قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحضر رسيتال "صوم وصلاة وتوبة، نحن أبناء القيامة" والصلاة من أجل المطرانين المخطوفين      مدينة القامشلي تحيي الذكرى الـ109 على الإبادة الأرمنية      غبطة البطريرك يونان يشارك في احتفال ذكرى مذابح الإبادة الأرمنية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، بيروت      المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل البروفيسور لازلو كوكزي وسعادة القنصل الهنكاري      الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      حملة لرفع 300 طن من النفايات والبلاستيك من بحيرة سد دربندخان      مستشار حكومي يحدّد موعد البدء بتنفيذ مشروعي مترو بغداد وقطار النجف – كربلاء      للمرة الثانية.. جراحون أميركيون يزرعون كلية خنزير لمريض حي      فيلسوف يبشر بـ "يوتوبيا" للذكاء الاصطناعي الخارق: ليس كارثة      فرنسا: قوة التدخل السريع الأوروبية ستبصر النور العام المقبل      "أكثر مما تعتقد".. ماذا تفعل تطبيقات المواعدة بمستخدميها؟      "قطار" مان سيتي لا يتوقف.. رباعية في مرمى برايتون بالدوري      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام
| مشاهدات : 998 | مشاركات: 0 | 2020-09-30 09:52:36 |

مقالات عن القيادة الراعوية في ظلَّ جائحةٍ كورونا

المطران بشار متي وردة

 

اللقاء السابع: التواصل يعني الإصغاء

المُقدمة

توفّر الخدمة الراعوية وقت السلم والرخاء فرصة اللقاء مع المؤمنين وجهاً لوجه، والتواصل معهم  على نحوٍ تلقائي من دون إجراءاتٍ احترازية، كتلكَ التي نختبرها مع جائحة كورونا. فالتواصل مع المؤمنين خلال الأزمة له سياقهُ الخاص، وهو يفتح المجال رحباً أمام القيادة الراعوية لتكون خلاّقة في هذا المجال، وهذا الإبداع ممكن إن كان التواصل سليماً بين مَن هم ملتزمون بالخدمة، القيادة الراعوية، مع مؤمنيهم الذين لهم حُرية اختيار التوّجه الذي تُشير إليه القيادة، فالقيادة المُبدعة لا تسلبُ الآخرين حُريتهم ولا تفترِض الطاعة العمياء من المؤمنين، وعندما نتحدّث عن كُتب التوراة الخمسة، نجدّ أنها مصدر لـ 613 وصيّة، ومع كلِّ ذلك لا تفرضُ "الطّاعة"، بل، "السماع والإصغاء: "إسمع"، فالطاعة العمياء ليست فضيلة مسيحية، لأنَّ إلهنا يتطلّع إلى سماعنا وإصغاءنا وتأملّنا وتفهمّنا، ثم الإستجابة إلى كلمتهِ، فخيرٌ ما يُمكِن أن نُقدّمه للآخر هو: "أن نُصغي إليه"، لذا، دعا ربّنا يسوع الجموعَ ولأكثرِ من مرّةٍ: "مَن كانَ له أُذُنانِ تَسْمعان فَلْيَسمَعْ!" (مر 4: 9).

 

القيادة: لقاءٌ وتواصل

كشفَ لنا القديس لوقا في قصّة تلميذي عمّاوس (24: 13- 35) أنَّ موتُ ربّنا يسوع على الصليب ودفنهِ شكلَّ "أزمةَ إيمانٍ" مُحيّرة لدى جماعةِ الرُسل. فمن جهةٍ أخبرنَّ النسوةَ الرُسل أن رجلين كانا عند القبرِ قالا أنه: "حيٌّ"، ومن جهةٍ أخرى ليس لهما معه أيٌّ تواصلٍ. صحيح أنَّ ربّنا يسوع أخبرهم إذ كان في الجليل بكلِّ ما سيحصّل، إلاَّ أنهم لم يكونوا قادرين على إستيعابِ ما حصل، وتوقفت المسيرة وعادوا إلى حياتهم الأولى حاملين خيبةَ أملٍ مُحزِنةٍ. فجاءت إستجابةُ ربّنا يسوع متميّزة، فهو الراعي الذي يعتني برعيّتهِ، فذهبَ للقائهم حيثما هم ورافقهم مُصغياً إليهم أولاً، قبل أنَّ يتأمل معهم معاني التدبير الإلهي ويشرح لهم عن نفسه من الكُتب، الإصغاء قبل التوجيه والتعليم، وهذا الذي كان يفعلهُ مع الذين هم في أزمةٍ، فكان السؤال الأول له: "ماذا تُريد أن أعملَ لكَ؟" (لو 18: 41)، فحاجةُ الآخر أضحت أولويةً، ويُشير بذلك إلى دور الكنيسة في أهمّية الإصغاء إلى الآخرين والتعرّف على حاجاتهم التي يُعبّرون عنها بأشكالٍ مختلفةٍ، قبل البدء بتوجيههم وتعليمهم والوعظِ عليهم، فكثيرون هم القادة الذين يتكلّمون، ونادراً ما نجد قيادةٌ تحترِمُ الآخرين من خلال الإصغاء إليهم.

عندما نتأمل في طبيعةِ ومضمونِ ظهورات ربنّا يسوع، نكتشِف أن لكلِّ لقاء خصوصيةٌ ورسالة، لأنّ الربَ القائم من بين الأموات يعرِف أنّ لكلِّ إنسانٍ واقعٌ يختلِف عن غيره فظهرَ له وإلتقاهُ على نحوٍ متميّز، وحتّى أنّه تعامل مع شمعون بر يونا، بُطرس، على نحوٍ مُختلفٍ في لقاءٍ واحدٍ جمعهُ معه على شاطئ بُحيرة طبرية (يو 21: 1- 24). فما هو نافعٌ في هذا اللقاء ليس بالضرورة نافعاً في لقاءٍ آخر، وعلّم في كلِّ لقاء ما يحتاجُ الآخر تعلّمهُ.

الخدمة القيادية الراعوية تتطلّب هذا الشكلُ من الإصغاءِ المُتبادّل، من أجلِ أن يكون التواصلُ سليماً وصحيحاً وصحيّا مع المؤمنين، لأنَّ أزمة جائحةُ كورونا، مثلها مثلُ أيّ أزمةٍ أُخرى، ليست أزمةً صحيّة أو إقتصادية أو إجتماعية فحسب، بل هي أزمةُ إيمان أيضاً: "أين هو الله من كلِّ هذا؟ كيف يسمح أن يحصل كلُّ هذا؟ ما الذنب الذي اقترفتهُ حتّى يُجازينا الله بهذا العقاب؟ لذا، تكوّن مهمّة خدمةُ القيادة الراعوية التركيز على الأهم وليس المُهِم لاسيما في وقت الأزمات، وفي فترة أزمةِ جائحةِ كورونا تكون حياة الناس وسلامتُهم أولويةً، فنحن لسنا شعباً يحتقرُ الحياة على الأرض ويتطلّع إلى الحياة الأبدية سريعاً، فهذه مواقف الأصوليين المتطرفة، نحنٌ نؤمنٌ أنّ الله أوكلَ إلينا خدمةً على الأرض وعلينا أن نُحققها له. نحن كنيسةُ المسيح التي دعاها الله لتخدُم البُشرى السّارة، إنجيل ربّنا يسوع المسيح، وعلينا الإهتمامُ بصحةِ الناس وسلامةِ حياتهم كما فعلَ الرُسل الأوائل في الإهتمام باليتامى والأرامل والمعوزين لكي لا يبقى بينهم مُحتاجٌ (أع 2: 43- 47)، والعمل على أن تكون معنوياتهم عالية ليكونوا مُستعدين لمواجهةِ الأزمة والعبورَ معاً بسلام، وهذا يتطلّب تعارفاً مُتبادَلاً بين الكنيسة والمؤمنين، فنجد أنَ بولس الرسول طلب من مؤمني كنيسة روما الإهتمام بشخصيّاتٍ يعرفهم بالإسم، ساعدت جماعةِ الإيمان وقت الحاجةِ، ويعرِفهم عن قُربٍ (روم 15: 1- 15).

التواصل مع المؤمنين وقت الأزمة يتطلّب إذاً من القيادة الراعوية الوصول إليهم والحديث معهم فيسمعوا صوتَهم ويُصغوا إلى حاجاتهم، حتّى وإن كان إتمامها أعظم من إمكانيات الكنيسة المادية أحياناً. الرسائل التي تُرسل إلى المؤمنين عبرَ وسائل التواصل الاجتماعي مهمّة جداً ولها تأثيرٌ إيجابي في العلاقة الراعوية، ولكّن، الأفضل هو الحديث معهم عبرَ الهاتِف أو في لقاءات مُباشرة إذا سنحت للطرفين الفرصةَ لذلك. وسائل التواصل الإجتماعي رائعة في نقلِ المعلومات والتعريف بما يُريد الإنسان أن يعرفهُ، ولكنَّ هذا لا يعني أننا نتواصل مع الآخرين الذين لنا عناوينهم البريدية. يتطلّب التواصل تعارف الوجوهُ أولاً وتكون الوجوه مألوفةً، ومتى تأسس هذا اللقاء الأول، يكون التواصل عبر وسائل التواصل الإجتماعي ممكناً، فأحيانا تكون اللقاءات الجسدية صعبة، فيتم الإستعانة بالرسائل النصيّة، مع معرفتنا أن قراءة الرسالة عن بُعدٍ ليس لها فاعلية اللقاء الشخصي. سيكون صعباً بل مُحالاً أن تكون هناك علاقةً سليمة مُتبادَلة إذا لم يكن القائد عارفاً بشخصيّة الآخر وواقعِ حياتهِ حيثمُا هو.

"فأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ هَذَا؟" (1 مل 3: 9)، هذا كان طلبُ سليمان الملك من الله الذي وعده بأن يُعطي له كلَّ ما يرغبُ به قلبهُ، فلم يطلب لحياته سنينَ طويلة على الأرض أو إنتقاماً من أعداءه أوجاهٍ أو ثروةٍ، بل قلباً فهيماً (مُصغياً)، وكان له ذلك، فيُصغي إلى المشاعِر الصامتة خلفَ الكلماتِ التي لا تُقال من قبلِ المؤمنين، أو حتّى الكلمات التي نعتقد أنها ليست بذات الأهمية. من هنا نفهم دعوة الله لموسى الذي إحتجَّ على اختيار الله له ليقود الشعبَ خارجَ مصرَ: "لَسْتُ انَا صَاحِبَ كَلامٍ مُنْذُ امْسِ وَلا اوَّلِ مِنْ امْسِ وَلا مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ بَلْ انَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ" (خر 4: 10)، لأنَّ الله لم يكن بحاجةٍ الى قائدٍ له لسانٌ وكلامٌ، بل آذانٌ ليسمَع وقلبٌ ليُصغي.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5891 ثانية