‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يزور فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون      مجلس كنائس الشرق الأوسط يهنّئ غبطة البطريرك يونان لمناسبة الذكرى السنويّة السادسة عشرة لانتخابه بطريركًا للسريان الكاثوليك      "كنائس القامشلي تصلي معاً" 2025      غبطة البطريرك يونان يقوم بزيارة رسمية إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون لتهنئته بانتخابه رئيساً، القصر الجمهوري، بعبدا – لبنان      قداسة البطريرك افرام الثاني يستقبل سعادة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية      "البتاويين" أغنى واجمل محلات بغداد السكنية..هجرها اليهود والمسيحيين قسرا وآل مصيرها إلى الخراب      "الكبش المستلقي" يعود للعراق.. و السفارة العراقية في بريطانيا تتسلم "لوح آثار آشوري نادر"      غبطة البطريرك يونان يترأّس الصلاة الافتتاحية الرسمية لأسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت      قناة عشتار الفضائية تزور الشاب يوسف جلال في منزله بدهوك      غبطة البطريرك يونان يستقبل الهيئة الإدارية للجمعية الخيرية العائدة لأبرشية بيروت البطريركية      الكاردينال زوبي يذكر بنداءات البابا فرنسيس من أجل إعفاء البلدان الفقيرة من ديونها الخارجية      الأطراف السياسية لم تتفق على انتخاب رئاسة برلمان كوردستان      برشلونة يفوز على مضيفه بنفيكا      "في سلة واحدة".. البرلمان العراقي يقر 3 قوانين مثيرة للجدل      باحثون يكشفون غموض فيروس نيباه "القاتل"      تهديدات ترامب تدفع بنما لتحرك دولي      رغم التفاوض مع الشرع.. قسد ترفض حل قواتها وتسليم السلاح      دراسة: الرجال زادوا طولا بمقدار الضعف عن النساء منذ عام 1900      البطريرك الراعي: خطاب القسم قدّم رؤية وطنيّة جديدة      رسالة البابا إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
| مشاهدات : 1355 | مشاركات: 0 | 2024-06-22 08:23:48 |

الحروب وأسبابها في العهد القديم

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

( لي الإنتقام أنا أجازي يقول الرب ) " عب 30:10"

   إبتدأ العنف في الكتاب المقدس من سفر التكوين ، بدأت بقصة مقتل هابيل من قبل أخيه قاين . والله إنتقم من قاين سبعة أضعاف ، ولم يسمح لأحد من أن ينتقم منه . قال ( لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء ، بل أعطو مكاناً للغضب لأنه مكتوب: لي النقمة أنا أجازي يقول الرب ) " رو 19:12" . كذلك إنتقم الله من لامك المنحدر من قاين .

  العنف الصادر من الإنسان لم يصدر من إنسانيته وبشريتهِ ، بل صادر من جزئه الحيواني . وستبقى خطيئته تلاحقه لتأخذ أجر جريمته ، لهذا قال الله لقاين ( أن الخطيئة رابضة عن بابك ، وإليك تنقاد أشواقها ) " تك 7:4 " هنا نجد فعل ( ربض ) لا يصلح للبشر بل للحيوانات . والخطيئة الأولى حصلت عندما دخل الشيطان في الحيوان ( الحية ) وربضت عند حواء لتحاربها ، وتسقطها من النعمة ، وهنا يختبأ سر بدء العنف والعداوة التي استمرت بين نسل المرأة والحية إلى أن سحق رأس الحية بإبن المرأة . وبعد هذا الإنتصار نشأت سياسة المحبة والمغفرة بدل العنف والإنتقام . الإنسان لا يمكن تشبيهه بالحيوان ، إنما بالله المحب ، لأنه صورة الله ،فعلى الإنسان إذاً أن يتمييز بالوداعة في النظام الجديد الذي أتى به المسيح ليكمل نظام العهد القديم .

   كان الإنسان المحب في جنة عدن يسكن مع جميع الحيوانات ، والحيوانات مع بعضها . فهل يستطيع الإنسان أن يعيد ذلك السلام وتلك المحبة والتآلف بينه وبين الإنسان ، وبينه وبين الحيوانات ؟

   في العهد الجديد أعادوا بعض القديسين تلك الصداقة ، كالقديس فرنسيس الأسيزي الذي كان يجذب الطيور بكلمتهِ ، وهدى ذئب كوبيو المفترس بقوله للذئب ( آمرك بالتخلي عن إلحاق الضرر بأشخاص خلقوا على صورة الله ، ثم عقد معه ميثاق سلام فصار الذئب أليفاً . كذلك القديس إغناطيوس دي لويولا ، قال ( أرى كل المركب البشري بين البهائم العجم ) والقديسة تيريزا الأبيلية  ( لقد تعودت النفوس المريضة أن لا تكون على صلة بالحيوانات ) . أما إشعياء النبي فتنبأ قائلاً ( صار الذئب يسكن مع الحمل ... والعجل والشبل يعلفان معاً .. ).

   إذاً ينبغي أن يكون الإنسان مع أخيه الإنسان في محبة وتعاون ، فالعنف يجب أن لا يطلق على ما هو للإنسان العاقل . وإن أذن له الله في قتل الحيوان لأجل الطعام ، فهذا جاء بعد الطوفان ، فأمر بأن يتجنب من تناول الدم . أو ذبح الحيوان لأجل تقديمها قرابين مرضية لله . لكن العنف يبدأ بالتطور والإنتشار فنجد بأن الله يأمر في قتل البشر بأيدي بشر ، وخاصةً الوثنيون الذي يأمر الله بإبادتهم ، ويد الله تعضد شعبه المؤمن ويقول ( عاديت أعداءك ، وخاصمت مخاصميك ) . ( أما مدن تلك الشعوب التي يعطيك الرب إلاهك إياها ميراثاً ، فلا تستبقي منها نسمة ) " تث 16:20 " . وذلك لأنهم يحاربون الشعب المؤمن ، ففرض بتدمير العماليق من ملكه حتى رضعائه وماشيته ( طالع 1 صم 3:15 ) لهذا رفض الله الملك الأول على شعبه والذي إختاره هو ليمسح ملكاً ، وهو شاول بن قيس ، هذا الذي أبقى ماشية العدو لنفسه ولم يقتلها فخالف وصية الله ، والله إنتقم من شاول وخوزقه الجبعونيون وأولاده تعويضاً عن دين الدم . كما قال يسوع لبطرس ( من حمل السيف بالسيف يهلك ) . وهكذا حارب إليشاع النبي حرب الرب ، وبإسم الله لعن الصبية الذين سخروا منه . فمزقت الدبات أثنين وأربعين منهم بسبب تلك اللعنة ( 2 مل 23:2 ) . وفي قوانين الشريعة نجد العنف والإنتقام كشريعة ( العين بالعين ... ) لهذا لا يمكن فهم العنف والحروب فهماً حقيقياً إلا في صلته بالوصايا العشر .

   هناك صلة بين عبادة الأوثان والعنف وأبرز مثال كتابي لعبادة الأوثان كان ( عجل الذهب ) الذي هو صورة حيوانية ترمز إلى القوة التي تفوق قوة الإنسان العضلية ، أي أنه صورة واضحة للعنف ، وإلى قدرة القتال ، والثور الصغير هو البعل ( إله الكنعانيين ) والله إله غيور يلخص أخطاء شعب إسرائيل المتمردين عليه ، فيقول ( ..  يُعرضون عني ، ذابحين للبعل ومحرقين البخور للأوثان ) " هو 2:11 " .ويلفت الله إنتباه شعبه ويقول ( لي كان يجب تقريب الذبائح لا للوثن ) وإستمرت الأخطاء ليتطور الموقف إلى تقديم الأولاد ذبائح للأصنام . كما تم تقديمها للإله ( مولك ) وقد أكد هذه الحقيقة علم الآثار . والله لا يريد تقديم الذبائح حتى لهُ ، بل أن طاعة وصاياه هي خير من الذبيحة .

       نطالع في علم التفسير الكتابي عبارة ( الحرب المقدسة ) للدلالة على الحروب التي نُسبت إلى أمر من الله ، لكن في الحقيقة لا وجود لها في الكتاب المقدس . فالحروب المقدسة في إسرائيل لم تكن حروب دينية . أي لم يكن يحاربون من أجل دينهم فقط ، بلبحسب أقوالهم ( من أجل حياتنا ، ومن أجل شرائعنا ) " 1 مك 40:2 ، 21:3 " . وإذا صح أن الكتاب المقدس لا يتكلم على ( حرب مقدسة ) فعبارات ( حروب يهوة ) هي مألوفة ( 1 صم 17:18 و 28:25 ) لا بل كان يهوة نفسه محارباً ( طالع خر 3:15 و1صم47:17 ) فكانت جيوش إسرائيل ( جيوش يهوة ) وكان أعداؤه " أعداء يهوة " ( خر 16:17 ) و ( عد35:10 ) و ( قض 21:5 ) . عند جميع الشعوب القديمة ربطت الحرب بأعمال دينية ، كانت تشن بأمر من الآلهة ، على الأقل بموافقتهم المعلنة عن طريق التطيّرات ، ترافقها ذبائح وتتم بمساعدة الآلهة الذين يؤكدون الإنتصار فيشكرون الألهة بتقديم جزء من الغنائم لهم , ولكن هذا لا يعني أن الحرب كانت دينية . لم يظهر هذا إلا في وقت متأخر في زمن المكابيين .

  نعم أن الله طلب إبادة تامة للكنعانيين لتجنيب إسرائيل من أن تفسدهُ عبادة الأوثان ، فالميل إلى الآلهة الوثنية محكوم عليه جذرياً ، بدل أن يفهموا منها دعوة إلى سفك دماء خصومهم . ومن الأمثلة الخاصة بحروب الله بدل شعبه ( الضربات العشرة على فرعون وشعبه ) ومن ثم إبادتهم في بحر السوف . خاف شعب إسرائيل عندما شاهدوا فرعون يلاحقهم فعاتبوا موسى . فقال لهم ( لا تخافوا ، إصمدوا تعاينوا الخلاص ، يهوة يحارب عنكم وأنتم تصمتون ) " خر 14:14 " . هنا كلمة موسى إتخذت أبعاداً مميزة ، وبما أن الحدث كان مركزياً في تاريخ الشعب بصفته نموذجاً حقيقياً للخلاص .، ومصالاً للأجيال اللاحقة ، كان لا بد أن يضفى عليه معنى بإلقاء خطبة واضحة بوجه خاص تكون نوعاً من تعليم في إنتصارات الله . الله أسلحته يقتبسها من عناصر الطبيعة ، فيضرب بها بطريقة غير مباشرة ففي كل ضربات مصر ، إستنفر الله الخليقة ، وأخيراً جعل البحر يثور ويبتلع فرعون وجيشه ، كما في زمن الطوفان ، وفي سادوم وغيرها . كان عنف الطبيعة يعاقب عنف البشر .

   الله لم يسمح لداود أن يبني الهيكل المقدس لأنه سفك دماء كثيرة على الأرض أمامه ( 1 أخ 8:22 ) .

 نختم ونقول : على المبدأ الكتابي ( الشرير بشره يموت ) " مز 22:34 ، أم 23:14 " أي كل واحد يعاقب بما خطىء به ) " حك 16:11 " فخلاصة القول نتعلق بدقة عدالة الله والعقاب . لأن إجرة الخطيئة هي الموت . فقرب عبادة الأوثان يجب أن يكون منفذ العقوبة لما فيها من تمرد على الله وتجاهل عمله كخالق الكون . وفي يوم الدينونة فكل أنواع القتل ستحكم على نفسها ، بالنظر إلى البار الذي قتلوه على خشبة الصليب . وقبل ذلك اليوم الرهيب ستبدأ حروب سفر الرؤيا لنهاية العالم ، وفي ذلك اليوم سيكسر القوس والسيف والحرب من الأرض ) " هو 20:2 ، أش 11: 1-9 " ويسلم الملك إلى الله الآب ، بعد ان يكون قد أباد كل رئاسة وسلطان وقوة ، فيجعل جميع أعداءه تحت قدميه ، وهكذا سينتصر الحب على الظلم والعنف

توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) "رو 16.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4614 ثانية