بذريعة البحث عن كنز مزعوم.. تدمير كنيسة أثرية أرمنية في تركيا      الإعلام السوريّ والمكوّن المسيحيّ... شراكة أم تهميش؟      عنكاوا تحتضن انطلاق "أيام عنكاوا للشباب 2025" تحت شعار: "أُعطيكم رُعاةً بحسب قلبي"      البيان الختامي لاجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سعادة القائم بأعمال السفارة الإيطالية في دمشق السفير ستيفانو رافاغنان      مجلس كنائس الشرق الأوسط في زيارة تعزية وتضامن مع البطريرك يوحنا العاشر      بالصور.. القداس الالهي للقاء عنكاوا للشباب 2025 AYM - كنيسة الرسولين مار بطرس ومار بولس في عنكاوا      سوريا: الصائغ جورج ايشوع، سرياني مسيحي يتعرض للقتل بعد رفضه دفع “الدية”      غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس في مدرسة القديسة تريزيا، بحضور ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع، فرن الشبّاك – بيروت      البطريرك ساكو يلتقي الدكتور سعد سلوم بخصوص اوضاع المسيحيين وتحديات خطابات الكراهية      تقرير يتحدث عن مغاربة محتجزين في العراق.. ما القصة؟      خامنئي: قادرون على الوصول للمواقع الحيوية الأميركية بالمنطقة      غضب من خطة نقل سكّان غزة إلى "مدينة إنسانية" جنوبي القطاع، وحماس تعتبرها عقبة جديدة في طريق المفاوضات      هل تصمَم المنتجات كي لا تدوم طويلاً؟      محادثة قبل الكارثة.. تحقيق جديد حول الطائرة الهندية المنكوبة      تحذير من مكمل غذائي شهير.. كاد يدمر كبد سيدة أميركية      إنريكي يحذر لاعبي سان جيرمان من "التراخي" في مباراة تشيلسي      رسالة البابا إلى المشاركين في قمة "الذكاء الاصطناعي من أجل الخير ٢٠٢٥"      رسالة البابا إلى المشاركين في قمة "الذكاء الاصطناعي من أجل الخير ٢٠٢٥"      العراق.. مكافحة الإرهاب والهجرة يوقعان مذكرة لتأهيل العائدين من مخيمات سوريا
| مشاهدات : 1442 | مشاركات: 0 | 2020-01-23 14:55:28 |

جديد طغمة الحكم قديم استبداد الدكتاتورية

جاسم الحلفي

 

 

عجيب امر الطغمة الحاكمة وهي تقف في وجه الشعب بكل هذه الصلافة، فيعود السؤال حائرا عن مستودع القهر والعسف الذي تنهل منه كل هذه القسوة، حتى ليبدو ان جديد طغمة الفساد هو نفسه قديم النظام الدكتاتوري، في ابتكار صنوف الانتهاكات التي تسلطها على المنتفضين. حتى بات صعبا على كل عارف بطبيعة هذه الطغمة، التكهن بحدود السقف التي تبلغه آلة قمعها المنظم للانتفاضة!

 ويبدو ان لا حد للاستهتار في تجاهل مطالب المنتفضين. فالقمع بأبشع صوره يتواصل ومعه التهديد المباشر لحياة الانسان بالرصاص الحي والغازات شديدة الاذى، دون أدني مراعاة للحقوق الدستورية، كلما صعد المنتفضون احتجاجهم السلمي، ووسعوا مساحة انتفاضتهم الباسلة.

فقد وضعت طغمة الحكم المواد الدستورية التي تحمي حياة المواطن وتؤكد حقه في التظاهر والاحتجاج، وقبلها المواد التي تضمن عيشه الكريم، وضعتها على الرف، وفي الوقت ذاته استلت القوانين والإجراءات وحتى الممارسات القمعية من ارث الدكتاتورية المدان، وقامت بصلافة متناهية بكل ما يسيء للقيم والأخلاق. وكان من آخر صرعات الخروقات التي لا سقفا معينا لها كما يبدو، ما أقدمت عليه السلطات الأمنية من نشر صور يظهر فيها صبية أحداث لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر وهم معتقلون بتهم نقل اطارات او حرقها، مع إظهار وجوههم ونشر اسمائهم الكاملة وعناوينهم. وتلك سابقة غير قانونية لم تقدم عليها حتى أجهزة النظام الدكتاتوري المقبور، وبهذا بزت الطغمة الفاسدة ذلك النظام وتجاوزته في القسوة. ذلك ان هذا الانتهاك يتنافى مع العهود والمواثيق الدولية ولائحة حقوق الانسان، التي وقع عليها العراق، بل ويتنافى مع القوانين العراقية ذاتها.

فقد جاء في المادة (٦٣) من قانون رعاية الاحداث العراقي‏‎ رقم ٧٦ لسنة ١٩٨٣ما يلي: (أولاً – لا يجوز ان يعلن عن اسم الحدث أو عنوانه أو اسم مدرسته، أو تصويره أو أي شيء يؤدي الى ‏معرفة هويته. وثانيا – يعاقب المخالف لأحكام الفقرة (أولاً) من هذه المادة بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا ‏تزيد على خمسمائة دينار.) وهنا تصح مقولة الشاعر الفلسطيني الراحل محمد درويش: "ما أشد براءتنا حين نظن أن القانون وعاء للعدل والحق، القانون هنا هو وعاء لرغبة الحاكم".

وفي الوقت الذي قوبلت فيه هذه الممارسات المخلة بالاستهجان والادانة من قبل الرأي العام العراقي، حيث نجح الناشطون والمدونون في فضحها وافشال المسعى المشين وغير القانوني لاصحابها، لم نلمس أي رد فعل بشأنها من أي مسؤول عراقي. على العكس من ذلك، واصلت جيوشهم الإلكترونية إساءاتها وكيلها الشتائم والكلام البذيء للشبان المنتفضين، مستخدمة كلمات لا تليق إلا بطغمة الفساد المنتهكة للحقوق، والناهبة لثروات العراق. يكيلون لمن يتصدى لهم عن حق تهما وافتراءات وحملات تسقيط ما أنزل الله بها من سلطان، واصفين شعبهم المنتفض بانه "الجوكر" وعميل مرتزق وما شابه.

ويبقى السؤال الملح: كم هي المدة التي يتوجب على الشعب ان يقضيها منتفضا، كي تصغي اليه طغمة الحكم؟ وما هو الأسلوب الاحتجاجي المناسب لجعلها ترضخ وتستجيب لمطلب تكليف شخصية وطنية مستقلة بادارة البلاد في الفترة المؤقتة حتى موعد الانتخابات المبكرة؟ شخصية ليست من وسط طغمة الحكم ولا من قياساتها ولا من اتباع نهجها، شخصية عراقية مستقلة شجاعة نزيهة كفؤة، لم تتلوث بالفساد ولا بسفك الدم العراقي!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب" ص2

الخميس 23/ 1/ 2020

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4452 ثانية