عشتارتيفي كوم- إيبارشية اربيل الكلدانية/
اليوم ينبغي أن أكونَ في بيتِكَ"
بقلوبٍ مليئة بالفرح، وعيونٍ تلمع ببريق اللقاء الأول مع يسوع، عاشت إيبارشية أربيل الكلدانية يومين استثنائيين في الثالث والرابع من تموز 2025، حيث نال 210 من التلامذة سر المناولة الأولى، في احتفاليات غمرتها النعمة والرجاء.
جرت الاحتفالية على مدار يومين، بدأت مساء الخميس في رعيتي مار يوسف ومار كوركيس، لتتواصل صباح الجمعة في رعية أم المعونة الدائمة، وتُتوَّج مساءً باحتفالية مشتركة لرعيتي الرسولين مار بطرس وبولس ومار توما الرسول. كانت الكنائس تفيض بالمحبة، وأصوات التراتيل تعانق السماء، فيما دخل الأطفال إلى قدّاسهم الكبير وكأنهم يدخلون إلى قلب الله.
ترأس سيادة المطران مار بشّار متّي وردة، راعي الإيبارشية، هذه الاحتفاليات المباركة، يحيط به كهنة الرعايا والآباء الضيوف، وشهدت القداديس مشاركة حيّة من التلامذة أنفسهم الذين خدموا المذبح بمحبة وحماسة، وهم يخطون أولى خطواتهم نحو مُشاركة كاملة في الاحتفالي الافخارستي.
في موعظته التي حملت عنوان "اليوم ينبغي أن أكون في بيتك"، استعاد سيادته مشهد لقاء يسوع بزكّا العشار، متوجّهًا إلى التلامذة بكلمات دافئة وقال: "أنتم لم تصعدوا شجرة كما فعل زكّا، بل دخلتم الكنيسة، ويسوع، مثلما فعل معه، ينظر إليكم، يعرف أسماءكم، ويقول لكل واحد منكم: أريد أن أدخل قلبك".
وأكد أن الرب لا يبحث عن المظاهر، بل عن قلب مفتوح ومستعد ليُغيّره بالنعمة. تمامًا كما فعل بزكّا الذي لم يقدّم ليسوع خطابات الشكر، بل غيّر حياته كلّها. وهكذا أنتم، يا أحبّتي الصغار، أجمل شكر تقدّمونه ليسوع هو أن تُشبهوه، وتعيشوا المحبة والرحمة كل يوم.
وفي التفاتة أبوية، توجّه سيادة المطران إلى العائلات قائلاً: "حين يدخل يسوع قلب ابنكم أو ابنتكم، فهو يدخل بيتكم كلّه. المناولة الأولى ليست لحظة فردية، بل حدث عائلي. الرب لا يريد أن يبقى عند العتبة، بل أن يسكن في قلب البيت، في صلاتكم، في كلامكم، في طريقة تربيتكم، في مصالحتكم اليومية".
وشدّد على أن هذا السرّ لا يُختصر في صورة جميلة أو ثوب أبيض، بل في التزام مستمر بأن يصبح البيت "بيت زكّا الجديد"، أي مكانًا تعيش فيه العائلة الحضور الحقيقي ليسوع: في الغفران، وفي الإصغاء، وفي العطاء.
وقبل ختام الموعظة، دعا سيادته التلامذة إلى الصلاة شكرًا للرب على هذه النعمة، وعلى مرافقة الآباء الكهنة لهم، وشكر الأخوات الراهبات من رهبانية بنات مريم الكلدانيات وبنات القلب الأقدس، وكادر التعليم الديني، الذين زرعوا في قلوبهم بذور الإيمان، وساعدوهم على الاستعداد لهذا اللقاء الكبير.
إيبارشية أربيل الكلدانية، وهي تبارك أبناءها وبناتها المتناولين، ترفع صلاتها إلى الرب ليُرافقهم دومًا بنعمته، ويقودهم في درب المحبة الحقيقية، حتى يصبح كل واحدٍ منهم نورًا صغيرًا يُشعّ من نور يسوع، وخبزًا مكسورًا من أجل الآخرين.