رحلة البطريرك إلى طور عبدين: القيادة، الذاكرة، والهوية في شرق أوسط مضطرب      اليوم الثاني من مهرجان الصليب 2025 – مزار مار إيليا، عنكاوا      «تحدّي القراءة العربيّ»… طفلة سوريّة سريانيّة تطمح إلى تحقيق حلمها في الإمارات      دفاع ترامب عن المسيحية: نافذة تاريخية لمسيحيّي لبنان      رسامة ثلاثة كهنة جدد في ابرشية مار بطرس الكلدانية في اميركا      غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بقداس الأحد الثالث عشر بعد العنصرة في كنيسة قلب يسوع الأقدس في نورث هوليوود – لوس أنجلوس      في ذكراه الـ1700… كنيسة المشرق الآشوريّة تستعدّ لإطلاق مؤتمر يحتفي بمَجْمَع نيقيا      وفد مجلس سوريا الديمقراطية يزور مطارنة حولب (حلب)       زاخو تحتضن الأمسية الختامية لمدرسة الآحاد التابعة لطائفة الأرمن      أنطلاق مهرجان عيد الصليب 2025      زراعة إقليم كوردستان: اكتفاء ذاتي في إنتاج لحوم الدجاج والبيض وتسويق الفائض بالعراق      مجلس النواب الأمريكي يلغي تفويضات الحرب في العراق      ملابسات مقتل حليف ترامب ونتنياهو.. رصاصة في العنق      كأس القارات للأندية.. "الفيفا" يحدد مواعيد وأماكن المباريات      وداعا للمخاوف.. الأطعمة المجمدة أفضل مما تظن      إعادة عزف أقدم أورغن مسيحي في العالم بعد نحو 800 عام من الصمت      البابا لاوُن الرابع عشر في مقابلته العامة مع المؤمنين: لنتعلّم من الرب يسوع صرخة الرجاء      البابا: هجوم إسرائيل على حماس في قطر يشكّل وضعًا خطيرًا للغاية      إنطلاق مشروع لتنقية مياه الصرف الصحي في أربيل وإعادة استخدامها في الزراعة      تراجع المنسوب لأدنى مستوياته.. التلوث وانتشار الطحالب وزهرة النيل يهددان نهر الفرات
| مشاهدات : 662 | مشاركات: 0 | 2025-09-11 12:37:45 |

غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بقداس الأحد الثالث عشر بعد العنصرة في كنيسة قلب يسوع الأقدس في نورث هوليوود – لوس أنجلوس

 

عشتارتيفي كوم- بطريركية السريان الكاثوليك/

 

في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الأحد 7 أيلول 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد الثالث عشر بعد العنصرة، في كنيسة قلب يسوع الأقدس في نورث هوليوود – لوس أنجلوس، بولاية كاليفورنيا – الولايات المتّحدة الأميركية.

عاون غبطتَه صاحبُ السيادة مار برنابا يوسف حبش، والمونسنيور طلعت يازجي، والأب فراس حكّوم، بحضور ومشاركة المونسنيور حبيب مراد. وخدم القداس شمامسة الرعية، وجوق التراتيل، بمشاركة جمع غفير من المؤمنين من أبناء الرعية الذين حضروا بشوق ولهفة لنيل بركة غبطته في هذا الإحتفال الروحي.

بدايةً، استُقبِل غبطتُه من جموع المؤمنين أمام المدخل الخارجي، ودخل إلى الكنيسة يتقدّمه صاحب السيادة والكهنة والشمامسة، على أنغام ترنيمة استقبال رؤساء الأحبار، ليبدأ بالإحتفال بالقداس على مذبح الكنيسة الذي كان غبطته قد أسّسها كأول كاهن لها عام 1993.

وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، استهلّ غبطة أبينا البطريرك كلامه بالتعبير عن "الفرحة الكبيرة التي تملأ قلوبنا أن نكون معكم في هذا الأحد المبارَك، لنقيم القداس الإلهي رفعاً لامتناننا وشكرنا للرب، وطلباً منه كي يتابع حمايته لنا جميعاً، ويملأنا بالنِّعَم والبركات. وكما تعلمون، سيدنا المطران مار برنابا يوسف يحتفل هذا العام بيوبيله الكهنوتي الذهبي، إذ أنّه رُسِمَ كاهناً في قره قوش - العراق قبل خمسين سنة، ومنذ ذلك اليوم لا يزال يسعى في خدمة الرب والكنيسة بكلّ نزاهة، متّكلاً على النعمة الإلهية. وهو يحتفل أيضاً هذه السنة بذكرى مرور 15 سنة على سيامته الأسقفية التي تمّت عام 2010 في قره قوش أيضاً، وتمّ تنصيبه في كاتدرائية سيّدة النجاة في نيوجرسي. باسمكم جميعاً، نجدّد ونكرّر تهانينا لسيادته، تأكيداً على المحبّة التي تربطنا به، وعلى صلواتنا وأدعيتنا كي يبارك الرب خدمته".

ورحّب غبطته بحضور ومشاركة "المونسنيور حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والذي يرافقنا في هذه الزيارة، وبالطبع نحن بضيافة المونسنيور طلعت يازجي كاهن الرعية. ونرحّب بالأب فراس حكّوم كاهن رعية النبك ويبرود في أبرشية حمص وحماة والنبك في سوريا. كما نرحّب بالشمامسة الأحبّاء، ومجلس الرعية، ولجنة السيّدات، وأعضاء جوق التراتيل، والذين يخدمون جميعهم الكنيسة بكلّ تفانٍ. ونرحّب بكم جميعاً، أنتم الذين أتيتم من قريب ومن بعيد".

ونوّه غبطته بأنّنا "منذ 32 سنة، عام 1993، أعطانا الرب النعمة أن نفتتح ونكرّس هذه الكنيسة، كنيسة قلب يسوع الأقدس، البعض منكم يعرفون المسيرة، مسيرة البناء والتأسيس، أكان من الإكليروس أو من المؤمنين النزيهين والشرفاء والهمامين، وبيننا البعض منهم الذين كانوا معنا دائماً، ومنذ ذلك التاريخ، وقد ساعدوني أنا ككاهن، وساعدوا بعدئذٍ أبونا يوسف حبش، وهو اليوم المطران راعي الأبرشية، حتّى تبقى هذه الكنيسة بيت الله للجميع من حيثما أتى أولادنا من الشرق المعذَّب، إذ كانت هذه الكنيسة تستقبلهم وتعطيهم الخدمة الروحية المطلوبة. نشكر الله على هذا كلّه".

ولفت غبطته إلى أنّنا "سمعنا من الرسالة إلى أهل تسالونيكي، حيث يذكّر مار بولس المؤمنين أنّ رسالته لم تكن سهلة، بل كان يلاقي صعوبات كثيرة، وكانت هناك جماعات لا تقبل محبّة الحقّ، بل تريد تطبيق أفكارها ومشاريعها التي لا تتّفق دائماً مع تعاليم الإنجيل والكنيسة. وسمعنا من الإنجيل المقدس بحسب لوقا، ولوقا كان طبيباً من أنطاكية، وقد كتب الإنجيل الثالث وسفر أعمال الرسل، وهو ينبّه إلى أنّه، إذا انقسمت مملكة، فمن الطبيعي أنّ مصيرها هو الهلاك، بمعنى أنّ يسوع يذكّرنا أنّ علينا أن نعيش الوحدة بالمحبّة على اختلاف أفكارنا ومواقفنا وملاحظاتنا وأمورنا وهمومنا. علينا أن نسبّق وحدة الكنيسة حتّى يؤمن العالم بالمسيح، ونعرف أنّه في أنطاكية كان المسيحيون يشهدون للرب يسوع، ليس بأقوالهم، بل بحياتهم الواقعية. كانوا يحبّون بعضهم بعضاً، والناس كانوا يقولون عنهم: أنظروا كيف يحبّون بعضهم بعضاً. لا نحتاج إلى الكثير من الشهادات كي نقنع الآخرين".

وأشار غبطته إلى أنّ "كنيستنا الشرقية ضحّت وعانت كثيراً لقرون وقرون بسبب الظروف التي ألمّت بنا، وبسبب الإضطهاد والضغوطات الكثيرة، واليوم نحن مهدَّدون بعدم الوجود. أنظروا اليوم تركيا التي كانت البلد حيث بشّر الرسل، وفيها عُقِدَت المجامع المسكونية، ونحن نحتفل هذا العام بذكرى مرور 1700 سنة على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول الذي سنّ قانون إيماننا عام 325، حيث اجتمع الآباء الأساقفة وقرّروا مبادئ إيماننا. كم بقي اليوم من المسيحيين في هذه البلاد التي يزيد عدد سكّانها على ثمانين مليوناً، ليس هناك ربّما أكثر من ستّين ألف مسيحي، أي قرابة واحد بالألف. أمّا في الهند مثلاً، والتي سنزورها قريباً، فالمسيحية، والحمد لله، من القرون الأولى بقيت ثابتة، لأنّ الرب سمح أن يعيش المسيحيون هناك في بيئة تتميّز بنوع من الإعتدال والتناغم واحترام باقي الديانات التي كانت معروفة لدى الهندوس في ذلك الزمان".

وذكّر غبطته المؤمنين بأنّ "قداسة البابا لاون الرابع عشر أعلن اليوم قداسة شابّ يبلغ من العمر 15 سنة، هو كارلو أكوتيس، والذي توفّي قبل حوالي 19 سنة، وهو من عائلة إيطالية، وقد اشتُهِرَ هذا الشابّ بمحبّته للرب وتقواه ونشْره الإيمان للشبيبة بما يُسمَّى وسائل التواصل الإجتماعي، حتّى أنّه سُمِّيَ اليوم قديس الإنترنت. هذا الشابّ كان ولا يزال مثالاً للشباب، والحاجة ماسّة في هذه الأيّام إلى أن تهتمّوا بالشباب، نعم، فالعيش والدرس والحضور في المجتمع، كلّها مهمّة جداً، لكن لا تنسوا أنّ الذي يملأ قلب الشابّ والشابّة هو الرب يسوع، فهو يمنحهم الأمل والرجاء، ويعطيهم بنِعَمِه وحنانه أن يتابعوا حياتهم، وألا يستسلموا إلى الشرّ الذي يحيط بهم وحولهم. واليوم تنتشر هذه العقلية، ما يُسمَّى ثقافة الموت، بحجّة العلم والتقنية والذكاء الإصطناعي، فعلينا أن ندرك أنّ الرب يبقى مصدر عزائنا وقوّتنا، مهما بلغْنا من النجاحات في المادّة والعلم والمجتمع، سواء كنّا سياسيين أم لا، علينا أن نتذكّر أنّ المسيحي يستمدّ سعادته وقوّته من الرب وحده".

وخاطب غبطته "شبابنا الأعزّاء، نسألكم أن تعزّزوا التزامكم في رعيتكم وفي روح هذه الرعية، رعية قلب يسوع الأقدس، وهي الكنيسة التي أسّسها آباؤكم وأجدادكم من أجل جمع شمل جماعة المؤمنين، إذ أنّنا جميعاً بشر ومؤقَّتون في وجودنا على هذه الأرض، وسنغادرها عاجلاً أم آجلاً، وعلينا أن نعمل من أجل سعادتنا في الحياة الأبدية. كونوا فخورين بأنّ آباءكم وأجدادكم تعبوا في تأسيس هذه الرعية. لذا نرجوكم وندعوكم أن تحبّوا كنيستكم وتلتزموا فيها، لأنّ كنيستكم تحبّكم وتفتخر بكم".

وختم غبطته موعظته حاثّاً المؤمنين "أن تبقوا على الدوام حول كاهن رعيتكم الذي يخدمكم، المونسنيور طلعت، وحول جميع المعنيين بخدمة الكنيسة، مجلس الرعية، لجنة السيّدات، الأخويات. ويا حبّذا لو يكون هناك اهتمام بشبابنا أكثر فأكثر، صحيح أنّ الأهل منشغلون بأمور الحياة، لكن نستطيع أن نلتقي، إن لم نتمكّن كلّنا يوم الأحد، فبالإمكان ذلك في أحد أيّام الأسبوع، أو مرّة أو مرتين في الشهر مساءً، حيث تجتمع العائلات حول الكاهن، حتّى تعيش دعوتها المسيحية. هذا الأمر مهمّ جداً كي نقدر أن نجابه كلّ صعوبات الحياة وتحدّياتها، لا سيّما تحدّيات الإختلافات التي يتمّ نشرها على وسائل التواصل الإجتماعي، متأكّدين أنّ الرب هو حامي الكنيسة، وأنّ أمّنا مريم العذراء هي شفيعتنا".

وكان سيادة المطران مار برنابا يوسف حبش قد وجّه كلمة من القلب، رحّب فيها بغبطته، فقال: "إنّه لفرح وسرور كبيرين أن أرحّب، وأكثر من أرحّب، لأنّ سيدنا البطريرك هو صاحب البيت. لا أقول أرحّب، بل أشكر صاحب البيت، أبانا الذي عرف أن يعطي أبناءه العطايا الحسنة، كما سمعنا من الإنجيل. إذا تكلَّمنا عن سيدنا صاحب الغبطة وأردنا أن نشكره، أقول بضمير صالح أمام الله الحقيقةَ في هذا الشخص الذي وهبه الله لكنيستنا السريانية كأب ورئيس وراعٍ".

وتابع سيادته: "نأتي إلى وجود السريان الكاثوليك في بلاد الإنتشار، وخصوصاً في الولايات المتّحدة الأميركية وكندا. فقد حضر السريان الكاثوليك، إكليروساً وشعباً، إلى هذه البلاد المبارَكة قبل أن يأتي سيدنا البطريرك، "أبونا جوزف يونان"، وكان لهم اشتياق ورغبة في أن يكون لهم وجود ملحوظ ورصين وقانوني، إنّما هذه الإشتياقات والرغبات الشريفة وجدت مآلها في قدوم أبونا جوزف يونان صاحب الغيرة، غيرة متّقدة، وجسّد هذه الإشتياقات والرغبات بمعونة الله ومساعدة سيّدة النجاة التي اختارها أن تكون أمّاً له وأمّاً للسريان الكاثوليك في هذه البلاد المبارَكة، واحتمى بظلّها. فكانت رعية سيّدة النجاة في نيوجرسي البذرة الصغيرة، خدمها بدم قلبه وغيرته الرسولية وتفانيه".

وأردف سيادته: "ستقولون لي: إنّك تمدح كثيراً يا سيدنا، ويحقّ لي أن أمدح، ويُفرِحُني أن أمدح، لأنّ هذا الرجل خدمنا وخدم الكنيسة وخدم أشواق الذين سبقوه ورغباتهم، وأنعش طموحات الذين معه والذين يأتون من بعدنا. فكيف لا أشكر أبونا ثمّ سيدنا جوزف يونان، من اللبنة الأولى في سيّدة النجاة في نيوجرسي، إلى كنيسة قلب يسوع الأقدس المبارَكة التي نحتمي ونفرح تحت سقفها. لن أطيل فأسرد قصص الغيرة الرسولية وأعدّد الإنجازات، ومن طبيعة سيدنا البطريرك، وأنا أعرفه منذ سنة 1972، فهو ينزعج من شخصٍ يمدحه، وينزعج منّي أنا حين أمدحه، ولا سيّما في منبر كهذا، لكنّ الحقّ يجب أن يقال".

وختم سيادته كلمته بالقول: "سيدنا صاحب الغبطة، أختصر كلامي: باسمي وباسم إخوتي الكهنة والشمامسة وأبنائي الحاضرين جميعاً، شكراً لحضوركم وبركتكم، أدامكم الرب، بارخمور سيدنا".

وقبل نهاية القداس، توجّه المونسنيور طلعت يازجي بكلمة شكر "إلى صاحب الغبطة، باسمكم جميعاً، على حضوره ومجيئه إلى بيته وكنيسته وبين أهله، أهلاً وسهلاً بكم سيدنا، تُفرِحوننا دائماً بزيارتكم، ونقول مع الكتاب المقدس: مباركٌ الآتي باسم الرب. أدامكم الرب يا سيدنا صاحب الغبطة، وقوّاكم، ومتَّعكم بالصحّة والعافية، فأنتم القدوة لنا جميعاً كي نسير بحسب تعاليم ربنا يسوع المسيح".

وهنّأ "سيادةَ راعي الأبرشية بيوبيله المبارك الكهنوتي الذهبي والذكرى السنوية الخامسة عشرة لسيامته الأسقفية، أحرّ التهاني لكم باسم الجميع. منحكم الرب الصحّة والعافية لخير هذه الأبرشية"، شاكراً حضور ومشاركة الآباء الكهنة وجميع الحاضرين، وضارعاً إلى الله أن يقوّيهم ويبارك حياتهم.

وبعدما منح غبطته البركة الختامية، انتقل إلى قاعة الكنيسة حيث استقبل المؤمنين الذين نالوا بركته الأبوية وتبادلوا معه الأحاديث الطيّبة في جوّ عائلي من الفرح الروحي بلقاء الأبناء مع أبيهم الروحي ومؤسّس رعيتهم.

 






















أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6144 ثانية