نواظري شاخصة على الباب
عسى أن تدلف منه
لأرى فيك رونق الشباب
بنيت لك بيتاً
ويدي نازفة
ولم أبالي ..
زرعت لك البستان
غرست فيه الخوخ والعناب
أعطيتك أجنحة تطير بها
لكنك طرت ولم تعد
فهل اخطأت بالإنجاب ؟
نواظري شاخصة على الباب
وغدت شدو البلابل
كصوت الغراب
أتأمل من خلال النوافذ
تهتزّ اغصان الشجر
ولكن دون جواب
أه من قسوة الزمان
آه من فلذة الأكباد
فليس كل نقر على الدّف
كصوت الرباب
لماذا هذا العقوق ؟
ألم تتعض من سر الحياة ؟
ولا من وفاء الكلاب ؟
كنت لك سنداً
وجداراً ومتكأً
وحضناً دافئاً
تسلقت على جسدي
كما يتسلق اللبلاب
نواظري شاخصة على الباب
أدخل يا ولدي
ولا تخف
فطلباتي ليست كثيرة
فلماذا هذا الهياب ؟
رحلت بعيداً بعيداً
ونسيت أن لك عشاً
فأين غدا ذلك الشوق ؟
وذلك الحبّ؟
أيعقل أن يتحولّ إلى عذاب ؟
نواظري شاخصة على الباب
أين اصبحت تلك الجلبة
غدت صدىً يؤرقني
فإلى متى هذا الغياب
نواظري شاخصة على الباب
أتذكرك وأنا خائف
أن تنساني ، من أنا
وان يكون حلمي قد خاب
حتى لم أعد سماع صوتك على الهاتف
أتحدث إلى السماء الخالية
وإلى الهواء الهاب
أليس لك من إياب ؟
منصور سناطي- 22 مايس 2025