في ذكراه الـ1700… كنيسة المشرق الآشوريّة تستعدّ لإطلاق مؤتمر يحتفي بمَجْمَع نيقيا      وفد مجلس سوريا الديمقراطية يزور مطارنة حولب (حلب)       زاخو تحتضن الأمسية الختامية لمدرسة الآحاد التابعة لطائفة الأرمن      أنطلاق مهرجان عيد الصليب 2025      رئيس الديوان يستقبل مدير عام الدراسات السريانية لبحث سبل تطوير واقع اللغة السريانية      حاكم فرسان القبر المقدس يحذر من التراجع “الحتمي” للمسيحيين في الشرق الأوسط      رئيس الديوان الدكتور رامي جوزيف يستقبل السيد ستيفن نائل دانيال رئيس الطائفة الإنجيلية البروتستانتية الآثورية      حمص: الداخلية السورية تنفي تهجير المسيحيين من القصير      وفد من المركز الأكاديمي الاجتماعي يزور نادي أكاد عنكاوا الرياضي بمناسبة الذكرى الـ33 لتأسيسه      غبطة البطريرك يونان يصل إلى مطار لوس أنجلوس الدولي - كاليفورنيا، الولايات المتّحدة الأميركية      البابا: هجوم إسرائيل على حماس في قطر يشكّل وضعًا خطيرًا للغاية      إنطلاق مشروع لتنقية مياه الصرف الصحي في أربيل وإعادة استخدامها في الزراعة      تراجع المنسوب لأدنى مستوياته.. التلوث وانتشار الطحالب وزهرة النيل يهددان نهر الفرات      بعد هجوم الدوحة.. مخاوف في تركيا من استهداف قادة حماس على أراضيها      أوروبا: 6.6 مليار يورو لشراء أسلحة أمريكية و6 أخرى إضافية لتطوير الطائرات المسيرة لصالح كييف      ترامب: الهجوم الإسرائيلي في قطر كان قرار نتنياهو وليس قراري      بوليفيا تفجر مفاجأة من العيار الثقيل وتقصي البرازيل عن المراكز الأولى      التوحد يراوغ الأطباء.. 9 من كل 10 مرضى بلا تشخيص      تقدم جديد بـ"شرائح ماسك" للدماغ.. تتحكم بالأجهزة عبر التفكير      صحوة هادئة يقودها جيل الشباب: عودة جيل Z إلى الكنائس في بريطانيا
| مشاهدات : 356 | مشاركات: 0 | 2025-09-10 09:06:19 |

ثورة أيلول، ثورة لاتشبه غيرها

صبحي ساله يى

 

 

   بعد ثورة تموز1958 في العراق بأشهُر معدودات، ضاع العراقيون بين الولاءات والانتماءات، وابتلوا بالنزاعات المفتعلة وبإرادات تفتقر إلى الرؤية والكفاءة، وفي مشاهد عبثية، تم حصر القرار السياسي بيد فئة تؤمن بمنطق الغلبة والإقصاء وإحتكار السلطة وتحويل مؤسسات الدولة إلى أجهزة وأدوات هيمنة ووسائل إنتقام ومراكز نفوذ مغلقة. وتراجع لدى الكثيرين معنى الوطنية ومعنى المشاركة في حكومة لاتحترم شعبها.

البارتي ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني)، الذي كان يشارك في العملية السياسية في العراق ويراقب الاوضاع عن كثب، وفي مواجهة هادئة وصريحة واضحة، وبقناعة راسخة رفض السياسات الملتبسة التي كانت تسحق المجتمع، ووقف بحزم ضد محاولات المس بقيم المواطنة الكاملة، ونادى أكثر من مرة للحوار والتفاهم ولوطنٍ يسوده التوافق، ولكن عندما لم يجد الحياة فيمن ناداه. وبفضل الرؤية الاستشرافية القائمة على المقاربات والأسس المتينة للاب الروحي للكورد الخالد مصطفى البارزاني، مشى بثبات في سياساته المنطقية والواقعية وأرسى في جبال كوردستان دعائم ثورة أيلولية تحررية شكلت في رسالتها وثقلها الشعبي والسياسي وفي مضمونها وتوقيتها وسياقاتها، وفي طريقة تعاطيها مع الأزمات التي افتعلتها الحكومة في بغداد، إنعطافة تاريخية أفضت إلى نجاحات على مستويات مختلفة، وتحولت إلى وجهة إستقطاب وملجأ آمن للسياسيين العراقيين.

وفي بغداد، وفي ظل غياب الحلول الواقعية لقضايا العراقيين، سادت حالات الظلم والإستبداد التي تشخصنت في شخصيات إغترت برأيها ورفضت النصيحة وإستبدت بالسلطات وحكمت الناس بهوى المزاج المتقلب، وأثبتت زيف إدعاءاتها، وعطلت الدستور والقانون وسهلت الطريق أمام الإنقلابيين ليحكموا البلاد بمسميات مختلفة لسنوات دموية مثخنة بالدماء والقتل والتفجير وانتشار الجريمة والخطف والاختفاء القسري، والتهجير والنزوح والقتل والتعذيب والسجون السرية والعلنية.

وفي كوردستان، إستمرت الثورة لسنوات ونجحت في كسب الاعترافات المحلية والدولية والإقليمية والإقرار بمصداقيتها وجدية وواقعية مبادراتها، وفي تفكيك الحملات المغرضة التي استهدفتها وإفشال المؤامرات التي تعرضت لها، وقد أدرك المعادون والمؤيدون لها أن خطها الثوري الثابت غير قابل للمساومة أو الابتزاز، وأن العلاقة معها لا تبنى خارج الضوابط والمعايير التي حددها قائدها. لذلك، لجأت كل الحكومات المتعاقبة في بغداد الى التفاوض معها.

وفي آذار 1970 وقعت حكومة البعث إتفاقية مع قيادة ثورة أيلول. وبعد إعلان الإتفاق بدى المشهد السياسي في العراق زاهياً في التصور، ولكن البعث الذي لم يستطع التخلص من أوهامه القديمة، ذهب إلى أوهام جديدة، وعمل بلا كلل (خلال السنوات الاربعة المحددة لتنفيذ الاتفاق) على إحتكار السلطة وتعزيز أطماعه وترسيخ مكانته كلاعب مؤثر يحدد الأجندة العراقية ويضع قواعد اللعبة، وتعمد في خرق مواد ومبادىء إتفاق آذار الذي شكل الأساس السياسي لبناء الثقة بين العراقيين، وحاول اغتيال البارزاني الخالد وزرع الفتن وشراء ذمم ضعاف النفوس وإشغال البارتي بقضايا جانبية.

اليوم وعندما نستذكر تلك الثورة العريقة التي خاضت معارك حقيقية في كل المجالات والميادين، واستطاعت مواجهة المحن والرياح العاصفة وتداعياتها، وسطرت ملاحم خالدة في الذود عن الشعب والأرض، باحتفالات وكلمات وكتابات ورفع أعلام وصور، إنما نتذكر بحنين وجداني كبير وفريد كل الذين ناصروها وشاركوا فيها بإيمان ورصانة واتزان وحزم، ووضعوا ثقتهم فيها، في مرحلة حفلت بمفترقات تاريخية لم تُعرف من قبل ومن بعد، ولنحيي أرواح شهدائنا الكرام.

 ولنقول: ثورة أيلول لاتشبه غيرها ..

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6285 ثانية