البنت المتحررة : قد يختلف مفهوم التحرر من شخص لإخر ، فعند البعض ، هو التحرر من المفاهيم والعادات القديمة البالية ، شرط الإلتزام بالأخلاق والآداب والسلوك الحسن ، والبعض يعتبر التحرر هو ما تقوم به البنت من مظاهر عدم الحشمة ، وإغراء الشباب بمفاتنها واللجوء إلى التبرج وإظهار تقاسيم الجسد ، ظناً منها إن فرصتها بالزواج تكون أكبر من الفتاة الملتزمة ، فهي لا تمانع بالإختلاط بالسفر مع زميلاتها وإرتياد المطاعم والكافتريات والكازينوهات ، وحضور الندوات والنشاطات الإجتماعية ، وتعتبرها أمور
عادية ، تزيد من ثقافة الفرد وتصقل شخصيته .
أما البنت الملتزمة ( المحجبة مثلا ً) أو التي تلبس الملابس المحتشمة ، والتي تأبى إرتياد الأمكنة العامة بمفردها أو مع زميلاتها ، إلا بوجود أحد أفراد عائلتها ، فقد يعتبرها الشاب بالبنت المعقدة ، قليلة الخبرة الحياتية ، فالإختلاط بالنسبة للبعض يعتبر ثقافة وقوة الشخصية ، سيما وإن هناك نساء تسلقّنّ سلم الرقي وأصبحن رائدات في التخصصات العلمية والبحوث الإجتماعية .
ونظرة الشاب إلى البنت المحتشمة الملتزمة إو البنت المتحررة ، ترتبط بتربيته البيتية والمفاهيم الإجتماعية والدينية ، فقد يلجأ الشاب أو البنت إلى علاقات خارج إطار الزواج، ولكن عند إختيار الزوجة فيختار الملتزمة لتكون شريكة حياته ، لإعتقاده بأن من لها علاقات ونزوات قبل الزواج ، قد تكررها بعد الزواج ، وهذه ليست قاعدة ، ولكل قاعدة شواذ كما يقال ، فهناك بنات محتشمات وملتزمات ، ولكن تتغير الأمور بعد الزواج إلى التبرج وعدم الحشمة وإلى أمور تخدش الحياء ، وهناك بنات متحررات ، ولكن بعد الزواج تتغير الأمور، فتنقلب إلى إمرأة ملتزمة دينياً وإجتماعياً وإخلاقيا ً ، وتكون قدوة في رعاية أطفالها وتربيتهم التربية الصالحة ، في كل ما يحسن في عيني الله من مكارم الأخلاق ، وتقدم لمجتمعها وللإنسانية الخدمات الجليلة والفضائل الكثيرة .
وخلاصة القول ، فإن نظرة الشباب قد تختلف كما أسلفنا ، وكذلك أفكار البنات عند المفاضلة ، وهناك التأثير العائلي والمدرسة والمحيط ، وكذلك المجتمع ، ففي الدول المتقدمة ( دول العالم الأول ) ، تختلف المفاهيم عما هو في دول العالم الثالث ، فعندما تلبس البنت الشورت أو التنورة القصيرة ( وتعتبر أمور عادية في الدول المتقدمة) وخاصة في أيام الصيف ، قد لا تستطيع البنت في بلدان العالم الثالث أن تفعل ذلك .
والخلاصة : فالمهم هو جوهر الإنسان من الداخل ، وليس المظهر المعول عليه بنظر بعض الشباب وبعض المجتمعات ، وبين هذا وذاك قد تختلف الأراء وتتباين وجهات النظر ويبقى الفكر والسلوك الحسن الذي يرضي الله والضمير هو الأبقى والأصلح .
منصور سناطي