المجلس الشعبي يستقبل الأستاذ سعيد شامايا      جمعية الكتاب المقدس تزور سيادة المطران نيقوديموس داود متي شرف رئيس أساقفة السريان الأرثوذكس في الموصل وكركوك وإقليم كوردستان      اختتام فعاليات المؤتمر الدولي السابع بعنوان: "رعاية الكنيسة للأشخاص المصابين باضطرابات نفسية" في العاصمة الروسية موسكو      غبطة البطريرك يونان يزور إرسالية القديس مار اسحق النينوي السريانية الكاثوليكية في مدينة ستراسبورغ، فرنسا      رئيس الديوان الدكتور رامي جوزيف آغاجان يستقبل السيد ماغنوس الممثل عن السفارة الألمانية      البطريرك ساكو يستقبل السفير الهنغاري لدى العراق      الولايات المتحدة تُدين أحكام إيران بسجن خمسة مسيحيين لعقود، ومنظمات حقوقية تحذّر من تصاعد القمع الديني      كنيسة القديسة في تل تمر تُزيّن شجرة الميلاد برسالة إيمان ورجاء لأبناء الخابور      آيدن معروف: حكومة إقليم كوردستان ملتزمة بدعم جميع المكونات وتعزيز التعايش المشترك      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل سيادة المطران مار رمزي كرمو رئيس اسقفة أبرشية ديار بكر الكلدانية الفخري      هيئة الأوراق المالية العراقية: اكتمال إجراءات تأسيس سوق أربيل للأوراق المالية      الصدر يجمّد قوات «سرايا السلام» في البصرة وواسط      أميركا تدرس خيارات للتعامل مع أسطول الظل الروسي منها ضرب الناقلات      ملايين مقابل آخر سنت أميركي.. عملة منسية تتحول لكنز تاريخي      دراسة تنسف المعتقد الشائع بشأن "تقليل استهلاك الزبدة والجبن"      جوني منصور وجوليوس بالو يقدمان عرضاً استثنائياً في لوس أنجلوس      البابا يحثّ أطفال المدارس على بناء السلام والوحدة في عيد الميلاد      فيفا تعلن فوز نادي زاخو بجائزة فيفا للمشجعين      مالية كوردستان: إرسال قوائم رواتب كانون الأول الى المالية الاتحادية      العراق يبدأ العد التنازلي.. 90 يوماً معقدة لتشكيل السلطات الثلاث
| مشاهدات : 1678 | مشاركات: 0 | 2025-01-20 07:05:05 |

"البتاويين" أغنى واجمل محلات بغداد السكنية..هجرها اليهود والمسيحيين قسرا وآل مصيرها إلى الخراب

صورة لزقاق وبيت في البتاوين. تصوير: معد فياض

 

عشتارتيفي كوم- رووداو/

 

على جهتي شارع السعدون، بجانب الرصافة من بغداد، في الجهة اليسرى من الشارع، المنطقة الممتدة ما بين الباب الشرقي، منطقة الاورفلية، وحتى نصب الجندي المجهول سابقا، او ساحة الفردوس حاليا تقع منطقة البتاويين. اما في الجهة اليمنى من الشارع تمتد ازقة تربط ما بين شارعي السعدون و (ابو نؤاس) الشهير الذي يقع على ضفة نهر دجلة. 

 

كانت هنا تقوم ارقى المحلات السكنية بعمارتها البغدادية الاصيلة، حيث بناها وسكنها كبار العوائل اليهودية وبعض كبار التجار من العوائل المسيحية ، قبل التهجير القسري ليهود العراق منذ عام 1950، عندما اضطرت حكومة نوري السعيد وبضغوط بريطانية، إلى إصدار قانون إسقاط الجنسية عن يهود العراق، والسماح لهم بالهجرة إلى إسرائيل، وامتدت سنوات هجرتهم او تهجيرهم حتى نهاية السيعينيات وهناك عوائل يهودية صمدت حتى التسعينيات. ومن ثم بدأت هجرة غالبية المسيحيين لاسباب امنية التي منذ نهاية التسعينيات وحتى ما بعد 2003، بعد ان تعرضوا للتهديدات والاغتيالات، وسرقة عقاراتهم وتسجيلها زورا باسماء السراق من المتنفذين، قبل ان تتحول الى مناطق مهجورة مفتوحة للمشردين او العوائل الفقيرة، وصارت بؤرة لتوزيع المخدرات ومأوى للخارجين عن القانون.

هذه المنطقة كانت خارج حدود بغداد، ومسجلة بدوائر الطابو باسم بستان (مامو)، وعرفت شعبيا  باسم ر( بستان الخس) .وكان معظم سكان هذا الحي العتيد من اليهود العراقيين، ومن العوائل اليهودية التي كانت تقطن هذا الحي: بيت يوسف أبو سامي (شاموئيل) ، ونسيم حزقيل، وبيت خضوري مئير لاوي، وصالح ساسون، وبيت شاشا وسليم منشي، وكرجي داود، وغيرهم. وكانوا يمارسون طقوسهم الدينية بحرية تامة في معابدهم: كنيس شماش ومسعودة شمطوب اضافة الى مئير طويق القريب من سوق البتاوين. اضافة الى وجود كنيسة الارمن وكنيسة لليعاقبة في شارع تونس القريب من بناية (القصر الابيض).

 

تميزت بيوت البتاويين، معماريا، كونها تنتمي الى الطراز البغدادي، بيت شرقي متطور، مكونة من طابقين يتوسطه فناء مفتوح ( حوش) ترى السماء منه وتحيط به الغرف العديدة وسلم يقودك منه إلى الطابق العلوي، الذي يشبه تصميمه الطابق الأرضي والحوش المرصوص بالطابوق الفرشي او بالكاشي الموزاييك،  وسلم آخر يقودك الى السطح حيث كانت غالبية العوائل البغدادية، وباختلاف مستوياتها الاقتصادية، تنام على السطح صيفا لتنعم بنسيم البساتين التي كانت منتشرة ببغداد، وبالهواء البارد القادم من جهة نهر دجلة..كما يوجد سلم آخر في الطابق الارضي يؤدي إلى ( السرداب ) القبو الذي كان يستخدمونه مخدعا للنوم أيام الصيف القائضة وكانوا يضعون طبقة من العاقول أو الشوك الأخضر المثبت على جريد سعف النخل على الشبابيك التي تكاد تلامس سقف السرداب ويرشها أهل الدار بالماء كلما يبست أو جفت لكي تعطي السرداب هواء باردا .

 

كما كانت تستخدم العواميد (الدنك) التي ترفع البيت وهي مزخرفة في غاية الجمال والروعة لتضفي على البناء رونقا وبهاء ، أما أرضيات الغرف فكان يستخدم لها الكاشي الموزاييك بنقشات وزخرفات متنوعة تعطيها الألوان الجذابة إشراقا وجمالا منقطع النظير.

عُرف شارع السعدون باعتباره واحدا من اجمل شوارع بغداد الحديثة الذي يربط من نهاية  شارع الرشيد في الباب الشرقي حتى الكرادة. وتم تطويره في بداية الثلاثينيات بينما بدأت الابنية تعلو على جانبيه في الاربعينيات من القرن الماضي. وفي بدايته كان من أرقى الشوارع وكانت منطقة البتاويين ومنطقة القصر الأبيض بضمنها بارك السعدون، تعد من أرقى المناطق السكنية في بغداد، في العقود التي تلت وبعد تحوله إلى شارع تجاري رئيسي بدأت العوائل ذات الدخل العالي بالانتقال إلى مناطق أكثر هدوءا.

 

انشأت في شارع السعدون  ارقى صالات السينما الحديثة، مثل (سندباد) و(النجوم) و(أطلس) و(النصر) و(بابل)، وبنيت فيه احدث فنادق بغداد، مثل (فندق بغداد) و(عشتار شيراتون) و(فلسطين ميريديان). كما اشتهر، سابقا، كونه شارع العيادات الطبية والصيدليات، والمطاعم والمقاهي الحديثة.

 

ابنية شارع السعدون اليوم تشكو الاهمال تماما، وحسب موفق العاني الذي يملك عمارة قريبة من نادي العلوية الشهير، فان :" غالبية اصحاب العمارات هم خارج العراق ومنذ سنوات طويلة، الاباء رحلوا وابنائهم ربما لم يشاهدوا او يعرفوا اي شيء عن املاكهم التي يهتم بها ويجمع بدلات ايجاراتها المحامون". منبها الى ان:" على امانة العاصمة ان تصدر تعليمات مشددة بضرورة اعادة صيانة هذه الابنية واعادتها الى رونقها السابق، فقد كنا نسمي شارع السعدون (شانزليزية بغداد)".

 

العاني منشغلا بصيانة بنايته التي ورثها من والده وعاد من لندن من اجل صيانتها. " وربما الاستقرار ببغداد ليس من اجل البناية فحسب وانما لانني احب بغداد فهي مدينة جميلة"، حسب ما يؤكد.

 

ندلف من احد ازقة شارع السعدون باتجاه شارع (ابو نؤاس)، على يسارنا كانت تقع (مقهى المعقدين) وهي مقهى كان يجلس فيه عدد من الشعراء والكتاب من جيل الستينيات والذين احدثوا ثورة في الادب العراقي، ولكثرة نقاشاتهم وقتذاك اطلق على المقهى تسمية (المعقدين).

 

هذه الازقة كانت حافلة بالمقاهي والمطابع ومقرات الصحف والشقق السكنية التي يقيم فيها عادة الكتاب والصحفيين والفنانين، تحولت اليوم الى خرائب..الى اطلال غير صالحة للسكن.

ابنية مشيدة وفق اساليب معمارية كلاسيكية وبغدادية اصيلة اهدمت شناشيلها وتحولت الى مناضر تشبه مشاهد من افلام الحري العالمية الثانية، في حين كان يجب اعادة اعمارها وتحويلها الى مرافق سياحية راقية، وهذا الكلام ينطبق على ابنية البتاويين، لا سيما ان هناك تجارب في بيروت ودمشق لتحويل البيوت التراثية الى مطاعم ومقاهي تجذب السياح لا سيما وانه تم اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لهذا العام 2025.

 

وبهذه المناسبة، بغداد عاصمة السياحة العربية، أوضح المتحدث باسم امانة بغداد،محمد الربيعي، لشبكة رووداو الاعلامية، ان:" امانة بغداد جزء من لجنة بغداد عاصمة السياحة العربية، الى جانب مؤسسة السياحة التابعة لوزارة الثقافة وجهات اخرى، ونحن مسؤولين عن انجاز المشاريع الموكلة لنا، بل اننا قمنا ونقوم بواجباتنا لاظهار عاصمتنا باحسن وأجمل وجه."

 

واضاف" بغداد اسما لعاصمة فيها كم هائل من المعالم التاريخية والثقافية والجداريات والنصب الفنية والمسارح وقاعات العرض التشكيلي والمكتبات والمتاحف، اهمها المتحف العراقي والمتحف البغدادي، وتنافس بهذه الجوانب اكبر المدن في العالم ولهذا تم اختيارها عاصمة للسياحة العربية.

 

 وكشف المتحدث باسم امانة بغداد عن ان:" مدينتنا اليوم تحولت الى ورشة كبيرة لاعادة اعمار المواقع التاريخية والتراثية التي عانت من الخراب لسنوات طويلة، حيث سيتم اعادة اعمار وصيانة جزء من شارع الرشيد، في المنطقة المحصورة ما بين ساحة الميدان وحى شارع المتنبي، تماما مثلما تم اعادة اعمار شارع المتنبي وشارع القشلة او زقاق الحكومة القريب من شارع المتنبي". مشيرا الى انه :" هذه البداية لاعادة اعمار شارع الرشيد، وهو اقدم شوارع العراق".

 











أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5028 ثانية