عشتارتيفي كوم- سيرياك برس/
قلث، طورعبدين ─ شوق أبناء شعبنا وتوقه للعودة لأرض الأجداد بيث نهرين أخذ منحىً تصاعدياً في الآونة الأخيرة، فبين الحين والآخر، تتجه أنظار أحفاد هذا الشعب العريق في المهجر نحو قرية من قرى طورعبدين، كانت قد هُجِرَت من أبنائها، وتعرضت منازلها وأماكنها المقدسة من أديرة وكنائس للانهيار والتهالك.
قرية قلّث التابعة لقضاء “سافور” في مردة (ماردين)، كانت وجهة أحفاد شعبنا هذه المرة، لإعادة الروح السريانية لها ولجدرانها وكنائسها المقدسة، إذ توجه نحو 300 شخص من سكان القرية المهاجرين نحو القرية خلال عيد شفيع القرية، مار ديمط، وتجولوا في أرجاء الكنيسة.
وخلال زيارتهم، نُظِم لقاء مع مسؤولي البلدية، ونوقشت سبل فتح باب زيارة القرية أمام السياح وسكانها الأصليين، وسبل الحفاظ على وجودهم وتراثهم وثقافتهم في قلث، وسبل دعم السكان وتمكينهم من إقامة مشاريع واستثمارات في القرية والبدء بأعمال الترميم، وخاصةً أن القرية تُعتبر القرية الوحيدة التي كانت تضم سكاناً من المحلمية الذين ظلوا مسيحيين ولم يعتنقوا الإسلام.
أكد محافظ مقاطعة سافور، أنيس أميرجان بويوران، خلال كلمة ألقاها أمام الزوار من دول المهجر، على أهمية حماية هوية القرية وثقافتها وتقاليدها، مشددًا على أهمية دعم المواطنين في الجهود المبذولة لجعل قلث وجهة سياحية جذابة.
ويشارُ إلى أن العدد الأكبر من سكان القرية يتكلمون باللغة العربية، ويقطنون مدينة مارستا في السويد، وغالبيتهم أصحاب أعمال ومشاريع تجارية كبيرة. وخلال الهجوم على القرية من قبل الفرق الحميدية الكوردية عام 1895، ارتُكِبَت مجزرة بحق أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، قبل تعرضهم لمجزرة السيفو 1915.