حيث تتغير ألوان البحيرة مع تبدل الفصول والطقس ما بين الأبيض والوردي والأحمر والبنفسجي، وهو ما يعطيها منظرا خلابا فريدا وجاذبا للسياح والزوار، ويثير الاستغراب والدهشة ويدفع للتساؤل عن الأسباب الكامنة وراء تلون البحيرة.
وهو ما دفع بمعلقين للمطالبة بالعمل على تحويل بحيرة رانيا لمعلم سياحي، لا سيما وأنها تقع في منطقة جبلية تتميز بمناخها العليل وطبيعتها الخضراء.
قصة هذه البحيرة المثيرة
يجيب الخبير البيئي العراقي أيمن قدوري، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية":
بحيرة قرة كو هي من أقدم البحيرات في شمال العراق، حيث يتعدى عمرها 5000 عام، وقد تكونت بشكل طبيعي نتيجة الهبوط الأرضي كونها تقع ضمن منطقة نشطة "تكتونيا" وامتلأت بالمياه عن طريق الأمطار كمصدر رئيسي.
لماذا تتغير ألوانها؟
- عند ارتفاع درجة الحرارة يتدرج لون البحيرة من الشفاف إلى الوردي ثم البنفسجي، ويعزى سبب تلونها لوجود نوع من البكتيريا تتلون مع ارتفاع درجة الحرارة تعرف باسم هيلوبكتيريا، التي تعتبر تركيزا ملحيا عاليا في مياه البحيرة.
- إضافة لوجود الطحالب الخضراء دوناليلا سالينا، عند ارتفاع درجة الحرارة يزداد نشاط التبخر من سطح البحيرة وترتفع درجة حرارة المياه، فيزداد التركيز الملحي في البحيرة بفعل وجود هيلوبكتيريا ويصل لمستويات أعلى من ملوحة مياه البحر.
- بتوفر أشعة الشمس أي ظروف اضاءة مناسبة، تبدأ الطحالب في إفراز الصباغ الأحمر بيتا كاروتين، تراكميا كلما ارتفعت درجة الحرارة يرتفع نشاط ذلك التراكم، ليتدرج بذلك اللون من الوردي إلى البنفسجي مرورا باللون الأحمر.
- بالنسبة للرائحة الكريهة التي تنبعث منها والقريبة من رائحة البيض الفاسد، فمرد ذلك تحرر غاز كبريتيد الهيدروجين (H2S) عن طريق نشاط بكتريا هيلوبكتريا كوتيروبروم، التي تعمل على تحرير الغاز من خلال تفسيخ الأجزاء الميتة من الطحالب الخضراء دوناليلا سالينا.