للمسيحيين فقط القسم والحلفان وقول الحق

كان القسم أو الحلفان عند المسيحيين كعرف اجتماعي واخلاقي غير محبب بل شبه حرام هكذا تعلمنا في الصغر ، وكنا ومازال البعض القليل يتذكر عندما يريد أي شخص أن يقسم يقول صدقني او أقسم بالحقيقة (بحقوثا) بالسرياني ويقصد بكلمة ( الحقوثا ) أي الحقيقة حقيقة المسيح (له المجد) دون ذكر كلمة المسيح ، أما الان بأول جملة يقسم بأسم الله وأسم المسيح ومريم العذراء  كلهم مرة واحدة وليس فرادا ، وبقسمه ستعرف كم هو كذاب بالرغم انه يظهر عليه الايمان والورع والتقوى ان كان رجلا او إمراة  والغاية التي يبتغيها من وراء تستره خلف تلك الاسماء المقدسة ان تصدقه وان تقتنع بأن الأبيض اسود وان الأصلع له شعر وشعر كثيف ايضا ...

بعض الناس يستخفون بالقسم لان القسم مجرد كلمة ... يريدون ان ينتصرون بأي شكل على الحق بالغش كان او التزوير او الكذب اوالنفاق من خلال كلمة قسم حلفان بالرب والمسيح ، إنها كلمة حق يراد بها باطل ، ما ادراك ما الكلمة ...إنه خالق السماء والارض وكل ما يرى وما لا يرى ...يعني عندما نردد آيات من قانون الايمان هل هو مجرد كلام ثرثرة بلا معنى !!! ام نحن كالببغاء لا نفهم ماذا نقول بأنه يرى كل شيء كل ما يرى وما لا يرى ؟؟؟ انه كلام ليس للحشو الانشائي ، يعني إننا نعترف  بأن الله يرى ويسمع كل شيء بكل ما في قلوبنا وبافعالنا ونياتنا ... عليه عليك ان تتزن بكلماتك وافعالك بالميزان لانك محاسب بكل كلمة بذيئة او اعمال سيئة باتجاه اخوك الانسان ...

الصليب الذي صلب عليه المسيح كان يمكن ان لا يصلب ان كان حاشاه جبانا او منافقا او مراوغا او يقوم بتزوير الحقائق و كان يشتري الخطيئة بسلامة حياته بدلا من صلبه ...

 لماذا تحمل شارة الصليب وانت جبان تخشى كلمة الحق ولا تدافع عن الحق ولا تدافع عن كرامتك على الاقل الانسان يريد ان يظهر امام زوجته او حبيبته بانه رجل بمعنى الكلمة، وانه رجلا سن ورمح كما يقولون وليس رجلا بالمعنى الحيواني الغريزي،  فعندما يفقد الانسان شجاعته يصبح كالحمار وحتى الحمار في بعض الاحيان يتمرد على الاهانات الكثيرة التي يتلقاها من الاخرين ، فاما يرفس او انه يموت منتحرا  ، اما الانسان الجبان والمنافق والانتهازي والوصولي فلا يلقى بمستوى ذلك الحمار الذي يعبر عن وجوده في تلك اللحظة التاريخية في انهاء حياته بكرامة التي يفتقدها البعض بمن حولنا....

لماذا تذهب للكنيسة وتردد ان الله خالق السماء والارض وكل ما يرى وما لا يرى ، ان كنت مؤمنا حقا ، فلماذا تعتقد ان الله انسان لا يرى افعالك الدنيئة  ..!! وترى بعض المصلين "المؤمنيين " الذين يشاركون في القداديس بمواعيدها والالتزام بالصوم والصلاة اليومية مضبوطين أكثر من ساعة بك بن اللندنية، إنهم مدرسة في ممارسة النميمة والتشهير بالناس بدون أي خجل ومستعدين ان يشهدون زورا بلا ضمير ، والسبب يعود الى نقص في شخصيتهم يحاولون معالجته بغلاف الايمان وان الله والمسيح قد اختارهم وتحالفوا معه ، فانهم ابناء الله على الارض وان اخطائهم وجرائمهم واكزمتهم ممكن معالجتها بصلاة وتناول القربان ، فهم ابناء الله  على الارض يحللون ويحرمون كما يشتهون وكما ترغب نزواتهم والغفران ليس صعبا مادام هناك مخرجا عبر تكرار الصلاة والضحك على الله والمسيح كما يتوقع هو ....

لا اعرف لماذا هؤلاء المتدينين ،  يعتقدون بأن الله حاشاه انسان مثلنا وانه بليد او غشيم ؟؟؟ لماذا لديهم  صورة بان الله كالانسان ممكن ما يفتهم  ؟؟؟ أو ان الله ممكن ان نلعب عليه ونقترف بأسمه اكبر الموبقات ويمكن مسحها بصلاة وقربان صباح يوم الاحد ؟؟؟

 لماذا الاستخفاف بقدرة الله ، بانه بالامكان ان نلعب معه لعبة الخدعة  ثلاث ورقات!!!  مو انتوا تكولون ان الله يرى كل شي المرئي وغير المرئي والملموس وغير الملموس شلون راح تقنعه بيوم القيامة !!..

كان راسبوتين رئيس اساقفة روسيا القيصرية يستغل ويطاوع تعاليم الكنيسة كما تشتهي نزواته فقد اخترع التوبة بلباس الزنا ، فعليك ان تزني لكي تستحق بركة الغفران ، البعض اليوم يفعلون هذا مستعدين طول العمر يكذبون وينافقون ويقتلون اخيهم الانسان  بالرصاص او بكلمة ولكن في نفس الوقت انهم مستمرين بصلاتهم وتناولهم القربان وعندما تقول لهم ، ان راسبوتين والكثير من امثاله هكذا كانوا يفعلون يجيبك انهم دخلاء على الكنيسة والايمان ، ولكن ينسون انفسهم بأن افعالهم لا تقل زنى بما اقترفه راسبوتين في تفسيره للمغفرة والتوبة بعد الخطيئة ...

كتبت هذه الاسطر وانا اشاهد كيف يكفن الحق بلباس الباطل ،والباطل يلبس لباس الحق بكل اساليبه الملتويه والمتلونه  ...

ولكن يبقى الحق حق وان الدفاع عنه شرف ، والحمير تبقى حمير الذين منحوا للعقل اجازة وللجبن والخنوع لحياتهم مبدأ يستظلون به ..

ومن له آذان فليسمع

3/ كانون الاول 2020