بفوزنا نكسر جناح الظالمين
عاش اقليم كوردستان تجربة مليئة بالمآسي والمشاكل مع الانظمة العراقية المتوالية منذ تاسيس الدولة العراقية بالابادة والقتل والتهجير .. وقد استبشر شعب اقليم كوردستان بعد 2003 خيرا بالتغيير الذي حصل للعراق وتبديل نظام الحكم اساسيا ولكن بعد مرور 22 عاما على هذا التغيير لم نلحظ اي تنفيذ حقيقي لمبدأ الشراكة او القبول بالاخر من قبل هذا النظام الجديد وتعرض شعب كوردستان خلاله الى موجات من الهجوم العسكري وقطع الميزانيات ورواتب موظفيه واستصغار لهويته وحصار على مختلف الجوانب لا لشيء فقط كون هويته مخالفة لهوية الغالبية العربية الحاكمة والتي تتبع اجندات خارجية بعيدة عن الولاء للعراق وشعبه.
لقد جاءت ثورة ايلول المباركة عام1961بمنطقة كوردستان بعد الحرب العالمية الأولى وتقسيم الدولة العثمانية، وتقسمت أراضيها ذات الأغلبية الكوردية بين الدول التي تشكلت حديثًا حينها وهي تركيا والعراق، بالإضافة إلى أراضي تحت سيطرة إيران مما جعل الكورد أقلية عرقية كبيرة في كل دولة. وقد تعرضت جميع الحركات الكوردية للقمع من قبل تركيا والعراق خشية من احتمال استقلال كوردستان، ويتضمن التاريخ الحديث للكورد وكوردستان العديد من عمليات الإبادة الجماعية وتواصل الحركات الكوردية للسعي إلى مزيد من الحقوق الثقافية والحكم الذاتي والاستقلال في جميع أنحاء كوردستان ، ولكن مع تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1946 على يد البارزاني الخالد ومعه اؤلائك الرجال البؤساء الذين تمكنوا من توحيد صفوفهم ماضين بالعمل سياسيا تحت راية البارتي الذي استطاع بحنكة قائده ومؤسسه البارزاني الخالد في فترة قصيرة ان يؤسس بداية فكرية تخص الوعي القومي الكوردي واضعا الظلم الذي كان يتعرض له شعبه في جميع انحاء كوردستان امام عينيه ومستندا الى مقررات اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت والغدر الذي كانت تمارسه الحكومات والسلطات في انحاء كوردستان ضد الكورد، ومع العمل الفكري والنضال الدائم وفي 11ايلول 1961 اندلعت اعظم ثورة وطنية في تاريخ كوردستان بقيادة البارزاني الخالد واصبحت نقطة ارتكاز العمل القومي والوطني في كوردستان والعراق وكانت مبادئها الديمقراطية في العراق والحكم الذاتي لكوردستان واستمرت الثورة لعشرة سنين متتالية مع تقلب الانظمة والحكومات في العراق حينها ، لكن الثورة كانت مستمرة كونها لم تكن تبحث عن السلطة والحكم لكنها كانت ثورة شعب ظلمته الحكومات تبحث عن العدالة والمساواة وثورة لمقاومة الظلم والاضطهاد، وكانت في الوقت نفسه ثورة اجتماعية حيث وضعت اللبنات الأولى للتغيير الاجتماعي والتقدم في مجالات الصحة والتربية والعدالة والمحافظة على البيئة، فالى جانب النضال المسلح وحياة البيشمركة، كان الاهتمام كبيرا في العلم والتعليم وفتحت عدة مدارس في القرى والارياف المحررة ...
كانت ثورة أيلول ثورة كل طبقات وفئات الشعب، ولعبت فيها المرأة دورا عظيما كأم وكسند لجبهات القتال حيث قدمت تضحيات جسام لشعبها ووطنها ، فرؤيتنا لثورة ايلول الكبرى بانها كانت مدرسة في النضال تتعلم منها الاجيال القادمة من اجل ارساء الحقوق المشروعة لاي شعب يطالب بان تنصف حقوقه وفق المعايير الانسانية ومبادئ حقوق الانسان.
ونحن نحتفل اليوم بمرور 64عاما على تلك الثورة العظيمة حيث يشهد اقليم كوردستان تقدما وتطورا مستمرا وقد أضحى مثالا للأمان والسلم والبناء، فاننا مازلنا بحاجة الى روح المقاومة والثقة بالنفس ووحدة الصف التي ألهمتنا اياها ثورة أيلول العظيمة لذلك نطلب من شعب كوردستان ان يلتزم كما هو مراعيا القيم العليا لشعبنا وثقافة الأخوة والتعايش السلمي التاريخي بين جميع المكونات القومية والدينية اما الشعب العربي في العراق فعليهم ان يعلموا ويتفهموا جيدا أن شعب كوردستان لم يكن أبدا سببا في زعزعة وحدة العراق والشراكة والعيش المشترك بل أن الأنظمة المستبدة والحكومات العراقية ساهمت في زرع سياسة الإنكار والتي كانت سببا أساسيا في تخريب مبدأ الوحدة والتعايش والشراكة ومازالوا مستمرين بتلك السياسة البائسة وباساليب اخرى. كوننا في كوردستان مازلنا الى اليوم نشعر ومتأكدين باننا نواجه تلك المخططات التي تحاول النيل من ارادتنا وايقاف عجلة تقدمنا واطفاء روحنا التي زرعتها ثورة أيلول في اعماقنا.
وينبغي علينا في كوردستان عشائرا واحزابا .... قوميات ومذاهب التعاون من أجل غد أفضل والحرص على وحدة الصف وهنا يقع الدور الكبير على الشباب والطلبة والمرأة ورجال الدين والجانب التربوي والاعلام وعليهم ان يقرأو تاريخنا وأن يجعلوا روح الصمود والثقة العالية للبيشمركة نبراسا في حياتهم، وأن يتطلعوا بارادة قوية الى مستقبل مشرق، ولا يمنحوا الفرصة للمتربصين بتشويه تأريخنا ، وها هو الامتحان قادم والانتخابات قريبة وقائمتنا رقمها 275 فعلى الكوردستانيين ان يكونوا صفا ويدا واحدا خلف قائدهم سيادة مسعود بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني .ولكم تحية من القلب من الرجل المسيحي الكلداني لؤي فرنسيس
رحم الله شهدائنا في جميع الثورات والانتفاضات وعلى راسهم اب الكورد البارزاني الخالد ومهندس المصالحة الوطنية ادريس الفقيد والعمر المديد لسيادة الرئيس مسعود بارزاني .
ومن الله التوفيق
لؤي فرنسيس