قداسة البابا لاون الرابع عشر يستقبل قداسةُ البطريرك مار آوا الثالث رسميّاً في القصر الرسولي بالفاتيكان      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سعادة القائم بأعمال السفارة اللبنانية في سورية في زيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهامه      استشهاد معلمة ثانية في حموث (حمص) وشاب سرياني في لبنان      البطريرك ساكو يشارك في مؤتمر عن السلام بروما      حزب الاتحاد السرياني: "جريمة شاتيلا لا تمرّ... كفى تسويات على حساب الدم اللبناني"      التعايش المشترك في أربيل.. ثروة للأجيال القادمة      البابا للسفير البابوي الجديد في العراق: احفظ براعم الرجاء والسلام!      ‏‎قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يحتفل بالذبيحة الإلهية بمناسبة الأحد الرابع للصليب المقدس والسابع منّ ايليا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس الأحد السادس بعد عيد الصليب والأخير من السنة الكنسية الطقسية      البطريرك ساكو يشارك في مراسيم الرسامة الأسقفية للسفير البابوي الجديد للعراق      بدء المرحلة الثالثة من توزيع الأراضي على الموظفين      مفوضية الانتخابات تستبعد وتغرم مرشحين وسط اشتداد بيع وشراء الأصوات بمحافظات عراقية      إيران على شفا فقر مائي دائم و21 محافظة في حال جفاف تام      الاتحاد الإسباني يكشف موقفه من واقعة كارفاخال ويامال      العلاج بالخوف: هل مشاهدة أفلام الرعب تخفف الإحساس بالقلق والتوتر؟      العين تتحدث قبل القلب.. اكتشاف مذهل في الطب الوقائي      البابا يوقّع رسالة رسوليّة في الذكرى الستين لبيان التربية المسيحية      أربيل تطلق مشروعاً استراتيجياً لتدوير مياه الصرف الصحي بطاقة 840 ألف متر مكعب يومياً      العراق يحقق عائدات نفطية تفوق 48 مليار دولار في 9 أشهر ويتفاوض مع اوبك      الشرطة الألمانية: عقوبات مشددة لمهربي البشر
| مشاهدات : 663 | مشاركات: 0 | 2025-10-25 10:15:12 |

سْر الله الآب

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

في أسفار العهد الجديد غالباً ما يدور الحديث عن يسوع المسيح، ومن بعد صعدوه إلى السماء يكثر الكلام عن الروح القدس. اما عن الله الآب فقليلة هي المساحة المخصصة له ، لهذا لا نعرف عنه كثيراً. شعر الرسول فيلبس بهذه الحقيقة فطلب من يسوع وقال: إرنا الآب وحسبنا. " يو 8:14". ويسوع قال عن حقيقة سر معرفة الإنسان للآب، فقال: لا أحد يعرف الآب ... . " مت 27:11". وحتى في صلاة قانون الإيمان النيقي الذي يبدأ بالتحدث عن الله الآب أولاً فالكلام عنه قليلاً قياساً بما كتب عن الإبن. فهل نستطيع البحث عن أسرار الله الآب لكي نكتب عنه الكثيرعلماً بأنهُ من الآب يستمد إسم كل أبوة في السماء وعلى الأرض، وأمامه تجثو ركبنا ( طالع أف 14:3). لا نستطيع أن نتحدث عنهُ كثيراً إلا المُعلَن لنا عن طريق يسوع الذي لهُ الآب، ولا أحد رأى الآب إلا الإبن، لهذا عندما كان يتحدث يسوع عنه، كانت تنفتح عيون تلاميذه واسعةً، وكل هدف يسوع في رسالته للعالم هو أن يعرفوا الآب، لهذا عندما تحدث مع الآب في ختام كرازته، قال له:

لقد عرفتهم إسمك وسأعرفهم فتكون فيهم المحبة التي بها أحببتني. " يو26:17". كما قال: يجب أن يعرف العالم إني أحب الآب . قال ذلك وهو ماضي إلى الآلام، ثم أضاف قائلاً : قوموا لننطلق من ههنا!. " يو 31:41".

  كيف نحاول الدخول في كلام عن الآب معتمدين على الأضواء التي سلطت عليه في أسفار العهد الجديد؟

  لنبحث أولاً عن محبة الله الآب لنا. يقول الكتاب: أنه ما زلنا خطأة ، أن الله لم يضن بإبنه، بل أسلمهُ إلى الموت من أجلنا جميعاً. " رو 32:8". فالله إذاً أظهر محبتهِ لنا إذ سلّمَ إلى الموت إبنهِ الوحيد. فالمسيح مات لا ليظهر محبة الآب لنا فحسب، بل أظهر قساوة الآب أيضاً، كما أظهر عدلهِ الإلهي الذي لا يلتوي.

   حقاً أن معرفة الآب قد حُجِبَت عنا، وقد أقر يسوع بهذه الحقيقة بأسى، قائلاً للآب. أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ... ." يو 27:17 ".

  الآب دفع يسوع إلى الموت بسبب محبته لبني البشر، فكان على يسوع أن يحتمل المخطط الإلهي، فصراخه في ليلة الآلام الموجه إلى الآب لكي يبعد عنه كأس الغضب، الآب لم يرد عليه، بل كان على يسوع أن يحتمل غضب أبيه وعدله. كان في تلك الساعة يتألم، ويعرق دماً، وأبوه لا يهدأ. في تلك الساعة الآب أظهر لابنهِ وجهاً مليئاً بعدالةٍ غاضبة وهو ينظر إليه بنظرة عطشٍ إلى الانتقام. ومجمل هذه التضحية حقيقتها نابعة من وحدة الإرادة الإلهية بين الأقانيم الثلاثة. فما إرادة الآب، الإبن أيضاً إرادة، وبحسب إرادته تقدم طوعاً ليصبح الضحية. وبما أن الآب في الإبن، والعكس صحيح، لهذا لم تكن قساوة الآب تلك ضد ابنهِ فقط، بل ضد ذاته أيضاً من أجل خلاص الإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله من العدم.

   إذاً الأقانيم الإلهية الثلاثة تألمت معاً من أجل الإنسان. وحتى في اسفار العهد القديم نجد أن الله قد ( حزن في البرية ) " مز 41:78". فالله في كل تلك الأسفار كان يتشكى بحزن، فكان يعبّر عن موقفه بصرخة قائلاً:

 يا شعبي، يا شعبي! يا شعبي، ماذا صنعت لك؟ وبما أتعبتك؟ إجبني. " مي 3:6". والسبب العميق لهذا التشكي هو محبته الصادقة التي أُهينت من قبل شعبه وبإستمرار، لهذا قال:

 إني ربيت بنين وكبرتهم، لكنهم تمردوا عليَ. " أش 2:1".

   الله لم يحزن لأجل ذاتهِ، بل لأجل الإنسان الذي يهلك، فحزنهِ كان بدافع محبتهِ لهذا لم يشأ أن يهجر شعبه أو يفنيهم، إنما كان يؤدبهم ليعودوا إليه، لهذا قال لهم : كيف أهجرك يا أفرائيم؟ وكيف يسلمك يا إسرائيل؟ ... قد إنقلب في فؤادي وإصطدمت أحشائي. لا أطلق جدة غضبي. " هو11: 8-9". غاية الله الآب من عقاب الإنسان هي لكي يعيده إليه ويطهره من آثامهِ.

   عندما نريد البحث في موضوع من هو الله الآب. فالآب تحدثت عنه أسفار العهد القديم كثيراً. عكس ما تحدثت عن إبنه، والعكس صحيح في أسفار العهد الجديد التي تتحدث عن يسوع منذ تجسده إلى عودته إلى عرشه السماوي . وبعد ذلك يبدأ الحديث عن الإقنوم الثالث الذي حل في الكنيسة ودخل في كل أسرارها. فعلينا إذاً أن نركز في بحثنا على كل الأسفار لنكتشف حقيقة وجود الآب والإبن والروح القدس.

ولإلهنا المثلث الأقانيم المجد دائماً.

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.7294 ثانية