يشهد القرن الواحد والعشرين هجرة كبيرة غير شرعية قادمة من بلدان عديدة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومن بعض الدول امريكا اللاتينية، في ظاهرة لافتة وبأعداد كبيرة جدا تهدد البلدان المستقبلة بأمنها وأستقرارها،والأمثلة كثيرة على تدفق اللاجئين من الدول التي شهدت حروب مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن ومن شمال افريقيا، وكذلك المهاجرين من كواتيمالا وفنزويلا عبر المكسيك الى الولايات المتحدة الأمريكية. والسؤال المطروح لماذا يتركون الناس اوطانهم الأصلية والمغامرة بمخاطر البحار؟ بالأضافة الى المعانات الكبيرة التي يعانيها المهاجرون خلال هجرتهم نحو المجهول.
لقد استقبلت اوروبا اعدادا هائلة من المهاجرين الذين هربوا من الحروب في الشرق الأوسط، وكذلك الدول المجاورة للدول التي شهدت حروب على داعش وحروب اهلية، وقد فقد الألاف حياتهم غرقا في البحر المتوسط خلال رحلتهم الى اوروبا.ان مسؤولية الهجرة الغير شرعية تتحملها حكومات المهاجرين التي تسرق اموال شعوبها وتترك الشعب يعاني من الفقر والجهل والأهمال وكذلك بسبب الحروب المتكررة في تلك البلدان بالأضافة الى سياسة التفرقة وغياب القانون والعدالة ،وأيضا وجود فارق كبير في الحياة المعيشية في اوطانهم الأصلية ، بعد ان تعرفوا عليه من خلال الأعلام المرئي والمسموع ومن وسائل التواصل الأجتماعي التي تبين مدى الفرق بين انظمة بلدانهم مع انظمة الدول المتحضرة من حيث توفرالضمان الصحي والأجتماعي بالأضافة الى الحريات المتاحة للجميع دون تفرقة فالجميع متساون امام القانون وفي الحقوق والواجبات.
ان محاسبة تلك الأنظمة وتغيرها يتطلب ثورة تلك الشعوب ومساندة من المجتمع الدولي لكي تغير هذا الواقع المأساوي الذي تعيشه الكثير من الشعوب المغلوب على امرها. ومن الملاحظ ان اغلب المهاجرين هاجروا لتحسين وضعهم الأقتصادي والبحث عن الأمان بسبب فقدان الأمن والأمان في بلدانها الأصلية،على الرغم من وجود موارد كبيرة في بلدانهم ولكن تلك الموارد تستولي عليها الحكومات وتنفقها على المقربين وعلى الأجهزة الأمنية لحماية عروشها من السقوط،ان الدول المستقبلة استقبلت اعداد كبيرة جدا من المهاجرين مشكورة ولكن بعد انتشار الأرهاب في العالم اصبحت الدول المستقبلة مهددة في امنها من الأرهابيين ومن عصابات المخدرات التي تدخل ضمن موجات المهاجرين غير الشرعيين.
لذلك لا نلوم اوروبا او الغرب او الولايات المتحدة عندما توقف استقبال المهاجرين غير الشرعيين او عندما تعيد هؤلاء المهاجرين الى بلدانهم الأصلية، لأن ترك باب الهجرة بدون قيود سوف يؤدي الى تهديد خطير لثقافة مجتمعات البلدان المستقبلة للمهاجرين، بسبب الأفكار المتطرفة التي يحملونها وبسبب ارتكاب الكثير منهم جرائم ضمن التنظيمات الأرهابية، او ضمن عصابات المخدرات وعصابات الأتجار بالبشر، من هنا يجب ان تقوم المنظمات والحكومات والأمم المتحدة بحملة اعلامية لأيقاف هذه الهجرة التي تهدد الأمن والسلم في العالم نتيجة هذا التغير الديموغرافي في العالم، وفضح الحكومات التي تهمل شعوبها . وكذلك عمل اتفاقيات بين الدول لوضع حد لتدفق المهاجريين غير الشرعيين الذين يغزون هذه البلدان بصورة غير قانونية، وقد اتخذت بعض بلدان المهجر خطوات عملية في اعادة المهاجرين الذين لم يحصلوا على اللجوء الى بلدانهم الأصلية.ان هذه المآسي تتحملها حكومات المهاجرين قانونيا واخلاقيا. وهم يتحملون ذنوب هؤلاء المهاجرين في الدنيا وفي الأخرة.ان هذه الكوارث الأنسانية سببها هؤلاء الحكام فاقدي الضمير والعقل الذين جعلوا من شعوبهم تتشتت في بقاع العالم باحثة عن الأمن وحياة افضل بعد ان يأست من تغير واقعها المرير.فهل نجد حلولا لهذه الهجرة في المستقبل القريب؟