قداسة البطريرك مار افرام الثاني والوفد الهنغاري يتفقدون أعمال بناء المدرسة السورية الهنغارية الخاصة في باب شرقي      الكاردينال بارولين… زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى تركيا ولبنان رسالة رجاء في زمن مضطرب      البطريرك ساكو يصل اسطنبول للمشاركة في استقبال البابا لاون الرابع عشر      الاتحاد السرياني زار نقيب المحامين في بيروت مهنئا      غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يصل إلى مطار اسطنبول الدولي للمشاركة في زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى تركيا      البابا لاون: في نيقية رسالة وحدة للمسيحيين وفي لبنان رسالة سلام      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يلتقي معالي الوزير تريستان آزبي ووفد هنغاري      مسيحيون في جنوب لبنان يأملون أن تمنحهم زيارة البابا لاون السلام وقوة الصمود‭ ‬      قداسة البطريرك مار أفرام الثاني يستقبل وزير الهجرة السويدي و وزير التعاون التنموي الدولي والتجارة الخارجية في السويد      المنظمة الآثورية الديمقراطية تشارك في جلسة حوارية حول السلم الأهلي في سوريا      نمو سكان العالم 700%… فلماذا يتراجع في بعض الدول؟      وزير كهرباء كوردستان يحدد شرط عودة التيار خلال 48 ساعة ويتحدى مهاجمي "كورمور": مشروع "روناكي" لن يتوقف      FBI يحقق في دوافع مسلح أفغاني أطلق النار على جنديين من الحرس الوطني قرب البيت الأبيض      بابا الفاتيكان يصل تركيا في أول رحلة خارجية له      مسرور بارزاني والسوداني يدعوان إلى تشكيل لجنة والقبض على مهاجمي كورمور في أقرب وقت      أحدهما يعالج الآخر.. دراسة تربط النوم بطنين الأذن      رباعية من أيندهوفن في ملعب أنفيلد تعمق معاناة ليفربول      البابا لاوُن الرابع عشر يصلّي من أجل المسيحيين الذين يعيشون في مناطق الحرب والصراع      القنصلية الأميركية في أربيل تؤكد استمرار الحوار مع قيادات الإقليم وتعزيز الشراكة مع العراق      تطهير 4500 كيلومتر في العراق من الألغام والمخلفات الحربية
| مشاهدات : 442 | مشاركات: 0 | 2025-11-25 07:19:55 |

*حروف الغيرة*

شوقي العيسى

 

 

في قريةٍ وادعةٍ بين التلال، كان يقطن شابان أدبيان، “سليم” و”نديم”. نشآ على حب الكتب، وتعلّما من الحروف ما لم يتعلمه غيرهم من أبناء القرية. لم يكونا فقط يكتبان الشعر والنثر، بل كانا يزرعان في قلوب الناس الحكمة، ويوقظان فيهم الرغبة في التعلم والتغيير.

رأى سليم أن الجهل عدوُّ الإنسان، فأقام مجلسًا أسبوعيًّا يقرأ فيه للناس كتبًا عن الحياة والدين والعمل. أما نديم، فكان يعلّم الأطفال الكتابة والخط ويحثهم على التفكير، لا الحفظ فقط. شيئًا فشيئًا بدأت ملامح القرية تتغير: ارتفعت الهمم، خفتت النزاعات، وأصبح للعلم مكان في البيوت.

لكن كما أن النور يُظهر الظلال، فقد بدأت الغيرة تنمو في قلوب البعض. تساءل بعضهم في سرّه:

– “من نصب هذين علينا معلمين؟ ولماذا يُذكر اسمهما في كل مجلس؟”

وبدأت المؤامرات تحاك ضدهم، واصبح في القرية مجالس اخرى مبنية على ولائِم لشراء ذمم الفقراء.

وانتشرت الألسن كالريح، تشكك في نوايا سليم ونديم.

قال أحدهم:

– “هما لا يفعلان هذا لله، إنما ليُقال عنهما مثقفين!”

وقال آخر:

– “إنهم يزرعون الكبرياء في أولادنا!”

وقال "آخر إنهم ملحدون!" واجمعت القرية "لماذا هؤلاء مثقفين ونحن لا"

حينها

وصلت الهمسات إلى سليم ونديم. لم يغضبا، لكن الألم كان صامتًا في قلوبهم. جلسا تحت شجرة التين التي اعتادا القراءة تحتها، وقال سليم:

– “يا نديم، هل خسرنا قلوب الناس حين أردنا نفعهم؟”

فأجابه نديم مبتسمًا، رغم حزنه:

– “ربما، لكننا لم نخسر قلوبنا. والغرس لا يُلام إن أثمر.”

وفي اليوم التالي، قرر الاثنان أن يتواريا قليلًا. لم يظهر مجلس سليم، وغاب صوت نديم من الصفوف. بعد أيام، بدأ الناس يشعرون بفراغٍ غريب. الأطفال يسألون عن دروس الخط، والشيوخ يفتقدون صوت الحكمة في المجالس.

عادت القرية مفعمة بالجهل والصراعات والقيل والقال.

حين أدرك الناس قيمة ما كانوا يملكونه، اجتمعوا تحت شجرة التين، وكتبوا رسالة اعتذار بخط طفلٍ من تلاميذ نديم، وجعلوها قصيدة كتبها سليم ذات يوم:

“نُجفِي الجَمالَ، ثمّ نَبكي فِقْدَهُ

ونَلومُ زهرَ الروضِ إنْ لم يَثمرِ”

عاد سليم ونديم بعد ذلك، لكن هذه المرة، لم يكن العلم وحده في قلوب الناس… بل التقدير أيضًا.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6239 ثانية