مهما كنت حزيناً، وفي داخلك براكينٌ تفور الماً وهماً، فإياك ان تظهرها لمن حولك، كن ممثلاً ماهراً، ولا تبوح لإحدٍ بما في داخلك، اخفِ همك، وحزنك وألمك، وتمثل بالسعادة، فما بداخلك لن يفهمه احداً مهما فصّلت وشرحت، وغالباً ما تُتخّذ اسرارك سهماً يرمى في صدرك ممن اعطيتهم هذا السهم، تاركين لك جرحاً يفوق المهُ الم الولادة، وغير قابل للإلتئام، مهما خيط بخيوط الإعتذار.
حتى قلبك، احياناً يكون ضدك، فلا تعطهِ سراً؛ فقد يختار عدواً سيئاً ليعشقه ويهيم بحبه، حتى تكتشف خطأه، عندها لن تستطيع تدارك امرك، فخيانة القلب من اشد الخيانات، فهو المدلل الوحيد لديك، الذي لا تستطيع ايذاءه، كآخر الأبناء لدى الوالدين، مهما فعل من اخطاء، لن يستطيعوا محاسبته، فصاحب عقلك، وإصنع منه صديقاً تلتجئ اليه، وتحدثه عن كل ما بداخلك، فأحياناً يكون هو المرشد لك، والذي لا يستطيع إذيتك، واحذر من اجتماعه مع القلب، فالأخير كالشيطان حين يوسوس للإنسان، فبإستطاعته تغيير كل الأفكار، مهما كانت ثابتة وحازمة، فالإذية والخذلان لا تأتي من الغرباء، لإنهم يجهلون ما بكِ، وبمَ تفكر، فالحذر الاول من المقربين، والأحباء الذين سيتغيرون بيومٍ من الأيام.
قد تكون في الفضفضة راحة كبيرة، تصل لنسيان آلامك وهمومك وأحزانك، لكنها كالذي يعالج الخطأ بالخطأ، بالتأكيد ستوفر لك راحة كبيرة، فهي تزيح كل ما بداخلك من الأوجاع، بعد التحدث للمقابل بكل ما بك، لكنها ستنقلب عليك حتماً، لتجعلك تعيش اياماً اشد عتمة من ظلام الليل، الذي غاب فيه القمر، فكن وحيداً مبتسماً دائماً، ولا تثق بالجميع، فقلبك الذي يعيش بداخلك قد يغدر بك احياناً، ليجعل منك حطاماً لا تستطيع فعل اي شيء.