

قال الرب يسوع لتلاميذه ( إقبلوا الروح القدس . من غفرتم خطاياهم غُفِرَت لَهم . ومن إمسكتم خطاياهم ، أُمسِكَت ! ) " يو 23:20 " .
التوبة والإعتراف شرطان متلازمان يجب على الخاطىء أن يعرف أهميتهما جيداً لأجل مغفرة خطاياه ، فإذا تاب في قلبه ولم يعترف ، فتوبته ناقصة والعكس صحيح ، وهذا الطلب ساري منذ العهد القديم وفي العهد الجديد أيضاً . الإعتراف إذاً يرتبط بالتوبة ، والتوبة أولاً ، لأن الإعتراف ليس مجرد كشف الأخطاء ، إنما ينبغي أن يحمل الندم والعزيمة على التوبة الصادقة . فشاول الملك قال للكاهن صموئيل معترفاً ( أخطأت إلى الله ) لكنه لم يتب . ويهودا الإسخريوطي في العهد الجديد إعترف بلسانه بخطيئته ، فقال ( أسلمت دماً بريئاً ) لكنه لم يتب كما تاب بطرس بالبكاء والإنفعال الذي لا يشبه إنفعال يهودا .
الإعتراف في العهد القديم
كان الإعتراف بالخطايا عند الكاهن ، فكان المعترف يأتي بذبيحة حيوانية بريئة يضع يده على رأسها ، ثم يعترف بخطاياه أمام الكاهن فتنتقل خطاياه إلى الحيوان ، وبعد ذلك يذبح ليصبح قرباناً يقدم إلى الله ، لأن إجرة الخطيئة هي الموت " رو 23:6 " ، فلا بد من سفك الدم . لكي تغطي تلك الخطية إلى حين ، لكن لن تغفر إلا بدم المسيح .
كان هرون رئيس الكهنة يضع يديه على رأس التيس ويقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل ، وبكل سيئاتهم ، ويجعلها على رأس التيس ، وبعد ذلك يطلق التيس في البرية لحمل الذنوب إلى أرض مقفرة .
أبرز الإعترافات المقبولة والمرفوضة في العهد القديم
1-إعتراف عاخان بن كرمي من سبط يهودا بخطيئته . سرق عاخان رداءً شنغانياً نفيساً ، و ( 2.5 ) كغم من الفضة . و ( 600 ) غم من الذهب . إعترف أمام يشوع بن نون ، فقال ( حقاً إني قد أخطأت إلى الرب إله إسرائيل ) لكن الله لم يغفر له ، بل أمر يشوع بأن يرجم بالحجارة ، لأن الله هو الذي أمر يشوع بوجود خاطىء بين الشعب . فكان على يشوع إكتشافه وتصفيته .
2- إعتراف هرون ومريم النبية لدى موسى الذي كان يعتبر أعظم من أخيه هرون الكاهن . ( عد 11:12 " .
3-إعتراف شاول الملك أمام صموئيل طالباً منه الحل ، لكن صموئيل لم يعطيه الحل ، بل إستدار ليمشي ، فتشبث شاول بهدب جبته فتمزق ، فقال له صموئيل ( يمزق الرب مملكة إسرائيل منك ويهبها لمن هو خير منك . " إي لداود " .
4- إعتراف الملك والنبيي داود إلى الرب بعد توبته ، فكان كل ليلة يبلل فراشه بدموع الندم . وبعد ذلك إعترف أمام الكاهن والنبي ناثان ، فكان جواب الرب على لسان الكاهن لداود ( الرب أيضاً قد نقل عنك خطيئتك لا تموت ) " 2 صم 12: 13 و 15 ) .
5- الإعترافات عند يوحنا المعمدان : كانت الجموع تأتي وتعترف بخطاياه أمام النبي يوحنا ، وبعد ذلك ينالون معمودية التوبة . بينما معمودية المسيحية ننال منها المغفرة عن كل الخطايا التي نعترف بها .
تأسيس سرّ الإعتراف في العهد الجديد
الرب يسوع هو الذي أسس سر التوبة والإعتراف منذ أن كان على الأرض وبعد موته وقيامته أيضاً . وبحسب المراحل التالية :
1- قال الرب يسوع لبطرس ( أنت الصخر وعلى الصخر أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطهُ على الأرض يكون مربوطاً في السموات . وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السماوات ) " مت 19:16 " .
2- كرر الرب الوعد للتلاميذ قائلاً ( الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء ، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء ) " مت 18:18 " .
3- أسس الرب هذا السرّ بعد قيامته من بين الأموات عندما إلتقى مع التلاميذ العشرة في العلية بغياب توما ، فقال لهم ( إقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ، ومن امسكتم خطاياه أُمسِكَتْ ) " يو 20: 21-213 " .
4- يؤكد القديس يعقوب الرسول على ضرورة إعتراف المريض للكاهن قبل أن يصلّي له ويمسحهُ بالزيت . وإذا كان قد إقترف بعض الخطايا غفرت له ( يع 5: 14-15 " .
5- وصية يعقوب الرسول ( إعترفوا بعضكم لبعض بالزلات ) " يع 16:5 " . هذا النوع من الإعتراف يقصد به المصالحة ، وكما قال الرب يسوع ( إن تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك فإترك قربانك على المذبح وإذهب أولاً وصالح أخيك .. ) " مت 23:5 " .