سبائك ذهبية - (آيستوك)
عشتارتيفي كوم- العربية نت/
ارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى مستوى قياسي بلغ 3600 دولار، يوم الثلاثاء، مدفوعةً بتوقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر، واستمرار الطلب القوي من البنوك المركزية الأجنبية.
كما ارتفع سعر الذهب للتسليم الفوري إلى أعلى مستوى له على الإطلاق متجاوزاً 3533 دولاراً للأونصة.
تأتي الأرقام القياسية الجديدة للذهب في الوقت الذي تجاوزت فيه حيازات البنوك المركزية عالمياً من المعدن النفيس حيازات سندات الخزانة الأميركية لأول مرة منذ عام 1996، وفقاً لبيانات "بلومبرغ" التي جمعها تافي كوستا، الخبير الاستراتيجي في شركة "كريسكات كابيتال".
وكتب كوستا في منشور على منصة "X": "من المرجح أن تكون هذه بداية واحدة من أهم عمليات إعادة التوازن العالمية التي شهدناها في التاريخ الحديث".
أظهر استطلاع رأي للبنوك المركزية أجراه مجلس الذهب العالمي أن الغالبية العظمى من المشاركين يعتقدون أن احتياطيات الذهب العالمية للبنوك المركزية ستزداد خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
يأتي تحرك الأسعار يوم الثلاثاء قبيل صدور تقرير الوظائف الشهري لهذا الأسبوع. وقد يزيد تقرير عمل أقل من المتوقع من توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر من المتوقع عند اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر. وتضع الأسواق حالياً احتمالاً بنسبة 90% تقريباً لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر.
عادةً ما يُعزز انخفاض أسعار الفائدة أسعار الذهب، إذ يصبح المعدن أكثر جاذبية عندما تنخفض عوائد الأصول ذات الفائدة.
قال الخبير الاستراتيجي في أبحاث "بيبرستون" أحمد عسيري، إن المخاوف بشأن عودة التضخم والاقتناع المتزايد بأن الاحتياطي الفيدرالي سيستأنف قريباً دورة التيسير النقدي قد ساهمت في رفع أسعار الذهب.
وأضاف: "بهذا المعنى، أصبح الذهب مقياساً لقلق السوق وعدم اليقين بشأن التضخم والسياسة النقدية والتوظيف".
ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 36% منذ بداية العام، متفوقةً بشكل كبير على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أو حتى عملة بيتكوين، اللذان ارتفعا بنسبة 8% و19% على التوالي، خلال الفترة نفسها.
ارتفع سعر الذهب بأكثر من 3.5% في أغسطس، مواصلاً سلسلة مكاسبه الشهرية لهذا العام.
بينما أشار جيه سي باريتس، مؤسس موقع "allstarscharts.com"، إلى أنه منذ عام 1968، لم يُغلق سعر الذهب عند مستوى أعلى لثمانية أشهر متتالية، حتى الآن.
وكتب يوم الاثنين: "هذه السلسلة غير مسبوقة، وهي لا تحدث من فراغ، بل هي نتيجة طلب عالمي استثنائي". وأضاف: "من زيادة البنوك المركزية لاحتياطياتها، إلى تحوّط المستثمرين ضد التضخم وانخفاض قيمة العملات، فإن الإقبال على الذهب لم نشهده من قبل".
لا تتوقع وول ستريت أن يتوقف هذا التذبذب الصاعد عند هذا الحد.
يوم الثلاثاء، كرر بنك "يو بي إس" توقعاته بوصول سعر الأونصة إلى 3700 دولار بحلول يونيو 2026، مشيراً إلى أنه لا يمكن استبعاد ارتفاعه إلى 4000 دولار "في ظل سيناريو محفوف بالمخاطر تتدهور فيه الظروف الجيوسياسية أو الاقتصادية".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد محللو "غولدمان ساكس" توقعاتهم بوصول الذهب إلى 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2026، "مدفوعاً بالطلب القوي هيكلياً من البنوك المركزية وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة" بدعم من التيسير من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.