بالصور.. مراسيم دفن مثلث الرحمات المطران مار بولس ثابت حبيب في كنيسة مار ادي الرسول / كرمليس      بالصور.. مراسيم استقبال و تشييع مثلث الرحمات المطران مار بولس ثابت راعي ابرشية القوش الكلدانية      المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ينعى رحيل المثلث الرحمات المطران مار بولص ثابت حبيب      غبطة البطريرك يونان يعزّي برقاد المثلَّث الرحمات المطران مار بولس ثابت حبيب      شلل اقتصاديّ يهدّد الوجود المسيحيّ في الأراضي المقدّسة      المطران بولس ثابت... رحيل رفيق النازحين المتشبِّث بالأرض      مرسوم بطريركي بتعيين سيادة المطران فيليكس الشابي مدبراً بطريركيّاً على أبرشية القوش      رئيس حكومة إقليم كوردستان يعزّي برحيل المطران مار بولص ثابت حبيب      قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان ينعي برحيل مثلث الرحمات سيادة المطران ثابت حبيب بولص      قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني ينعي برحيل مثلث الرحمات سيادة المطران ثابت حبيب بولص      أميركا تحذّر مواطنيها من السفر الى العراق "لأي سبب من الأسباب"      سلطات أصفهان: لم نسجل أي تسرب إشعاعي بعد قصف موقع نووي بالمحافظة      كاتس: قتلنا سعيد إيزادي قائد فيلق فلسطين في الحرس الثوري      عراقجي: الهجمات تغتال الدبلوماسية وشكوكنا بأميركا تتزايد      حاملة طائرات أمريكية ثالثة تتجه إلى المنطقة وإجلاء رعايا من ايران واسرائيل      7 عادات في استخدام الهواتف الذكية.. تعزز قوة الدماغ      مونديال الأندية.. بايرن ميونيخ إلى دور الـ16      فصل الشاحن أم الهاتف أولا؟.. عادات بسيطة تطيل عمر البطارية      البابا لاوُن الرابع عشر: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفتح آفاقًا جديدة للمساواة أو أن يثير النزاعات      لعدم تحقق النصاب.. المحكمة الاتحادية ترجئ البت في قضية رواتب موظفي كوردستان
| مشاهدات : 1309 | مشاركات: 0 | 2025-04-25 06:52:54 |

صدى صرخة مدفونة

كفاح الزهاوي

 

 

    كانت ليلة مسهدة، تكتنفها غلالة من الغموض الكثيف. شوارع المدينة خاوية تمامًا،  يكاد الصمت يندفع في أرجائها، كأنه صرخة مكبوتة تحاول التحرر دون جدوى. أضواء أعمدة الشوارع المتراصة توشك أن تذوب في وشاح السواد، تاركة بريقًا باهتًا فوق الأرصفة المغطاة بزينة حزينة من صقيع الشتاء.

    وفي السواد تلألأت النجوم كمصابيح ساهرة، فيما ارتقى القمر في وسط السماء كأمير متوّج، يشهد برودة الليل دون أن يبث دفئًا، ومع ذلك، كان يبدو أن هذا الصفاء يشي بشيء قادم؛ كأنه مسرحٌ لا يزال الستار مسدولًا عليه، بانتظار مشهد جديد.

    وفي الأفق، بدأت سحب سوداء كثيفة بالتمدد شيئًا فشيئًا، وكأنها تزحف لتلف قمم الجبال برداء مأتمي قاتم، وفي سماء مترامية الأطراف، تتكاثر الغيوم باطراد، وإذا بهزيم الرعد يدوي في سماء الليل، كما لو كانت الأرض تقاوم بصراخها شرارة البرق الساخنة التي بدأت تختفي آثارها. ولم يلبث الأمل المتوهج في البداية إلا أن انكسر كزجاج هش، ليتحول إلى رماد متناثر فوق موجات اليأس المتلاطمة.

     إن انهمار الأفكار المتشابكة في طقس تغمره غلالة من الضباب الكثيف، يحجب أفق الأمل وكأنه يفرض جدارًا بين الروح وبين بصيص النجاة، يجعل استيعاب ملامحها أشبه بمحاولة التقاط ظلال تتراقص في العتمة.

    وبينما تتداخل المشاعر الحزينة، التي تتدفق ببطء إلى زوايا الحياة التي كان يُفترض أن تكون ملاذًا للهدوء والجمال، يتحول إلى طوق ثقيل حول عنق الطاقات، يدفعها بلا هوادة إلى غياهب العبثية، حيث تفقد اتجاهها وتغرق في تيه بلا نهاية.

     بين أهداب العيون التي خفت بريقها بفعل الزمن، تنهمر دموع الحزن والألم، تنساب معها ذكريات الماضي المثقلة بجروح لا تلتئم. على الوجه المحتقن تبدو علامات القلق والريبة، وتحت أجفان متورمة، يحل سواد داكن كحلكة الليل في يوم عاصف، حين تصطخب الرياح، مضطربة أعواد القصب في موسم نضوجها.

الأرض الرمادية، التي جففت أنفاسها رياح القسوة، تتخبط في دياجير البؤس العميق. انعكست أوزار هذا الجفاف القاتل على قلوب البشر، فتفشت فيهم آفة الإحباط، وانطفأت شرارات الإرادة في أعماقهم المظلمة، حيث ارتفعت أسوار اليأس وسُلبت القدرة على المواجهة، كأن الجفاف لم يمتص ماء الأرض فحسب، بل أطفأ معها نور الأمل.

    وعلى الرغم من هذا الصمت المرعب الذي يخيم على الفضاء، فإن ضجيج الذكريات العائم على بحر من الألم يرتفع بين أمواج متكسرة كأنها ترقص رقصة حزن لا تنتهي، تتسارع تلك الإيقاعات بشكل مطرد ما تنفك تنتشر كصدى يتردد في واحة الصمت المقفرة، وكأنها تحاول كسره، لكنها تعجز عن إيقاظه من سباته العميق.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4796 ثانية