهـرات.