أيقظني التأسف من مشاهد لا علاقة لها مع تذكار القديس والربان , من الرقص وأغاني خكا والمشروبات الكحولية الخ... والتي تُعتبر مُخالفة للأمور الكتابية, ولا اشمل جميع التذكارات ولا تشملها هذه المشاهد المذكورة, منذ فترة بعيدة كانت تُراودني تساؤلات كثيرة بخصوص التذكارات( شيرا) مار فلان وفلان.... واليوم سنحت لي فُرصة بكتابتها برغُم هُناك الكثير من الآراء المتضاربة ومع ذلك الكثير رفضوا تلك الممارسات من خلال مشاركتهم في تقديم أرائهم .
عندما نتطرق لِهذه المواضيع ونحاول أن نجمع الآراء ستتضارب جميعها ببعضها ويتخبطون بإعطاء إجابات غير مُقنعة ويحاولون تجميلها برسومات حسب رغبتهم وسنجدها متنافرة لا تتشابك بالموضوع, وعندما نستشير الكتاب المقدس من المؤكد ستكون الإجابات متباعدة وغير مترابطة . وربما يصفني البعض أو الكثيرين بجاهل أو مُعقد ومُتخلف ومنكمش على نفسه أو مُبالغ في هذا الموضوع. لكن عليك أن تقنعني بإجاباتك . سأعُطيك مشهد تصويري لكي اُقرب الصورة لك عندما تكون مدعو إلى حفلة الزواج وقمت بتلك الأمور في داخل القاعة أو خارجها وفي الحقيقة أنت فعلتها لكنكَ فعلتها بمناسبة الزواج, هكذا هو الحال مع تذكار, ربما تُحاول أن تقول أنا لا أفعل هذه الأمور في داخل الدير ولكني افعلها في الخارج وهنا أجيبك: لنفترض إنكَ قُمت بهذه الأمور في داخل أو خارج الدير لكنكَ بالحقيقة أنت فعلتها, لأنك فعلتها بمناسبة التذكار, ولم تفعلها في مناسبة الزواج على سبيل المثال , أرجو أن اتضحت الصورة التي نقلتُها لك .
في المسيحية لا يوجد ما يسمى مواسم للقديسين, فالقديس لم يمت ليكون له موسم , ولا يحتاجها, لنساءل هذا السؤال المنطقي: هل القديسين ماتوا من أجل المسيح, آم ماتوا من اجل ليكون لهم مواسم يوم واحد في السنة؟أو لنتذكرهم بالأغاني ورقص والمشروبات الكحولية ؟ أذاً لا يوجد في الإنجيل المقدس ما يدعوك لأن تشارك بالممارسات المُقللة وبطريقة الانحراف, ومن الأصح واللائق المشاركة ضمن السبيل القويم .
قبل البدء في الموضوع نُعطيكم القصد من تذكارات والمواسم القديسين والربانين هي لزيارات ولها مقاصد مُعينة فقط وينبغي أن نفهمها بإدراك , وليس أن نجعلها للهو ورقص وأغاني خكا والمشروبات الكحولية كما نشاهدها في يومنا هذا. فهذه الأمور ضعها جانباً فلها وقتها وأوانِها , لا تخلط وتمزج كل شيء ببعضها فهناك تنافر بين الأمور ولا تتشابه , ولأنكَ بهذه الطُرق تستخف بالقديس وربما لم تنتبه فأرجع لِوعيك ,ومن المعروف عن الربانيين والقديسين افرزوا أنفسهم بمعنى انعزلوا عن العالم ومشتهياته ليخدموا المسيح وأفنوا حياتهم لخدمته.
وهنا أبدء حديثي: من الواضح والمنطق تذكارات القديسين والربانين هي لزيارات بمقاصد معينة كما ذكرنا، وليس أن نجعله لترفيه ولتغيير الأجواء ونصورها بمفهومنا الخاطئ ونُشكلها على الصورة كما نحب وكما نرغب ونراها متفقا مع رغباتنا وتصرفاتنا ومُعتقدين إننا نُسير باتجاه الصحيح كما نتصور, والمؤسف ,جعلوها في قالب لا يليق بهم وبرغبة في داخلهم يفعلون هذه الأمور ومع هذا لا يجوز ولا يتفق , وهذه الأمور نخلقُها ونستخف ونُهين الله والقديسين بها , فهل فكرت بهذا ؟ وهل هذه التصرفات يوافق كإبن لله؟
أصبحت هذه التقاليد البشرية ودنيوية طقس مثبت تم إدراجها وإدخالها بتذكارات والمواسم , وهذا واقعي وملحوظ على أرض الواقع لا نقاش فيه ،واليوم وليس اليوم وإنما لسنوات هذا النمط والشكل كان موجود ولا يزال موجود ، وهذا غير راضي وغير مقبول لدى الله ولا يليق بقديسين ، وهذه الممارسات لا تعطي إكراما لهم , أليس كان بإمكانكم أن تعطوا مكاناً للترانيم والصلوات في هذه التذكارات والمشاركة بطريقة روحية لا ئقة تليق بهم لذلك يجب أن نشارك بطريقة روحية وليس بطريقة العالم، بدلا من كل هذه الأجواء الغير لائقة ، التي لا تتناسب إطلاقا مع التذكارات.
والسؤال هنا بالنكز :أين دور الكهنة والمطارنة والكاردينال من هذه الممارسات في الإرشاد الصحيح ؟ ومن الواضح بسكوتهم هذا يدل على أنهم راضين ومؤيدين عن تلك الممارسات وأخذتهم غفوة عميقة وانسداد أفواههم ,اهكذا أصبحت التذكارات بطُرق غير مرغوبة ، القديس والربان افنوا حياتهم لخدمة المسيح واستشهدوا في الإيمان بالمسيح وأنتم تفعلون حسب ما يشتهيهِ رغبتكم وليس هناك مبررات تستدعي لفعل هذه الأمور .
سبب كتابة هذه المقالة هي رسالة للمعنيين بهذا الشأن لإيقاظهم من غفوتهم التي جعلتهم في تراخ والتجاهل وإعطاء مساحة للتهاون بهذه الأشكال.... فيجب منع تلك الممارسات وأن لا يغلب الطابع الروحي ، ووضع برنامج كنسي أو تشكيل مجموعة من الشباب لوضع برنامج مُستفاد منه بهذه المناسبة لتكون أجواء تلائم مع تذكارات وكذلك وضع ترانيم الروحيّة وصلوات لتكون أجواء روحية متوافقة وملائمة في هذا اليوم.
اسألوا المعنيين هذه التساؤلات لعلهم يوافوكم بإجابات وإيضاحات صريحة على أن تكون كتابية ضمن الكتاب المقدس لا غير ذلك ،وليس من اجتهادات شخصية وتبريرات لا صحة لها في الموضوع
_ لماذا ترقصون في تذكاراتهم ؟وما هو الحدث والغرض التي تجعلكم ترقصون؟
_ هل القديس محتاج للرقص والأغاني في تذكاره ؟
_ هل ماتوا من أجل لتشاركونهم بهذه الطُرق؟
_ ما هو الربط والتوافق أو العلاقة بين تذكاراتهم والرقص وأغاني خكا وما شابه ذلك ؟
_ ما هو الحدث والغرض أو السبب في فعل هذه الأمور؟
_ مَن هو الذي سمح بإقامة التذكار بهذه الأشكال ؟
_ مَن هو الذي وضعَ الموسم ؟ وتاريخ للمواسم؟ وهل الربانيين والقديسين يحتاجون للمواسم؟
_ ما هو مقاصدك للحضور إلى تذكارات؟ وما هي النتائج من خلال زيارتك ؟
_كيف سينظر الآخرون إلينا من خلال هذه الأفعال ؟
_ ما هو تفسيركم على هذا كله؟
خُلاصة الموضوع ينبغي إعطائهم قيمة وأهمية وكيف يتم المشاركة بتذكاراتهم بطريقة تليق بهم وإرجاع الوعي ونفهم التذكارات بطريقة صحيحة وفحصها بالأمور اللائقة ولا يجب التعرُج للأمور الخاطئة والحاجة إليه إعادة النظر وفحص الأفعال على ضوء يكون مُتفق مع الله أو مع ما يريده الله منا أن نفعله, وليس ما نفعله نحن , لنتوقف لحظة وننظر إلى الممارسات الخاطئة التي نؤديها بنظرة فاحصة ونسأل أنفسنا على ما نقوم من مُعاكسة الله وغير مُتفق معه, هل ما نقوم به يُرضي الله ؟ هل نحن على الصواب؟