سيادة المطران بشار وردة: عودة المسيحيين مرهونة بالاستقرار الاقتصادي والسياسي في العراق      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يزور نيافة المطران مار نيقوديموس داود متي شرف لتقديم التهاني بمناسبة افتتاح كاتدرائية أمّ النور الجديدة      تكريس مذبح وكنيسة مريم العذراء في قرية أرموطا      برعاية وحضور محافظ نينوى عبد القادر الدخيل افتتاح شجرة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية في قضاء الحمدانية في أجواء جسّدت قيم المحبة والتعايش والسلام بين أبناء المحافظة      وندسور الكندية تكرم الجالية الكلدانية بتسمية ثانوية لشارع مارينتيت “طريق الكلديين”      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس عيد القديس مار اغناطيوس الأنطاكي      الرئيس نيجيرفان بارزاني يهنئ الشيخ جورج شمعون رئيس كنيسة الادفنتست السبتيين الانجيلية في العراق واقليم كوردستان بذكرى حلول رٲس السنة الميلادية الجديدة 2026      رعية مار أفرام الكبير للكنيسة الشرقية القديمة - الدنمارك تقيم عشية  تناول العشاء بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة      رسالة من قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان بمناسبة عيد ميلاد سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة في العراق والعالم، لمناسبة عيد ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد للعام 2025      إيداع إيرادات الإقليم غير النفطية لشهر تشرين الأول في الحساب المصرفي لوزارة المالية الاتحادية      التجارة: ربط البطاقة التموينية بالوطنية إلكترونياً وتوجه لإعادة فتح الإضافة      إيران لا تستبعد هجوماً أميركياً جديداً: مستعدون لأي عملية عسكرية      نظام غذائي شبيه بالصيام يقاوم السمنة ويُحدث تغييرات بالدماغ      دراسة تكشف سرا مثيرا عن علاقة البشر بالكلاب: الميكروبيوم      البطل الشاب يوهانس رومولوس حنا يتوَّج رياضي العام لفئة الشباب في الكيك بوكسينغ       البابا لاوُن الرابع عشر يجري المقابلة العامة اليوبيلية الأخيرة ويتحدث عن الرجاء باعتباره ولادة      مشرعون يطالبون البنتاجون بإضافة "DeepSeek" و"شاومي" لقائمة داعمي الجيش الصيني      الشيخوخة لا تقتلنا.. دراسة جدلية تكشف الأسباب الحقيقية للوفاة      بعد سقوطه أمام جوشوا.. لماذا منع جاك بول من الملاكمة بأثر عاجل؟
| مشاهدات : 1117 | مشاركات: 0 | 2020-09-18 09:10:23 |

والخلائق تسبح بحمده " الكراسي "

المونسنيور د. بيوس قاشا

 

نعم ، المخلوقات، مهما كانت صغيرة وتافهة، تعكس بطريقة أو بأخرى ،  حكمة ومحبة ورسالة... وكلما كان الإنسان صالحاً وخالياً من الأنانية والكراهية ، وجد سهولة في فهم المعنى العميق لحوادث الحياة اليومية. فالقلب إذا ما خلا من الأنانية والكراهية ، أمتدّ تبصّره إلى عمق أعمق وأبعد، لأنه لا يتوقف عند سطحية الأمور، بل يفحص كل شيء ليصل إلى الغاية المنشودة والتي من أجلها كانت رسالة الله في المسيح الحي ، والتي فيها علّمنا ودرّبنا ورسم لنا طريقاً واحدة تقود إليه، وجعل الدنيا وما فيها من أجلنا عبرة ولغة وحقيقة.. وما الحقيقة إلا الله. فها هي المخلوقات تقودنا إلى الأمور العظيمة رغم الحواجز والفشل، وإلى الاستسلام لإرادة الله لأنه الخير الأسمى والعبرة السامية والغاية القصوى . فعبرَ مقالات  من " والخلائق تسبح بحمده" أُدرج هنا مخلوقات تعكس لنا ولكم محبة ورسالة وحقيقة .

          الأساتذة عادةً يقضون معظم أوقات دوامهم جالسين أمام اللوحة واليوم أمام الحاسوب، وكذلك طلبة المدارس. والقضاة يجلسون عندما يصدرون أوامر الحكم على المجرمين بالإعدام. رؤساء الدول والمعابد  والحكومات والمعابد يتربّعون على كراسي الحكم والمناصب ، والملوك والأباطرة وكبار الزمن يتبوّءون سَدّة العرش، والذي لا يزول ولا يتغير وكأنهم آلهة الزمان وأصنام الحياة في قصورهم ومجالسهم  .

                وفي الكنائس، المسيحيون يجلسون على كراسي ومصطبات عندما يستمعون إلى موعظة واليوم يلازمون بيوتهم بسبب الكورونا ويتابعون الصلاة عبر  الفيس بوك والاون لاين ،  ولا شيء أكثر تفاهة من الكراسي والمصطبات ، ولا أقلّ إيحاءً وإلهاماً منهما. يحصل لي مراراً إنني أصلّي وأنا جالس على كرسي، ولكن لا يحدث أبداً أن يتّخذ أحدٌ الكرسي موضوعاً للتأمل، خوفاً من كونه مصاباً بآية دنيوية أصدرها رجال الزمن وكبار الكراسي والحكم .

                نعم ، الكراسي تافهة جامدة، وهي خرساء وطيّعة. كراسي غرفة الاستقبال وغرفة الطعام، كرسي طبيب الأسنان، الكرسي الذي يجلس عليه خادم البيت، كلها مصنوعة من نفس مادة الخشب وليس فيها ما يشدّ الانتباه. إذا كان الأمر كذلك، فلماذا إذن قلتَ لنا يا سيدي أنكَ جالسٌ عن يمين الله الآب؟ (متى44:22)، ولماذا سفر الرؤيا يشبّه السماء الواسعة بكرسي في الوسط والله جالس عليه؟ (رؤ2:4)، ولماذا تتغنّى المزامير بأريكتكَ الكبيرة التي أعدَدْتَها منذ بداية الأجيال؟، ولماذا قلتَ لتلاميذكَ يا سيدي أنكَ سوف تحتفظ لهم"  بكراسي في ملكوتكَ" ( متى 28:19) ؟، ولماذا قلتَ لأبنَي زَبَدَى بأن الآب وحده هو الذي سوف يجلسهما عن اليمين أو عن الشمال؟ (متى21:20).

                ألستُ غبياً وقريباً من الوثنية عندما أفكر ما للكرسي من سمات التقوى؟. إن كرسياً بسيطاً يذكّرني بجميع الذين جلسوا عليها: من متى العشّار الذي دعوتَه عندما كان جالساً على طاولة الخزائن (متى10:9)، إلى حنان وقيافا والى بيلاطس البنطي الذي أعلن حكم الموت عليكَ وهو جالس على كرسي القنصلية  التي لا تفنى ؟ (متى11:27). وثمّ تلاميذكَ الذين كانوا جالسين عندما حلّ عليهم الروح القدس في العنصرة. وأنتَ نفسكَ يا سيدي، أنتَ الكلمة المتجسد، فادي البشر، لقد نزلتَ إلينا من السماء وجلستَ بيننا كواحدٍ منا، ولكن " وديعاً ومتواضعاً " ( متى 29:11).

                الكرسي الذي أجلس الآن عليه في غرفتي يذكّرني بكل ذلك، كما يذكّرني بجميع الذين يجلسون على كراسي الرحمة وليس كراس الحكم  من مُقعَدين ومشلولين وجرحى منتظرين ساعة الرحمة والفرج، وبجميع إخواني وأخواتي الجالسين والجالسات على مقاعد العمل في المصارف والدوائر والمعامل لكسب لقمة العيش، أو في المـدارس والكليات لتحصيل العلم، وبجميع المسنّيـن في دور العجزة الجالسين على أرائك طويلة ينتظرون خاتمة حياتهم المليئة بالآلام والأحزان. ويذكّرني أيضاً بجميع الذين لا يملكون سوى الحضيض لأجل الجلوس والرقاد، حيث أن الكرسي يُعتَبَر لهم بمثابة أثاث ترف وكماليات.

                إن تقديم كرسيٍّ إلى شخص للجلوس عليه يعتبر سمة من سمات حضارتنا المعاصرة واحترامنا الكبير ، ولكن المعنى المسيحي الكامل لهذا العمل البسيط يأخذ كامل دلالته في المحبة التي تجمع بين قلوب البشر الذين جلستَ معهم عندما تجسدتَ وأصبحتَ واحداً منهم (لو7:2)، فسكنتَ بينهم ولم تبالي بكراسيهم،  كما هو اليوم حال كبار دنيانا  ،  بل " بخلاص نفوسهم" ، وأخذت تعلمهم وتتحنن عليهم ، فشفيت مرضاهم وخطاياهم ،  ومنحتهم الثقة والمحبة ، فأخذوا  يفتشون عنك،  لانهم لم يعد يخافون منك لانك منهم ، فقد أحبوك فصاروا لك ، إنهم مؤمنيك " ( متى 13:13-14) لانهم ادركوا ان دنياك لا كرسي لها ولا مصلحة بل خدمة وتفانٍ ممزوجان بعصير الحب الالهي وليس الحب الاناني والشخصي ( لوقا 22:27) ، نعم يارب، نعم وآمين .

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6200 ثانية