الشماس يوسف نورو
كل فكر صالح يحلٌ في القلب هو من النعمة الألهية, وكل فكر ردئ يدنو من النفس تكون بغيته التجربة والإمتحان.
اذا توصل الإنسان الى معرفة ضعفه يكون قد بلغ كمال التواضع.
ان الله يحتمل ضعفات الناس كلها, لكنه لا يحتمل الذي يتذمر باستمرار, ولا يكتفي بذلك بل يؤدبه أيضا.
ألنفس البعيدة عن اشراقات المعرفة تكون أسيرة هذه الأفكار.
ألفم الشكور ينال بركة من الله والنعمة تملأ القلب المثابر على الشكر.
قبل ألنعمة التواضع, وقبل التأديب الكبرياء.
المتكبر يسمح الله بسقوطه في ألتجديف.
من يتباهى بعمل الفضيلة يسمح بسقوطه في الفسق.
من يدافع عن المظلوم يجد الله مدافعا عنه.
من يمد ساعده لمعاضدة قريبه يُمنح ساعد الله عضدا له.
من يَشكُ أخاه بنية السؤ يلقي الله شاكيا اياه.
من يُصلح أخاه على انفراد يصلح رداءته الخاصة.
من يعالج أخاه سراً يظهر له قوة محبته
من يخزي أخاه أمام زملائه يظهر له كثرة حسده.
ألصديق الذي يوبخ في الخفاء هو طبيب حكيم, أما من يداوي أما أعين ألكثيرين فهو معير بالحقيقة.
ألمسامحة عن كل اساءة دليل الشفقة, أما لوم المذنب دليل على الفكر ألسيء.
ان الله يؤدب بمحبة لا ليثأر, حاشا, بل ليفتش عن شفاء صورته ولا يحتفظ بغضبه طويلا.
العادل الحكيم يشبه الله, لأنه لا يؤدب انسانا ليثأر منه على شره, بل ليصلحه أو ليجعله عبرة للاخرين.
من أنار عقله بمقدار ما يؤهله الله يبلغ عمق التواضع نفساً وجسداً.
ألنار المشتعلة بالحطب اليابس يصعب اطفائها, وحرارة الله التي تلتهب وتسقط في قلب الزاهد بالعالم لا ينطفئ لهيبها بل تكون اشد اشتعالاً من ألنار.
ألذهن الذي يجد حكمة الروح هو كالانسان الذي يجد مركباً وهو تائه في البحر, ومتى جلس عليه ينتقل به من بحر هذا العالم الى جزيرة الدهر الأتي.
طوبى لمن غرقت تجارته الدنيوية في هذا البحر الكبير ولم تتحطم سفينته فيه بل وصل الى الميناء بسرور وسلام.
السباح يغطس في البحر طالبا الجوهرة, والراهب (المؤمن) الحكيم يسير في الحياة عاريا من كل شئ حتى يجد في داخله الجوهرة يسوع المسيح, وحين يجدها يحتفظ بها دون سواها.
الجوهرة تحفظ في الخزائن, ونعيم الراهب (المؤمن) يصان في السكينة.
الطائر يهرب من كل مكان ويسرع الى عشه ليضغ فيه فراخه, والراهب (المؤمن) المميز يسرع الى قلايته (كنيسته) ليضع فيها ثمار الحياة.
عندما تضرب الحية على جسدها تختبئ رأسها لتحميه, والراهب (المؤمن) الحكيم يحافظ على ايمانه كل حين, فــهو رأس حياته.
الشجرة لا تفرع أغصاناً جديدة الا اذا طرحت عنها الأوراق ألقديمة, والراهب (ألمؤمن) لا يأتي بثمار وأغصان جديدة في المسيح يسوع الا اذا طرح من قلبه ألذكريات الأولى.
ان المجد العالمي صخرة مغمورة بمياه البحر, تبقى محجوبة عن القبطان حتى يصطدم مركبه بها وينكسر ويمتلئ ماء, وكذلك يفعل المجد الفارغ بالأنسان, انه يغرقه ويهلكه.
قال الأباء ان الأهواء التي سبق أن غلبتها النفس وطردتها تعود اليها اذا أصيبت بالمجد ألفارغ.
ضجر قليل يظلل ألنفس, وبزواله يكون فرح عظيم.
اذا عزمت أن تقترب من الله بقلبك أظهر له شوقك بالأتعاب ألجسدية أولاً, لأنها بداية السيرة, ولأن فقدان الحاجات الجسدية يسهٌل على القلب الاقتراب من الله, وذلك بالترويض على الأكل من صنف واحد مع الاستمرار في العمل الذي هو أساس الكمال كما وضعه ألرب.
الاعتدال وحفظ النظام الذاتي ينيران الذهن ويطردان التشويش.
بمقدار ما يتغرب القلب عن العالم ويفترب من حكمة الروح يتقبل الفرح الالهي, ويميز بين حكمة الروح وحكمة العالم, ويرى أنه بالأولى يسود الصمت في النفس ومن ألثانية يفيض نبع التشتت.
عندما تمتلك حكمة الروح تمتلئ بالتواضع واللين والسلام الذي يتملك جميع أفكارك, فتسكن أعضاؤك ويزول اضطراب الفجور منها.
لا تظن أن الإنسان ألمقيٌد بالجسديٌات يمكنه أن يُصلي بدالة أمام الله.
نفس البخيل تخلو من الحكمة, أما نفس ألرحيم فتنال حكمة الروح.
كما أن الزيت يغذٌي نور ألقنديل, فان الرأفة تغذي ألمعرفة في ألنفس.
كلما أنفصل القلب عن الجسد كلما أنفتح أمامه باب ألمعرفة.
عبور ألنفس من عالم الى أخر هو دليل فهمها.
كما أن النفس في طبيعتها هي أسمى من ألجسد, فأن عملها أسمى من عمله.
وكما أن جبلة ألجسد في ألبداية سبقت النفخة, فهكذا عمل ألجسد يسبق عمل النفس.
قوة ألصبر أقوى من المعاني ألمفرحة الحالة في ألقلب.
ألحياة في الله تُخمد الحواس.
اذا صنت لسانك يا أخي, يمنحك الله نعمة تخشع القلب لتشاهد حالة نفسك وتلج الى فرح الروح.