رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يلتقي نخبة من الجالية العراقية في المركز الكلداني العراقي بميشيغان      أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      سنتكوم: الولايات المتحدة لم تشن ضربات جوية في العراق      الكونغرس الأمريكي يوافق على تمديد برنامج التنصت على مواطني دول أخرى      هل تنقل سماعات الأذن بياناتك الشخصية؟      بوكيتينو وغوارديولا.. حديث عن "تعويذة تشلسي" يشعل الأجواء      البابا يستقبل أعضاء "الشبكة الوطنية لمدارس السلام"      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب
| مشاهدات : 879 | مشاركات: 0 | 2021-03-06 09:41:27 |

من كتاب: احداث عاصرتُها - الجزء الثاني ... ذكريات محسن دزه يي

لؤي فرنسيس

 

السادس من اذار كل عام ذكرى مؤلمة لاجراء اتفاقية الجزائر الخيانية 

ماذا تعرف عن اتفاقية الجزائر ...عن شاهد عيان

كــان الزعــيـم الراحل مــصطـفى البــارزاني بـعــيــد النظـر وكــان يتكهـن بعض الحوادث ويتوقـعها قبل وقوعـها وكان -رحمه الله- ذا حـاسـة سادسـة قـوية ويحكم فـي بعض الأمـور بشكل لا تخطر ببال أحد وكـان بفعل تجاربه الـطويلة والاحداث التي مرت به ذا خبره واسعة في تقدير الأمور وتوقع النتائج المترتبة عليها.

يقول محسن دزه يي : في ١١ آذار ١٩٧٠ عنـد التــــوقــــيع عـلى اتفاقية آذار سـنة ١٩٧٠ وفـي ليلـة  الاتفـاقيـة الشهـيرة مع صـدام حـسين أجتـمع بنا البارزاني الخالد وبعـد أن أكد وجـهة نظره فـيمـا يتــعلـق بحــزب البــعث العــربـي الاشــتــراكي وعــدم الثــقــة به ، وأنـه يماشي رأي الاكثـرية التي تؤيد الاتفـاق، وقال كلمـة مشـهورة اراد بهـا أن يحذرنا مـن مغـبة الثـقة الـعمـيـاء وأن يبين توقـعاته ومـخـاوفه خـلال الفـتـرة التي تلي الاتفـاقيـة،

 فــقـال: بأن الـعـدو خــلال هذه الفــتــرة كـان يحــاربنا ويـشن هجــمـاته بـالطائرات والمدافع والقنابل، ونحـن نرى العدو واسـاليـبه ونواجـهـه قدر الامـكان اما بعـد الاتفاقية فأن العدو يستمر في محاربتنا ولكن بأسلوب آخر وأنه يوجه طائراته ومـدافــعـه وقـنابله ويرمــينا بهــا ولكننا لانراهـا ولا نشـعــر بهـا وهـذا أخطر من الاسلوب الاول اذ نتمكن فيه أن نحمـي انفسنا أو ندافع عنها بالطريقة الممكنة امــا الثــاني فـلا نـشـعــر بالخطـر ولانتـمـكن ان نحــتـمي مـن بطشــه ولانرى نوع السلاح المستعمل ضدنا.

لقــد صـدق حــدس البــارزاني فــبـعــد فــتـرة قلـيلة لم تتــجــاوز الاشـهــر بدأت المؤامـرات حولنا بدءاً بـحملة التـعريـب في مناطق كركـوك وغـيرها الى المحـاولة التي جــرت ضــد حــيــاة الفقيد ادريس البــارزاني والـى تأجــيل عــمليــة الاحــصــاء في كــركـوك، والبــدء بشــراء الذمم واغــراء ذوي النفــوس الضـعــيــفـة وغــيــرها من الاسالـيب التي تشمـئز منهـا النفوس، وأخـيراً توجـوا كل ذلك بالمؤامرة الكـبرى على حياة البارزاني الخالد.

كـانت حكومة حـزب البعث في منـتهى حـالات التعب والانهـاك قبل اتفـاقيـة آذار سنة ١٩٧٠ وبالكاد تمكنت من القضـاء على بعض خصومهـا، وكان الوضع الاقتـصادي منهـاراً ومعنويات جـيشه وتسليـحه دون المسـتوى المطلوب بكثـير، ولم يتم تصفـية الحزب من الداخـل بعد، حيث كـانت المحاور والمنافسـة، فلاشك بأن النظام كان بحاجة الى فـترة مناسبـة للتفرغ لتلـك الأمور، ولم يكن ذلك بالأمكان مطلقـاً والقتال جـار في كُردسـتان، ولو استـمر القـتال لفـترة أطول مع وجود تلك المشاكل لكان مصير النظام الى الزوال أو في خطر شديد كل ذلك دفع بالنـظام الى السـعي حـثـيثـاً لأنهـاء القـتـال ولو لفـتـرة مـحـدودة وبأي ثمن، ولم يكن أحـداً من أشـخـاص النظام يقـدر هذا الجـانب بمثل مـا قـدره صدام حسين.

 بعد انتهاء فـترة الهدنة التي كانت مدتها اربع سنوات وبـعد أن أكمل البعث تسليح جيـشه وبعد أن أمّن الجانب السوڤـياتي بعقد مـعاهدة صداقة مـعه وبعد حبك المؤامـرات الكثيـرة ضد الثورة الـكُردية وأتباع كل الاساليـب ضدها، طرح البعث مشروعه في الحكم الذاتي وعلى طريقـته الخاصة وبشكل لم يضمن حتى الحّد الادنى لـلحقوق القـوميـة الكُردية ولم يكن القبـول به ́ممكناً وبدأ بأستـئناف القـتـال ضـاناً بأنه سـيـقـضي على الثـورة الكُردية في أسـابيع أو أشـهـر قـلائل، ومضى أكثر من سـتة أشهر دون أن يحقق النظام هدفـه ودون احراز أي أنتصار كـبـيــر، وكـادت مـعنويـات الجـيش أن تنهـار من جــديد وبدأ العـتــاد ينضب في المخازن عـند ذلك التجـأ النظام -أو صدام حـسين بالذات- الى اساليـب أخرى غير القتال، ففكر في اتبـاع الطرق السياسـية عله ينجح هذه المرة، وكـان أول من استـشاره في الموضــوع الرئيـس اليـوغــســلافي الراحل جــوزيف بروس تـيـتــو، الذي كــان سياسـياً مجرباً يتـميز بالأعتدال واجـادته المناورات، حيث نصحه تيتـو لمحاولة اقناع الرئيـس الجــزائري هّواري بـومــدين لمكانـتــه في الشــرق والـغــرب ولســيـــاســاته المعـتدلة، وعن طريـقه يمكن الوصـول الى الامـريكان والتصـالح مع الشـاه وقطع الطرق عن الثورة الكُردية.

عمل صدام حسين بنصـيحة تيتو فذهب الى بومـدين وابدى استعداده الكامل لتـغـيـيـر سـيـاسـتـه ومماشاة امـريكا والأسـتـدارة نحـو المعـسـكر الغـربي بدلاً عن المعـسكر الشرقي والتـصالح مع شـاه ايران والتنازل له عن كل مـايطلبه، صـدام حـسين- كـان حـينئـذٍ نائبـاً للرئيس ففي مـثل هذه الامور فهـو يعقـد معك اليـوم اتفاقيـة ويمزقهـا في اليوم التالي أو يلغيها كأنها لم تكن.

 رحّب بومـدين بالفـكرة وأعـجـبـتـه كـثـيراً، ولـعب دور الوسـيط وكـسب العـراق وجـرّه من المعـسـكر الشـرقي الى المعـسكـر الغـربي وبدأ بالتـحـرك فــبـعث بوزير خارجيتـه عبدالعزيز بوتفليقة للأتصال مع وزير الخـارجية الايراني الذي كان في ذلك الوقت هو عـبـاس علي خلعـتـبـري وأجـرى معـه عـدة لقـاءات وأخيـراً نجح في عقـد لقاء مبـاشر بين وزيري خـارجيتي ايران والعـراق خلعتـبري وشاذل طاقـة، ثم عقد لقاء آخـر حضره طارق عـزيز، وكان كل ذلك تمهيداً لعـقد لقاء قـمة بين شاه أيران وصدام حـسين الذي تم في أجتماع القـمة لدول الاوپيك والذي عقد في آذار سنة ١٩٧٥ في الجـزائر واسفر فيما بعـد عن اتفاقية الجـزائر الخيـانيـة المعقـودة بين الشـاه وصدام حـسين في اليـوم السـادس من شهـر آذار سنة ١٩٧٥ وبـحــضــور عّــرابـي الاتفــاقــيـــة بومــدين وبوتـفليــقـــة، وبذلك استكملت الحلقـة الاخيرة من سلسلة المؤامرات التي حيكـت ضد الثورة الكُردية بهدف القضاء عليها.

يقول دزه يي:   البارزاني الخالد رحمه الله لم يكن يثق بالشاه مطلقـاً بحكم تجاربه الطويلة فقد كان يعرفه حق المعرفة ويعرف وعوده الكاذبة وغروره وعظمته الفارغة، لذا كـان دائم الاسـتـعـداد لمد يد السـلام الى الحكومـات العـراقـية المـتعـاقـبـة عندمـا تعـرب عن نيـتـهـا في حل القـضيـة الكُرديـة سلمـياً، وكـان -رحـمـه الله- يفـضّل دائمــاً حل القـضــيـة داخليــاً بقــدر الامكان، وهذا دليل علـى وطنيـة البــارزاني الخالد واسـتقـلالية قـراراته فلم تتمكن الـوعود الخـارجيـة من اقناعه أو منعـه من عقـد اتفاقيات المصالحة وكانت مصلحة الشعب الكُردي والمصلحة الوطنية العراقية عنده فوق جميع الاعتبارات الاخرى.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5868 ثانية