ما كان يخشاه العالم قد حدث والحرب الوجودية التي بدأتها إسرائيل مع إيران هو إستمرار القدرة الفائقة التي ضربت بها غزة ولبنان ، مستغلة نشوة النصر فأقدمت على ضرب المفاعلات النووية الإيرانية وقتلت أكثر من عشرين من القادة العسكريين الإيرانيين وعلى رأسهم قائد الحرس الثوري ورئيس اركان الجيش الإيراني وبعض الجنرالات وعلماء الذرة ، وهذا يعني أن إيران مخترقة إستخباراتياً .
وهذا الهجوم الغير مسبوق كمحصلة للهجوم الذي قامت به حماس في السابع من أكتوبر 2023 ، والذي ولدّ الهلع والإرباك للإسرائليين ، فكان الهجوم المدمّر لغزة ومقتل عشرات الألاف من الفلسطينيين ، ومن ثمّ مقتل السنوار وإسماعيل هنية وحسن نصرالله وغيرهم .
وخامنئي إستيقظ على صدمة مقتل جنرالاته وعلماء البرنامج النووي الذي كانت إيران تساوم به الدول الأوروبية وأمريكا ، وهذا البرنامج الذي فعّلت إيران زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وإقتربت من صنع القنبلة الذرية حسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
وكانت إسرائيل تقول إنها محمية من الصواريخ البالستية الايرانية لما لها من وسائل حماية عديدة وعلى رأسها القبة الحديدية ، ولكن ظهر هشاشة وسائل الحماية ، فلم تكن كافية لإيقاف كافة الصواريخ فأحدثت دماراً هائلاً في اسرائيل وهلعاً للسكان المختبئين في الملاجىء .
واخيراً ظهر ترامب في خطاب متلفز يشيد بالضربة الأمريكية الناجحة لتدمير ثلاث مواقع نووية إيرانية وأخطرها موقع فوردو المحصّن تحت الأرض ، مهدداً بالمزيد إذا لم تجنح إيران للسلام .
والمحصلة : ما هي خيارات إيران ؟ إنها هددت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في حالة التدخل الأمريكي في الحرب ، وغلق مضيق هرمز ؟ فهل هي قادرة على ذلك ؟ وإذا فعلت فستكون قد دخلت والمنطقة معها في نفق مظلم لا تدرك مدياته وتداعياته عليها وعلى المنطقة ككل ، وستكون العواقب وخيمة ، عسى أن تجنح كافة الأطراف للسلم ، لأن المنطقة تقف على برميل من البارود ، وإذا إختارت المواجهة ، فستكون حرب إستنزاف طويلة الأمد كما حدث بين روسيا وأوكرانيا،وهذا سيلحق الضرر الكبير بالمنطقة والعالم .